المقالات

فرحان ...يرهن نفسه...!!

1991 2019-01-05

احمد لعيبي

 

وانا أبحث عن قدح اضع فيه الشاي في آخر القاعة المظلمة سمعت صوت بكاء يعلو ويخفت مثل عجوز يحتضر في انفاسه الاخيرة ..
كان الظلام دامسآ ومصباح القاعة ينطفأ ويشتغل ثم يخفت ضوئه فجأة..
أقتربت من مصدر البكاء وإذ به جندي يضع رأسه بين ركبتيه ويبكي ويحكي مع نفسه كلامآ لم افهم منه شيئا ..
كان ليل منطقة خط اللاين غرب سامراء طويلا لو بقي الانسان يبكي فيه لمات من الحزن ...
وضعت يدي على كتف الشاب وقلت له (الله يساعدك خويه ..استهدي بالرحمن وكول يالله ..كلشي يهون ابن عمي..)
ما ان رفع رأسه ليحدق بوجهي حتى سقطت من يده صورة كان يضع جبهته عليها ثم مسح دمعه بكم قميصه ليقول لي (لا خويه على بختك بس ساعة شوك لأمي وجهالي واني صارلي هنا شهرين ونص ما نازل الهم)..
كانت فردتي حذائه تختلف احداهما عن الاخرى ..
ابتسم بعد ان شعر بأني انتبهت لحذائه فقال لي (ترة ما مشتبه بس ما عندي غيرهن وشوفت عينك حتى الحذاء لابسها تك وتك وبدون جواريب ...!)
سألته مجددآ عن سبب بكائه فقال لي بعد ان قلت له انا احمد لعيبي شروكي واعشق قصص الرجال (اني اسمي فرحان بس عمري ما شفت الفرح من السماوة وحظ ما عندي خويه احمد ..ابني اللي جانت صورته بإيدي بيه مرض توحد وامه كالتلي اليوم بالتلفون معيب على جدته لأن واكع سنها الكدام ...وامي كايمه تبجي وما محاجيته ...بكى فرحان ثم اكمل كلامه مسرعا ..تدري من صارت حرب داعش كلشي ما عندي ..امي بالف زلمة ..هاي الحذاء،مالت ابوي كل فردة شكل حطتها بعلاكه وكالت روح للجبهة وهناك البسها ...ما عندي كروة امي نزعت جلابها اللي بالشيلة وكالت بيعه وروح للجبهة ولا تظل يمي ..من طلعت امي صاحت وراي ..رجعت ..
مدت ايدها بحلكها وشلعت سنها الذهب وخلته بايدي وكالت خله عندك يفيد خاف تشتري بيه سلاح وي ربعك...!!
مرتي تكلي امي حلكها مورم عمت عيني من جرة السن ومحمل جراحه ..!!..واني كلبي انشعب ..)..
فقلت له...يعني ومن كل عقلك عندك كل هالبلاوي وجاي تحارب ...
ضحك ضحكه ميتة وقال لي (خل اشوفك الضيم الثاني)..
واذا به بساق واحدة والاخرة مبتورة فوق الكف بقليل ...!!
بقينا فترة من الزمن اصدقاءكلما ذهبت للاين شاهدت فرحان وتجاذبنا اطراف الحديث ...
وفي آخر مرة ذهبت ولكني لم اجده بين المقاتلين وعندما سألت عنه قالوا لي انهم تسللوا مع مجموعه داخل قرى سامراء وكان فيها مدنين رهائن وكان فرحان مع المجموعه ..
وكان الدواعش في احد المنازل يحتجزون اطفالا ثلاثة مع جدتهم فعرضنا عليهم ان يسلمونا الرهائن ولهم الامان فطلبوا احدنا للامان ..
وكان فرحان هو الشخص الذي طلب ان يذهب لانه تذكر امه في هذه العجوز ..
سحبنا الاطفال والعجوز وبقي فرحان معهم ولكن سرعان ما انفجرت الدار على الدواعش قبل مغادرتهم وكان معهم فرحان...!!
فرحان لم يجدوا من جسده شي سوى فردتي حذائه ...!!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك