( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )
فجر الاثنين الخامس عشر من كانون الثاني الموافق للخامس والعشرين من ذي الحجة عام 1427 واحد من الايام التي تشكل مفصلاً آخر في التقويم العراقي الجديد. ولا نخفي بان جدلاً وخيفة قد عمت بين اوساطنا الشعبية وحتى في اروقة قوانا السياسية حول امكانية اعدام برزان والبندر اثر الضجة الاعلامية التي افتعلها الخطاب الاعلامي العربي ومن ورائه بعض الخطاب الدولي حول عملية اعدام صدام.
تنفيذ العقوبة الآن اسكت الابواق التي شبّه لها ان البندر وبرزان وما سواهما من المجرمين قد افلتوا من قبضة العدالة وانزال القصاص بهما تحت ما سميَّ بالضغوط التي تعرضت لها الحكومة الا ان احداً لم يكن يتوقع من هؤلاء بانه سيفيق فجر اليوم المشار اليه اعلام على اصوات المقصلة التي بالتأكيد كانت هي الاخرى تنتظر على أحر من الجمر رقاب اولئك الذين ساموا العراقيين سوء العذاب.ان اعدام هذين المجرمين وبهذا الوقت تحديداً يعد انتصاراً جديداً للحكومة العراقية لجهة كسب احترام الشارع العراقي لها، ومن جهة اخرى لتأكيد قدرتها وقوتها في مواجهة الضغوطات التي ارادت ليّ ذراعها وكذلك لتأكيد اهليتها في تنفيذ القرارات الصعبة التي يصدرها القضاء العراقي.ان الاعدام لبرزان التكريتي والبندر بعد اسبوعين فقط من اعدام الظاهرة يقيناً انه يعد توجهاً صحيحاً وواثقاً نحو محاصرة الجريمة وادواتها التي كان في يوم من الايام يقودها هذا الثنائي الذي تعجز الاوصاف عن وضعه في أي اطار وصفي ممكن ان ينطبق عليه.
لقد حظيت عملية اعدام برزان والبندر باهتمام شعبي بالغ كونها تأتي متزامنة مع قرب انطلاق خطة أمن بغداد، وبذلك فان العملية كانت رسالة حكومية بالغة الدقة والتأثير لكل من لا زال يركبه الوهم والصلف من التكفيريين والصداميين الذين لا مكان لهم بعد الآن لا في بغداد ولا في أي شبر من ارض العراق خصوصاً في الاماكن التي كانوا قد اخضعوها لجريمتهم وارهابهم كمناطق الانبار وديالى.ان القصاص الذي انزله الشعب بهؤلاء الطغاة كان هو الآخر متعاطفاً مع الارامل والايتام والثكالى.. لذا فان القصاص ابى ان ينتهي برزان الذي كان يقول في يوم ما يكفينا فخراً اننا جعلنا من العراقيين يشعرون وكأن خلف كل واحد منهم "ضابط مخابرات"، فاذا بهذا الوغد يسقط جسده النتن في اسفل المقصلة بينما يبقى رأسه معلقاً بحبل المشنقة.
لا نعتقد بعد ذلك ان هنالك ابلغ من هذا التدخل الغيبي الذي لم نقرأ له مثيلاً في تأريخ البشرية كلها، لكن الابلغ من تلك الرسالة هي رسالة السماء التي قرأها فجر امس كل طواغيت الارض الذين يظنون ان جرائمهم ممكن لها ان تتساقط بتقادم الزمن واشاخة الذاكرة.الشعب العراقي دون ادنى شك اثبت للعالم بدفاعه عن القيم السماوية والمبادئ الانسانية بانه الوريث الشرعي لكل الاعراف والحضارات والاديان التي كانت تمثل حلقة الوصل بين الارض والسماء وهذا شرف لم يسبقنا اليه احد.
https://telegram.me/buratha