المقالات

ما هو الفرق بين الفساد والسرطان ؟؟

1244 23:31:10 2014-12-05

لا تبدو المقارنة الأولية واقعية بين الابتلاءين لان الأول يقوم به افراد وتتاثر به المجتمعات والدول اما الابتلاء الثاني وهو السرطان فيصيب الأفراد وتعمل الدول على معالجته وبالتالي فان الاثار التي يتركها كل داء تختلف في نتائجها وتأثيرها على الأطراف التي يصيبها الا ان العلة والعلاج يمكن ان تكون نقطة التقاء أكثر من النتائج والتأثير. 

وللتوضيح اكثر فان معالجة مرض السرطان اعاذنا الله واياكم منه تحتاج الى سرعة في التشخيص ودقة في العلاج وشجاعة في اقتلاع كل الخلايا المصابة وربما الخلايا القريبة غير المصابة حتى لا يعاود الانتشار مرة اخرى وبالتالي يكون الموت للمصاب هو الحالة الاقرب من العلاج اذا ما فشل التشخيص والعلاج.،اما الفساد فانه يحتاج ايضا الى سرعة في التشخيص ودقة في العلاج وسرعة في الاستئصال لان التاخير يعني استفحاله وموت دولة باكملها وليس فرد واحد كما هو الحال في مرض السرطان.

ولعل التركة الثقيلة التي ورثتها حكومة العبادي من الحكومة السابقة بما يتعلق بملفات الفساد المالي والاداري كبيرة جدا ويصعب تحديد اولوياتها الا ان الخطوات الاولية التي اتخذتها الحكومة خطوات مهمة وضرورية وتدعوا الى الفخر والتطلع الى الامام لما هو افضل واشمل،لكنها بكل الاحوال ليست كافية لغلق ملف الفساد المالي والاداري،المعروف بكونه الاخطر والاوسع والاشمل،لهذا فان ما حدث يعتبر بداية للمعالجة وليست النهاية.
ان حكومة السيد ألعبادي اذا ما أرادت معالجة ملف الفساد المالي والإداري الشائك فعليها ان تستمر في إجراءاتها الواعية الرادعة وان تستخدم كل الطرق القانونية والأخلاقية والشرعية وان لا تتوقف عند حد معين لان وقوفها وقد بقيت خلية واحدة فاسدة معناه ان سرطان الفساد سيعاود الانتشار من جديد وان كل ما قامت به من إجراءات ومحاكم وتغيير، ذهب هواء في شبك.

ان الحالة التي تعيشها الدولة العراقية تعتبر الأفضل على مدار السنوات التي أعقبت سقوط نظام البعث ألصدامي وهذه الأفضلية تعطي فرصة ومساحة اكبر للدولة وللحكومة ان تنفذ خططها وبرامجها للقضاء على الفساد المالي والإداري وبالتالي فان كل إجراءاتها ستكون محمية قانونيا وإعلاميا وجماهيريا.

ان فلسفة التغيير الذي دعت إليه المرجعية الدينية العليا أعطى ثماره بما قامت به حكومة ألعبادي من إصلاحات جذرية في المؤسسة الأمنية والعسكرية وبما قامت به من خطوات إصلاحية في القضاء على الفساد المالي والإداري في المنظومة العسكرية الا ان المرجو من ألعبادي ووزرائه هو ان تستمر عملية القضاء على الفساد في كل وزارات ومؤسسات الدولة لان الداء قد ضرب كل زاوية ومفصل وان التوقف عند حد معين يمثل خيانة وانتحار.
ان الفساد المالي والإداري الذي ضرب الدولة العراقية اكثر خطرا من السرطان لذا فان اقتلاعه واستئصاله هو الامر الوحيد الذي يمكن من خلاله التخلص منه إلى الأبد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك