المقالات

في يومها.."قدس" واحدة أم "أقداس" عديدة؟! قاسم العجرش

2795 06:36:11 2016-07-01

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

كثير من المتابعين، إعلاميين ونشطاء ومواطنين أيضا، يفهمون اأتخاذ آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوما للقدس، بتوجيه من الإمام الراحل السيد الخميني قدس سره الشريف، على أنه أمر تعبوي متعلق بمدينة القدس وحدها، وأنه وسيلة وفي كل عام؛ لأستذكار مظلومية هذه المدينة المسلمة، المغتصبة من قبل الصهاينة ، ولتبقى القدس قضية حية، في وجدان الأمة الإسلامية.

الحقيقة أن هذا الفهم صحيح الى حد بعيد، لكنه يبقى قاصرا عن الإحاطة بالغرض الأساسي، من جمعة يوم القدس الرمضانية؛ فلماذاهذا القصور في الفهم؟!

مظلومية القدس الشريف؛ وإن كانت هي العنوان الرئيس لهذا النشاط التعبوي، الذي يمارس على مساحة الأمة كلها، إلا أنها عنوان تنظوي تحته، مئآت بل وآلاف العناوين الفرعية، التي يجب أن تُنظِم الأمة صفوفها بغية معالجتها تعبويا، بقدر لا يجعلها غائبة عن الوعي العام، وهو الغياب والتغييب؛ الذي يسعى اليه أعداء الأمة، في كل زمان ومكان.

تشكل مظلومية الشعب البحريني، واحدة من العناوين المهمة، و"قدسا" من بين"اقداس" الأمة، التي ما برحت تنزف بلا كلل، جراء التعسف والقمع والطغيان، الذي تمارسه الأسرة الخليفية، المتسلطة على رقاب الأحرار، في هذا البلد المسلم العزيز، وفي كل يوما تمعن هذه السلطة الغاشمة، في تنكيل إذلال وإهانة.

لقد وصلت هذه الأيام؛ ممارسات السلطة الخليفية القمعية ذروتها، حينما قادها طغيانها وعتوها، الى سحب الجنسية عن آية الله الشيخ عيسى قاسم، وهو البحريني الأعمق جذورا، من جلاوزة قبيلة العتوب، التي تسلطت على جزر البحرين وشعبها، وهي الغريبة عنها.

في سوريا ثمة "قدس" أخرى، تحتاج الى وقفة تعبوية، مثل التي نقفها في آخر جمعة رمضانية، فقصبتي الفوعة وكفريا، مازالتا تنزفان دما نقيا طاهرا، منذ سنتين تقريبا، حيث يحاصرهما الاجرام التكفيري الداعشي، وحيث يتعرض اكثر من اربعين الفأ؛ من اتباع اهل البيت عليهم السلام، الى تجويع وحصار وإبادة جماعية، على اساس الهوية، وتحت سمع وبصر العالم كله، فيما تقف "الأمة" متفرجة على المجازر الوحشية، دون أن تتحرك الضمائر بما يكفي لأن ينقذ هؤلاء الأبرياء.

في اليمن مازال التحالف الإجرامي، الذي تقوده مملكة الأشرار الوهابيين السعوديين، يلقي حمما من طائراته بلا هوادة، على افقر شعب بالعالم، لا لشيء؛ إلا لأن هذا الشعب يحب الحياة، ولأنه يريد أن يعيش عزيزا كما كان أبدا، ولأن أبناء هذا الشعب يشهدون أن عليا وليا الله!

كلام قبل السلام: القدس ليست مسجد قبة الصخرة، ولا المسجد الأقصى فحسب، بل هي بغداد، وآمرلي والبير، والدجيل وبلد ومدينة الصدر، ومزار شريف وكراتشي، وفوعة وكفريا، وصنعاء ومأرب، والمنامة وسترة، والأحساء والقطيف والعوامية، وكل الأقداس التي تتعرض لما تعرضت له القدس حبيبتنا الأزلية!

سلام....

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك