تبقى الثورة الحسينية خالدة ما بقي الظلم والطغيان والفساد ، وإنها تجدد في كل عصر ولكن مبادئها ثابتة وواضحة يخشاها كل ظالم وفاسد ، فاسم الحسين جمرة حق في قلوب المظلومين لن تنطفئ الى يوم القيامة ..
لابد للشعب العراقي المظلوم على مر الزمان ان يجسد أهداف الثورة الحسينية وينقلب على كل مفاهيم الظلم والفساد ، ويدعو الى الاصلاح الذي يجابه الفساد بكل صوره .
أن فقدان الارادة والتقاعس جعل الشعب يبتعد عن مضامين الثورة الحسينية ويتمسك بقشورها ويبتعد عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعدم السير بسيرة الامام الحسين عليه السلام ، وتمسك بمعسكر يزيد ومن يمثله وترك معسكر الحسين .
ان ثورة الحسين هي صرخة ضد الطغاة والفاسدين لكل مظلوم والشعب العراقي من مظلومين ، فمتى يصرخ الشعب ضد الطغاة والفاسدين ويسير بالموقف الحسيني الثائر طلبا للإصلاح بعيدا عن المنافع والمصالح .
وعلينا ان يكون هذا عاشوراء منطلق لتجديد الثورة الحسينية لتحرير الوطن والدين والمذهب وليس السكوت والتمسك بالطقوس الحسينية التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
ان الدولة العراقية تمر في انحلال وتسلط الفاسدين والجاهلين على مقاليد السلطة وصار الدين سلما لتحقيق المآرب وما على الشعب الا ترك كل شيء والتوجه نحو التضحية بالغالي والنفيس لأجل شريعة الله في الارض .
ان من يحاول ان يصبغ الثورة الحسينية بلون اسود وإفراغها من أهدافها الحقيقية وجعلها مجرد لطم وبكاء وعويل وإقامة مجالس عزاء خالية من الفكر العاشورائي ، هي نيل وقتل مرة الاخرى للإمام الحسين عليه السلام وهي تضيع لدماء الزكي التي سفكت في كربلاء ، فما فائدة اللطم والبكاء ونحن في ذروة الظلم والفساد ؟اذن اين نهج الحسين في مقارعة الظلمة والفاسدين ؟
ان على الشعب ان يراجع حساباته وينظر هل انصف الحسين عليه السلام ؟ وهل سار على سيرته بمحاربة الظالمين والفاسدين ؟ فالحسين ثار من أجل ان تتخلص الامة من الظلم والطغيان والفساد .. فانتهزوا الفرصة وثوروا على الفاسدين وغيروا مسار الشعب نحو الاصلاح والتغيير ، فإما الشهادة وأما النصر ..
الكاتب والإعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha