في كل الاعراف السماوية والاجتماعية والحكومية فأن من يعمل يتقاضى أجر على عمله ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ) إلا في العراق فأن ( النائم عند أهله ) يتقاضى أجر على نومه بدعاوي ( الصحوات ) .
أن هذه الحالة جاءت بعد التغيير . فقد ذهبوا أبطال التغيير الفاسدين أن يسنوا سنة سيئة في أوساط المجتمع العراقي ( نام عند أهلك وأقبض راتب ) ، ولكن أريدك في الانتخابات أن تصوت لي .
أن الانتخابات المزورة التي يتشدق بها البعض من السياسيين للوصول الى الكرسي أصبحت عبئا على الشعب وليس وسيلة لوصول من هو الافضل والنزيه في قيادة البلد .
لقد أستغل الفاسدون أموال الشعب وتسيرها في الانتخابات ومنها بدعة ( الصحوات ) في المناطق الجنوبية الامنة وخاصة في محافظة ذي قار .
فقد تم أخيرا تعيين 2000 درجة وظيفية بأسم ( الصحوات ) لحماية المناطق الصحراوية والخط السريع من الهجمات الارهابية ووزعت تلك الدرجات على الاحزاب والتيارات والكيانات السياسية والشخصيات الفاسدة دون أن تعلن على عامة الشعب ،وأصبحوا معينين منذ ثلاثة أشهر دون أن يقدموا أي عمل يذكر . !!! وفي لحظة ما اتصلوا بهم ليخبروهم تعالوا أقبضوا رواتبكم وهم ( نائمين عند أهلهم ) وتم صرف لكل واحد منهم مبلغ ( 750 ) الف دينار واستقطعوا منهم ( 200 ) الف دينار . لا يعرف الشخص لماذا استقطعوا منه الطبقة الفاسدة هذا المبلغ ؟!!
أن في المحافظة طبقة فاسدة سيطرت على مقدرات ابناء المحافظة دون أن تنتبه الحكومة الاتحادية ولا البرلمان ولا هيئة النزاهة لكي تتخذ إجراءاتها القانونية بحقهم ، بل أخذت جانب المجاملة على حساب مصالح ابناء المحافظة .
أن تعيين 2000 شخص على الصحوات في محافظة ذي قار هي سرقة للمال العام بوضح النهار ، ولو كان تعيين هؤلاء على البلدية لكانت اليوم مدينة الناصرية من أنظف مدينة في العالم ولم تكن من أقذر مدينة تتوسطها الزبال والأوساخ في كل أحيائها بدواعي قلة عمال النظافة .
كفى فاسدا يا حكومة اتحادية لان تلك الاموال التي صرفت على ( النائم عند أهله ) يمكن ان نبني بها عشرات المدارس ويمكن أن نعبد بها الالاف الكيلومترات من الطرق وإصلاح الجسور ويمكن أن نبني بها مستشفيات للمرضى لكي لا يذهب المريض الى الخارج .. ويمكن ... ويمكن .. ويمكن ... ويمكن أن نبني بها معامل ونشغل تلك الايادي العاملة لكي يأكل لقمة عيشه بالحلال أفضل أن الحيلة ( من يعيش بالحيلة يموت بالفقر ) .
أن العراق يمر اليوم في أخطر حالات الفساد بسبب سيطرت عليه عصابات منظمة فاسدة هدرت وسرقت أموال الشعب واستخدموا تلك الاموال في الانتخابات لكي تبقى تلك العصابات الفاسدة من السياسيين والمسؤولين في السلطة .
الكاتب والاعلامي / الحاج هادي العكيلي
https://telegram.me/buratha