المقالات

المالكي بين لعنة الرفض وقسوة التفكك

1750 2014-05-22

حيدر عباس النداوي

لم تجر الأمور مع رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي كما يشتهي بحلم إكمال الولاية الثالثة في ظل التحديات الكثيرة التي تعرقل مساعيه للوصول إلى الأغلبية السياسية التي بشر بها ،وهي تحديات حقيقية لم يتمكن المالكي من تجاوزها او إنكارها حتى الساعة ولا توجد بوادر حقيقية لان يتمكن من تفكيل رموز وطلاسم الرفض والمنافسة سواء من قبل شركائه او من قبل منافسيه من القوائم الأخرى.
المالكي قبل إعلان النتائج كان يعاني من كابوس الرفض المطلق من قبل شركاء العملية السياسية لكنه كان يمني النفس بفوز كاسح يمكنه من تحقيق الأغلبية وبالتالي يتخلص من الأحرار والمواطن والعراقية والنجيفي ويكتفي بالمطلك وكذلك يتخلص من مسعود ويبقي خطوط التواصل مع التغيير او الاتحاد الوطني الكردستاني ويمضي دون ان ينظر الى أثار حرائقه التي سيخلفها تحالفه مع هذه القوائم الصغيرة لان المهم لدى المالكي المنصب وليس اي شيء اخر لكن الأغلبية لم تات واسقط ما في يد السيد المالكي ولم يجد في قراءة خطوط كفه غير الانكسار والندم والغضب وهو يقلبهما بحزن ووجوم فضاع خيار الاغلبية وبات يترقب ما يمكن ان يقدم عليه منافسيه الأقوياء الذين توحدت كلمتهم في وضع العلاجات والخطط لوقف التدهور والضياع والفوضى التي يعيشها البلد الممزق المهان وباتوا يملكون الاغلبية باريحية واقعية غير ان المالكي ورغم عصبيته وقلقه الذي لم يتمكن من اخفائه لا زال يسوق فكرة الاغلبية التي لم يعرف اين ومتى يجدها.

وواقع الحال يشير الى ان الاغلبية التي بشر بها المالكي اختفت نهائيا بين تواضع الرقم الذي حصل عليه وبين الرفض المطلق من قبل منافسيه وهذا الواقع لن يكون هو العنوان الابرز الذي يثير قلق وجنون السيد المالكي فاحتمال تفكك قائمة القانون التي يراسها امر وارد واقرب الى الواقع وربما بدت بوادر تحققه اسرع مما كان يخشاه المالكي وهذا التفكك تعضده عوامل التنافس الحقيقي بين مسؤولي القوائم الذين يصطفون في ائتلاف المالكي وهم تحديدا العامري والشهرستاني والخزاعي لان هؤلاء وبعد اعلان النتائج جاءوا بما لم يتوقعه المالكي من ارقام ومقاعد بدليل ان منظمة بدر جاءت باكثر من عشرين مقعد الامر نفسه ينطبق على الشهرستاني وبعدد اقل قليلا ياتي الخزاعي وهذا المعنى يجعل من القادة المذكورين يطرحون انفسهم منافسين وبدلاء للمالكي بقوة لثلاثة اسباب.. الاول انهم قد جاءوا بارقام ربما اكثر مما للمالكي وثانيا لان مقبولية هؤلاء افضل عند البعض وليس الرفض عند الكل كما هو الحال بالنسبة للمالكي،والثالث هو ان هؤلاء ضحوا من اجل المالكي في الدورتين السابقتين وقد حان الدور على المالكي للتضحية قبل ان تخسر دولة القانون ومن فيها كل شيء.

ربما ستكون الايام القادمة اشد قسوة على المالكي لان المتوقع ان يجد الرجل نفسه خارج حسابات اللعبة السياسية لان واقع الحال يؤشر انه سيخسر الرهانين وهما رهان الأغلبية السياسية ورهان الكتلة الأكبر التي ستتلاشى وتختفي بسبب اصرار المالكي على مخالفة الجميع وبسبب سطوته وجنونه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك