المقالات

العراق بين مسحل وجهنام ومثلث الدم!/ أمل الياسري

1558 2015-02-27

أمل الياسري

أمامنا قافلتان الشهداء والنازحون, وأولياء الشيطان, يحتاجون الى عملية جراحية سريعة, فالمظلومون أدركوا, أن الإقتناع بالأكاذيب والأباطيل, مجرد حلم زائف, لا يمت للواقع بعلاقة, وهم يتظاهرون بالصلاح والإصلاح, رغم أن لكل قاعدة شواذاً, لكننا نرى الوضع من زاوية مختلفة, فالعراق مازال الأول, في القتل والنزوح والذبح, والمقابر تنادي هل من مزيد؟.

المواطنة ضرورة عقائدية, وطنية ملحة في هذا الوقت, لأن العبث الهائل, الذي يجري في مفاصل الدولة, لا يحدث إعتباطاً, وإنما يتم على مرأى الساسة وبقوة, وبغطاء قانوني مشرع, وفق نظرية الحدود لا ترسم إلا بالدم.

نريد أن نعيش بأمان, بعيداً عن مطامع الشيعة والسنة والأكراد, فهذا المثلث الطائفي رسم, عندما تناسى العراقيون هويتهم, وبات الإسم واللقب والعشيرة, من تشكل مثلث وحدة العراق, وتحدد من يبقى ومن يفنى, في غياهب الطرقات.

النظام الدكتاتوري المقبور أبدع في إقناع الشعب, بأنه لا سبيل لحكمه إلا بالقوة والبطش, والحقيقة أننا نحن من روجنا لهذه التغريدة, على مواقع السيارات المظللة, ومن خلال تصرفات الساسة, الذين لا هم لهم إلا أحزابهم.

خطة فرض القانون, والأحداث الطائفية, أخذت منا الأحباب والأصحاب, وخلفت الأرامل والأيتام, فهلا نكون على قدر المسوؤلية, ونصرف وقتنا للمصالحة, بقدر الأموال المخصصة لها, على شرط أن يتصالح الساسة أولاً, وبشكل حقيقي.

الشهداء والنازحون, أصبحت أحلامهم, كالأصوات الخاوية, الحائرة بين مقدار التضحية, وبين أن يرتب الساسة أوراقهم, لتنظيم البيت العراقي, لئلا تصبح الأعداد أكبر, والمشاكل أكثر, فلملة الجراح ووحدة الصف, الغاية الأسمى, لتسعد هذه القوافل الخالدة.

إن الحرب مع الأعداء لم ولن تنتهي, فالعراق أضحى ساحة, لتصفية الحسابات اليهودية العالمية, بحجة القضاء على التطرف, والإرهاب والتكفير, مع أن الإسلام ليس مرسوماً, وفق هذا المثلث المقيت الجاهلي بإمتياز.

المؤمنون إذا أنعم عليهم الخالق شكروا, وإذا أبتلوا صبروا, وإذا أذنبوا إستغفروا, وهذا ما قرأناه في إسلامنا الحنيف, أما ساستنا, فإنهم لا يفقهون المعنى, بحيث يخيل إلينا أنه, لم يكن هناك صوت, سوى ألم النشيج, وفرقة النسيج, وهو ما يطربون له .

لقد زعم العرب قديماً, أن للشاعر الأعشى شيطاناً, يدعى (مسحل )يلهمه الشعر, وكانت له تابعة, تدعى (جهنام )يتراميان حوله, فينشد أروع القصائد, في حين أن الواقع السياسي في العراق, يلهم الشهداء والنازحين, على نشيد مدو مفاده, معادلة واقعية موضوعية, وهي إستنزاف الشياطين الجدد, لمقدرات العراق, تحت مظلة التغاضي والتراضي, فيدونوا أجمل المقطوعات الشعرية, على حساب الأشلاء والدماء, دون فتح ملفات الخونة والفاسدين.

توزيع الأدوار, والثقة بهمة أبناء القوات العراقية, والحشد الشعبي والعشائر الشرفاء, والعمل بروح الوحدة والتسامح, وإحتواء الأزمات, والحزم في إتخاذ القرارات, لمصلحة الوطن أولاً, هو من سيجعل العراق منتصراً, ويطرز قصيدة رائعة, بأحرف من نور, على خريطة الصمود والتحدي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك