المقالات

متى يتوقف العرب عن شراء الوهم؟

144 2025-09-20

الدكتور نبيل العبيدي / خبير الدراسات الامنية والاستراتجية

لطالما وصفت العلاقة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية بأنها معقدة، لكن الحقيقة أبسط من ذلك. هذه العلاقة ليست تحالفًا بالمعنى التقليدي، بل هي شراكة براغماتية مبنية على مصالح أمريكا أولًا وأخيرًا.

الواقع أثبت أن هذه العلاقة قائمة على أدوات خاضعة ماليًا وأمنيًا للولايات المتحدة. إن فكرة أن أمريكا لديها حلفاء أو أصدقاء هي وهم كبير ففي قاموسها السياسي، لا يوجد سوى مصالح استراتيجية تديرها كيفما تشاء، بغض النظر عن رضا العرب أو غضبهم.

الأحداث الأخيرة، ومنها القصف الذي تعرضت له العاصمة القطرية، وهو ما تصفه مصادر بأنه إسرائيلي-أمريكي، تعد دليلًا دامغًا على أن واشنطن لا تتردد في استخدام أشد حلفائها قربًا كأدوات لتحقيق أهدافها. لقد رسخت أمريكا في أذهان دول الشرق الأوسط فكرة أنها قادرة على إنهاء وجودها مهما بلغت ثرواتها، وأن سيادتها شكلية لا حقيقية، طالما أنها تخدم مصالح الولايات المتحدة.

وهنا يطرح سؤال جوهري: هل استوعبت الدول العربية أخيرًا أنها لا تستطيع شراء ولاء أمريكا بالمال أو الثروات؟ وهل أدرك قادة المنطقة أن ارتباطهم بواشنطن ليس سوى كونهم "جنود شطرنج" تُحركهم متى تشاء؟

إن أمريكا، بمنطقها الخاص، تكرر مقولة فرعون "أنا ربكم الأعلى"، ولكن بمنطق مختلف: "أنا القوة العظمى الوحيدة في العالم، وأنا من أسير هذه الكرة الأرضية حيثما وجدت مصلحتي".

يجب أن نفهم جميعًا أن الولايات المتحدة ليس لديها حليف ولا صديق ولا قريب، بل لديها مصالح تستخدمها في الوقت الذي تحتاجه. إن الخروج من هذا الاستعباد يتطلب تفكيرًا وعملًا جادًا نحو تحقيق سيادة حقيقية وكرامة، بعيدًا عن الاعتماد على من لا يرى فينا سوى أدوات لتحقيق غاياته.

ولكن، لا ينبغي أن يجرنا هذا الواقع إلى اليأس. فنحن على يقين أن الله لن يترك الظالمين والمتغطرسين. الحل ليس في البحث عن حليف جديد، بل في العودة إلى أنفسنا.

علينا أن نفكر، ثم نعمل. يجب أن نخرج من هذا الاستعباد، ونبني مستقبلنا بأنفسنا، ونعيش في حرية وكرامة وسلام. هذه الدروس القاسية هي فرصة لنا لنتعلم، ونعيد بناء قوتنا، ونثبت للعالم أننا قادرون على تحقيق سيادتنا الكاملة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك