المقالات

امريكا: أهداف ثابتة ووسائل متغيرة..!/ قاسم العجرش

1702 09:52:46 2015-05-02

قاسم العجرش

نظرا لكون منطقة الشرق الأوسط، تحتوى على الجزء الأكبر من نفط العالم، فإنها تكتسب بعداً استراتيجياً وأهمية بالغة، في السياسات الخارجية، للدول التي تعتمد على النفط المستورد، كما أن هذه المنطقة محور صراع القوى الدولية، نحو السيطرة على الموارد النفطية، فضلا عن كونها تقع في قلب ممرات ومسارات التجارة الدولية.

الى جانب ذلك، فإن البعد الثقافي، أخذ هو الآخر حيزاً مهما، في محركات السياسة الدولية.

كانت خمسينيات القرن العشرين، تمثل بدايات تشكل الإطار العام؛ للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، هذه السياسة؛ تقوم على تحقيق ثلاثة أهداف أمريكية رئيسية في المنطقة، تأمين البترول الخليجي وخطوط نقله إلي الغرب، وعزل الخصوم والمنافسين الدوليين عن المنطقة، وحماية إسرائيل، مع ملاحظة أن هذه الأهداف؛يمكن فصلها بعضها عن بعض، بل أن العمل عليها ومن أجلها، يسير بثلاث خطوط متوازية.

تتميز السياسة الأمريكية؛ بثبات الأهداف لأمد طويل، بمعنى أنها تأخذ بعدا ستراتيجيا، مع هامش محدد ومرسوم للتكتيك والمناورة، لكنه يقع ضمن إطار الأهداف ويخدم تحقيقها.

منذ أن وضعت القواعد الأساسية، للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، لم يحدث تغير مهم في مآلاتها، إذ تتغير الحكومات من حزب إلي آخر، ويتغير الرؤساء، وتتغير القيادات السياسية الأمريكية، وتتغير الظروف، ويتغير النظام الدولي، ولكن برغم كل هذه المتغيرات، تظل السياسة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط ثابتة وراسخة، فلا المتغيرات الأمريكية الداخلية، ولا المتغيرات الشرق أوسطية، إستطاعت أن تغير هذه الأهداف.

لقد ظلت السياسة الأمريكية إزاء منطقتنا وقضاياها، صامدة أمام كل المتغيرات، وحتى المتغيرات السياسية داخل أمريكا نفسها، لم يكن لها تأثيراً نوعياً بينا، في سياساتها الخارجية، وإنما كان الذي يحصل، أن تتغير الوسائل لا الأهداف، من رئيس أمريكي إلي آخر.

إن مسيرة تقرب من سبعين عاما، من السياسة الأمريكة في المنطقة، ومواقفها السلبية الثابتة، إزاء همومنا وقضايان ومشكلاتها، تكشف عن أوهام الحالمين بتغير دراماتيكي في تلك السياسة، وأن هذه الأوهام ستقودهم الى تقديرات خاطئة، ستدفع الشعوب، وبضمنها شعبنا العراقي، أثمانا باهضة جراء الإندفاع وراء الوهم، بأن الأمريكان سيقفون الى جانبنا في معركتنا ضد الإرهاب.

كلام قبل السلام: أمريكا ستقف ضد الأرهاب، لكن بالمقدار الذي يؤمن مصالحها، ويبعده عن أرضها، ولكن الى أرضنا، وهذا هو ما يحصل هنا في العراق وسوريا، حيث يتدفق آلاف الأرهابيين، من الغرب وأمريكا الينا، بتسهيلات ووسائل مستجدة متجددة؛ تحقق الأهداف الثابتة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك