المقالات

بصراحة: لماذا تتعارك مصارين البطن؟!

3061 2014-06-04

قاسم العجرش

   لاشك أننا اليوم نقف على عتبة منعطف خطير لمستقبلنا، ولا شك أن لهذه الإنعطافة مقدمات وجذور، ولذلك يبدو استحضار الماضي ضروريا، لفهم ما حدث وما سيحدث!

   أخذ الدرس ليس عبرة فقط، بل هو عملية تحدث في اطار تشابه بين مرحلتين، في كلتيهما انفتح الفضاء فجأة، على جميع تيارات الهواء السياسية..ولذلك فإن قراءة جدية للماضي، ستكون مضادا حيويا ضد البلاهة، التي يحاول الساسة وضعنا في إطارها، تحت شعار (بوس عمك بوس أخوك)! معتقدين غياب الذاكرة التاريخية.

   العودة الى التاريخ ضرورية جدا، ولها ما يبررها في هذه المرحلة بالذات، حتى لا يمررون علينا ما يريدون، متصورين أننا مثلهم فعلا بلهاء، وضرورية أيضا لأنها ستفسر بشكل ما، جزءا من واقعنا الحالي، الذي مازال أسير منطق سنوات الثمانينات وما تلاها من سنين..

   لكي نرى كم قطعنا من المسافة، وبشيء من الصراحة أتسائل: أليس ضروري وبديهي، ونحن نقرع أبواب مستقبلنا السياسي، أن نهضم بكثير من النقد؛ تاريخ العلاقة بين القوى السياسية المتصدرة للمشهد السياسي الراهن، قبل التغيير النيساني الكبير عام 2003؟!

   كانت بداية الثمانينات؛ هي السنوات الأولى التي تضع فيها الحركات الإسلامية، قدمها في داخل الحراك السياسي، وكانت نتاج قمع سلطوي خانق، وتعبيرا عن الرفض لحالة انغلاق سياسي مطبق، حكم على فضاءات التعبير، بالإنزواء في أقبية التنظيمات السرية.. لكنها بداية حملت أمراضها معها، لتصنع شبكة غير مرئية، من الحروب الصغيرة والشخصية، بين هؤلاء الذين يصولون ويجولون، في ساحتنا السياسية اليوم.

   تلك البداية؛ كانت هي أيضا ذلك الرحم الذي طرح لنا نخبة اليوم، والتي تربطها ببعضها بعض،علاقات سلبية متجذرة في الماضي، ما أستطاعت أن تتخلص من آثارها، وكانت تعبيرات تلك العلاقات السلبية متنوعة، بين خلافات أيديولوجية وعقيدية عميقة، الى مشادات ومعارك شخصية..

   جيل الحاضر لا يستطيع إيجاد تفسير، لكثير من المشاحنات الدائرة الآن بين القادة السياسيين، سيما الإسلاميين منهم، والذين يفترض أنهم خرجوا اليه من خندق واحد، وتدور اليوم أمام أعين أبناء هذا الجيل، معارك كلامية وكيد سياسي علني على شاشات الفضائيات، مما يؤكد أن الخلافات السياسية الراهنة، هي بنت تلك التي يفصلنا عنها فارق زمني من ثلاثين عاما!

كلام قبل السلام: لولا قواعد اللعبة السياسية الجديدة، وقشرة الوسائل الاتصال الحديثة، يمكن القول أننا مازلنا في بداية الثمانينات!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك