المقالات

المارثون الحسيني

2403 10:49:46 2015-11-12

الأن بدأت الخطوات مسرعه , بهمة العاشق لمعشوقه. بدأت والنفوس متشوقه, والقلوب ولهه , والألسن تلهج بلبيك ياحسين, ولكن الحسين (ع) له أمنيه أن يشارك العقل هذه الحواس تفاعلها لتكون الخطوات نحو الحسين (ع) ثابته ومصممه لتلبية نداء الحسين بمشروعه الأصلاحي.
عجبآ لهذا العظيم , تشارك بحبه كل الجوارح , وتعشقه العقول قبل القلوب, أنه الحب الواعي , وهكذا ينبغي أن يكون المسير نحو الحسين هو مصداق الأيه الكريمه ( وقصد في مشيك , وغضض من صوتك....) , أنها مسيرة نحو المجد والكرامه.
أن المسيره الأربعينيه ليست مجرد ذكرى تتكرر سنويآ, بل على المشارك فيها أن يفهم أن هذه الذكرى كان ثمنها دماء غزيره زكيه سكبت على أرض كربلاء من أجساد الحسين وأهل بيته وأصحابه الكرام. أنها مسيره خالده بخلود مبادئها وسمو أهدافها.
أن المسيره نحو الحسين(ع) ليست طقوس وهوس جماعي ناتج عن تأثير موضوعي لأحداث تراجيديه يمر بها البلد , ولا عن ضغوطات الواقع القاسي لكي تستمد منه الجماهير روح التأسي, وقد يكون من هذا شئ, ولكن الجانب الأقوى في هذه المسيره هو التوجه نحو الحسين (ع) كقيمه حضاريه تعيش في وجدان المشاركين وليس مجرد أنفعال , وأن وجد هذا عند البعض ولكن هذا لا يقلل من شأنها, بل هناك فرصه للتقويم والترشيد ليكون المسير نحو الحسين (ع) , هو مسير نحو العزه والكرامه والتمدن.
المسير نحو الحسين (ع) هو رحله مدرسيه يتعلم من خلالها الفرد روح التعاون والضيافه والأباء, كما أني رصدت الكثير من الظواهر الأيجابيه والتي يمكن أن تلقي بظلالها أيجابيآ على السلوك الأجتماعي والفردي , هي فوائد أجتماعيه لا يمكن التغافل عنها, الا وهي ان السائرين نحو الحسين يقطعون الفيافي والطرقات  , ينتظرهم الكثير ممن يتشرفون بخدمتهم , مقدمين لهم كل ما تجود به نفوسهم من مأكل وملبس ومأوى , غامرين لهم بأحاسيس فياضه لا يقوى القلم على وصفها لحرارة عواطفها الجياشه, التي تستقبلهم وترحب بهم. هذه العمليه تفرز الكثير من الأمور التي تقوي اللحمه الأجتماعيه , وتعززها عن طريق ما يعبر عنه العراقيون (الزاد والملح) وما يستصحب هذه العمليه من زيادة التعارف فيما بينهم مما يساهم في بناء نسيج أجتماعي منسجم ,لأن اللقاءات الحميميه تخلق حاله من الأندماج الأيجابي القائم على الأحترام المتبادل . أن هذه المسيره الطويله تساهم في خلق قيم مشتركه , وأهداف مشتركه , حتى أن ما تتعرض له هذه المسيره من تهديدات الأرهاب قد ساهم في تعزيز المصير المشترك . داعيك من أن هناك الكثير من الأمور الأيجابيه تحدث كتحصيل حاصل لهذه المسيره , منها ولادة علاقات تجاريه بين هذه المناطق نتيجة تعرف بعضها على البعض وما يكتشفونه من فرص تجاريه عن بعضهم بشكل عرضي , بالأضافه الى التÙ!
 �ارب بينهم وما يستتبعه  من زيادة فرص التناسب عن طريق الزواج , وهذا ما يخلق شبكه أجتماعيه قويه يعززها التواصل بينهم بسبب هذه الزيجات. طبعآ هناك الكثير من المنافع لو عددناها لملئة صفحات , ولكن لا يخفى ما لهذه الأمور من تأثير على زيادة الوعي العام من خلال هذه الرحله الحسينيه لأنها تمر بأماكن وبيئات مختلفه , ولاشك أن السفر واحد من عوامل الوعي العام , وهذا يذكرني ببيت من الشعر حيث يقول ( سافر ففي الأسفار خمس فوائد   تفريج هم وكتساب معيشة وعلم وأداب وصحبة ماجدي), كما بالحقيقه لا تخلوا من فوائد صحيه كثيره لأن المشي هو نوع من أنواع الرياضه.
يتضح من كل ذلك ما لهذه المسيره الحسينيه من جوانب أيجابيه , ولكن لكي نحرز هذا التطور الأيجابي , هناك شرط للفرد الذي يسير , وهو طريقة رؤيته لهذه المسيره , وما هو منظوره لها في كيفية ما يحمله من صوره للأمام الحسين (ع), هل هي نظرة شفاعه ليوم موعود , يساهم الحسين في أطفاءها يوم الحساب , على الرغم من كل ما يفعله الأنسان من موبقات الأمور ( سرقه , غش, أختلاس, أعتداء , تقصير بالواجبات من العباده.....), أم أن الحسين (ع) هو المثل الأعلى له وشخصيته المفضله في الحياة, تلهمه الكثير , وترسم له طريق الحياة الحره الكريمه, وتصنع منه شخصيه مستقيمه, أيجابيه, لا يصدر منها الا الخير نحو البلد والناس.
أن المسير الى كربلاء , هو ليس مسير الى مدينه, هي لا تختلف عن غير ها من مدن العراق الا أنها تضم قبر سيد شباب أهل الجنه , ولا لقبر محاط بشباك من ذهب , بل هو ذاهب الى بحر الجود والأباء , الى جبل الصمود والتحدي للباطل , الى رمز النزاهه والعفه .
من الضروري أن السائر الى كربلاء يفهم أن حركة الحسين (ع) حركه جوهريه, تصاعديه, تكامليه, وليس وليدت لحظة غضب بين متحاربين, وليس نزاع بين أبنين لوالدين أختصموا في الماضي, وليس صراع من أجل سلطه, فلو كان من أجل سلطه لما ضحى بنفسه وعياله, لأن أي سلطه سوف يغتنمها بعد أزهاق الأرواح. أنها مشروع حضاري, وأن عدم فهم أبعاد هذا المشروع وأستيعابه من قبل محبيه والمدعين من السائرين على دربه هي خساره كبرى لهم , وتمثل خيبة كبيره للأمام , لأن الأمام هو من حدد أهداف هذه الثوره , ولايسمح لغيره من أن يحرف مسارها ويبدل أهدافها بمسارات يحددها أصحابها بسبب حاله مزاجيه أو نفعيه. أن الأمام الحسين (ع) هو وحده من يحدد المحطات التي يمر بها القطار الحسيني أن جاز التعبير , ولا يخضع لأمزجة راكبيه , لآن الحسين يقصد محطه نهاءيه الا وهي رضاء الله. ( تركت الخلق طرآ في هواكا وأيتمت العيال لكي أراكا).
كما أوجه الدعوه لأستثمار القابليه الفريده للأنقياد الجماهيري نحو شخصية الأمام الحسين (ع), وقدرتها على التأثير الجماهيري في محاربة الظلم والطغيان والتأسيس لقواعد العدل والأنصاف, ولوضع حد للألام ومعانات الجماهير التي عانت الكثير من ظلم الظالمين وفساد المفسدين , أن أهم عناصر الكارزما في شخصية الأمام الحسين هو الأخلاص والصدق والشجاعه, وهذا هو ما نحتاجه الآن في مجتمعنا الذي تعرض الى هزه أخلاقيه وأجتماعيه خطيره, تكاد تعصف بكيانه, بل هو الآن على حافة الهاويه, وبالحقيقه لا راد من هذه الهاويه الا شد الرحال الى أهداف هؤلاء العظماء والتأسي بمزاياهم وخصالهم العظيمه, فهم حبل النجاة .
لا شك أننا نمتلك كنزآ قياديآ رائدآ وعظيمآ , وبطلآ ملحميآ قل نظيره, يمتلك قوة ألهام أسطوريه على التحفيز والأستلهام من قبل محبيه, لذا أدعوا لأستثمار هذه القابليه الفريده , وهي طاقه خلاقه في بناء الشعوب والتأثير الجماهيري. فليكن الحسين (ع) مهندس نهضتنا وبطل ملحمتنا نحو الأصلاح , أن المسير نحو الحسين (ع) فرصه تاريخيه لا ينبغي تفويتها , ولحظه لا ينبغي التفريط بها .
أياد الزهيري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك