( بقلم : باسم العلي )
لقد انتهت حقبة ,من اشد حقب التاريخ العراقي ظلاما ودموية, بإعدام الطاغية صدام حسين والتي بها أسدل الستار والى الأبد على تلك الحقبة واعدم معها كل أمل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء. فلننظر إلى العراق الجديد ,والذي اصبح حقيقة واقعة لاشبهة فيه, نظرة واقعية ومنطقية.ثلاث سنوات مضت وكنا نتصور بان العراق يملك السيادة وله حق إصدار القرارات والقوانين وتطبيقها ولم نرى ذلك يتحقق على ارض الواقع. ولكن بالأمس رأينا إصرار الرئيس المالكي على تطبيق حكم الإعدام على الطاغية وبعد ان استنفذت جميع الوسائل القانونية بحقه في محاكمته واستئنافها وتصديق الحكم عليه من قبل محكمة التمييز ( والتي لم يمنح ولو جزء قليل منها إلى ضحاياه الذين بلغوا مئات آلاف). ان عدم توانى أو تخاذل أو تخوف الرئيس المالكي في توقيع قرار الإعدام وتطبيقه رغم كل المحذورات دلت على شجاعة واحترام للقانون وللدستور العراقي وتفاني في احترامهما وتطبيقهما مما أعطت مصداقية ودعم للحكومة وبالتالي أثبتت للشعب وللعالم اجمع انها حكومة قادرة على اتخاذ القرارات الجدية فبذلك نقلت العراق إلى نقطة البداية لبناء العراق الجديد التي كنا نطمح أليه منذ سقوط الطاغية والتي بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة عانى العراقيين الأمرين منها. ان هذا التحول الجدي في العراق أعطى المرحلة القادمة ميزات اسطرها كآلاتي:أولا: أنصاف جميع الذين انتهكت حقوقهم الدينية والقومية والإنسانية من كرد وسنة وشيعة و تركمان ومن كل الأطياف العراقية بإعطائهم حقوقهم الانسانية في توفير العدالة المرجوة من أية دولة تحترم نفسهاثانيا: أحيطت المجاميع الإرهابية من صداميين وتكفيريين علما ويقينا ان عهد صدام انتهى ولن يرجع وانهم إذا استمروا على غيهم سوف يلاقون نفس المصير من تنفيذ حكم القانون عليهم.ثالثا: أرجعت للدولة العراقية وللحكومة العراقية قسم من هيبتها التي تستحققها كدولة قانونرابعا: أكدت انه لا يوجد هنالك أحد فوق القانون والقانون سوف يلاحق كل من يخرقهان الهجوم المركز على مواقع الإرهابيين في شارع حيفا والنجاح الذي حققته قواتنا المسلحة البطلة من جيش وشرطة في محاربة جميع الإرهابيين من سنة وشيعة ومن صداميين وتكفيريين سوف تضيف الكثير من الاحترام والمصداقية للحكومة العراقية والتي إنشاء الله تتوفق في إحلال الأمن في أمنا الحبيبة بغداد وبالتالي كامل ربوع وطننا العراقي المقدس.يجب ان لا نكون فرحين وراضين بما تحقق لحد الآن فأنه ليس إلا البداية ولكن يجب ان يكون ذلك مشعل لنا ينير لنا طريقنا في المستقبل فأنه أعطانا تقييما جديدا لوضع العراق الحالي والذي يجب على الجميع الإقرار به ألا وهو:ان العراق الجديد عراق مؤسسات لا يمكن تجاوزها من أي مسؤول في الدولة, وإذا أخطاء فحسابه مع القانون, كما وانه لا يوجد هنالك أحد من هو فوق القانون ولا يوجد مفاهيم ,عشوائية آنية مصلحيه, بان القانون ورقة وقلم متى ما شاء الحاكم مزق الورقة ويأتي بورقة أخرى ليكتب قانونا مخالفا للقانون السابق.ان العراقيين جميعا متساويين أمام القانون والدولة ولا فرق بين عراقي و آخر في أي من الحقوق و الواجبات, ولمن يحس بمظلومية بإمكانه مقاضاة أي شخص في الدولة العراقية من أعلى مسؤول إلى ابسط مواطن.ان لا تسلط لفئة أو طائفة أو قومية أو حزب أو حركة على الدولة أو على رقاب المواطنين, وان الشعب هو صاحب القرار والحكم: ينصب من يشاء ويعزل من يشاء. وهنا يجب ان يتذكر كل مسؤول بان الانتخابات القادمة ,وهي ليست ببعيدة, بان الشعب سوف يعيد تقييمه إلى كل مسؤول يدعو إلى الإرهاب أو يشجعه أو يدافع عنه أو ان ينهب أو يتصرف بالأموال العامة أو يستغل صلاحياته.ان على جميع فئات المجتمع العراقي وبدون تمييز ان يكونوا على علم انه لا طريق آخر لهم غير العملية السياسية فبها وحدها تتمكن كل فئة أو قومية أو طائفة أو مذهب ان يطالب بالحقوق الدستورية وتطبيق القانون وان لا مكان لقوة السلاح إلا ان يكون بيد أجهزة الدولة الأمنية فقط.ان المفاهيم والأساليب القسرية والإرهابية في فرض وقائع على الأرض لن تنجح لان الشعب العراقي تعب وشبع من ذلك والمثل يقول المبلل ما يخاف من المطر. ان محاولة الإرهابيين والصداميين إثارة الرعب بين الناس من خلال المفخخات والقناصة والقتل الجماعي وتحطيم البنية التحتية لم تنفع .. نعم إنها تنشر الرعب ونعم إنها تودي إلى تهجير الناس الأبرياء من مناطق سكناهم ونعم تجعل الناس المسالمين يتركون البلد ولاكن لا يمكن تفريغ البلد أو إخضاع كل البلد إلى إرادة الإرهابيين . والمتابع إلى إنجازات القوات الأمنية للدولة, رغم تعثر إعدادها وتجهيزها وأرادتها الوطنية بسبب سيطرة الأمريكان على تلك الإرادة, يجد إنها في تطور طردي.. وما إنجازات حي حيفا والمناطق الأخرى إلا شهادة على ذلك. وبالتالي فان الضربات القادمة على معاقل الإرهابيين بجميع إشكالهم وبدون استثناء سوف تكون أقوى واكثر فاعلية إلى ان يتخلص العراق من تلك الآفة التي لم يعرف لها العراق مثيلا في تاريخه.ان دعوة الرئيس المالكي إلى جميع المتورطين في إعمال العنف إلى التخلي عن العنف والانضمام إلى العملية السياسية أراها دعوة صائبة جدا.. بل ادعوا إلى اكثر من ذلك ألا وهو إصدار عفو عام عن كل المجاميع المسلحة ولفترة زمنية محددة يجري خلالها نزع سلاح الجميع وتشكيل منظمات أو أحزاب أو حركات يدخلون من خلالها العملية السياسية ويطالبون بالكلمة والطرق القانونية بالحقوق التي يدافعون عنها.ان عصر فرض ألارادات قد انتهى فلا فرض لأكثرية على الأقلية ولا لأقلية على الأكثرية ولا لقومية على قومية ولا لدين على دين ولا لمذهب على مذهب ولن تتحقق تلك المساواة بقوة السلاح فلقد أثبتت فشلها ولكن تتحقق بمفهوم المواطنة الحقيقية والتي تعني بالتالي احترام أرواح وممتلكات وكرامة كل مواطن عراقي وبدون تميز أو تهميش وكذلك بالمحافظة على المال العام والذي هو ملك كل مواطن عراقي.ان واحدة من افضل نعم الله على الإنسان هي نعمة النسيان. فمهما تكن الصعوبات و الآلام التي تحملها الإنسان يمكنه بنعمة رب العالمين ان ينساها, فلننسى الماضي ولنعيش ليومنا ولغدنا كعراقيين أحباء متوادين يشد بعضنا أزر بعض ويساعد بعضنا بعض فيساعد غنينا فقيرنا وقوينا ضعيفنا وصحيحنا مريضنا وشبابنا كهولنا وأطفالنا.. من اجل بناء عراق حر مزدهر إنساني حضاري متقدم ومن اجل ان يتربى أطفالنا و إنساننا العراقي في محيط أنساني متطور مسالم يسوده الأمن والامان.
باسم العلي
https://telegram.me/buratha