المقالات

حرق الحجاج العراقيين العائدين والانتفاضة الفاقعة

1719 21:16:00 2007-01-16

( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس اتحاد الصحفيين / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة )

ربما يعتقد البعض ان الحدث السياسي الابرز الذي تعيشه الساحة العراقية خلال الاربعة وعشرين ساعة الماضية هو تنفيذ حكم الاعدام بالثنائي برزان والبندر اللذان كانا يمثلان اسوأ اسمين بالوجدان العراقي والانساني.

هذا الاعتقاد صحيح دون ادنى شك بل نزيد على ذلك بان تنفيذ الحكم الصادر عن المحكمة الجنائية العليا ضد هذين الظاهرتين الفريدتين بممارسة الجريمة يفترض ان يكون نوروزاً عراقياً نحتفل به كل عام كما تحتفل بعض الشعوب بخلاصها من السفاحين المجرمين اعداء البشرية والرسالات السماوية.الا ان الاصح من ذلك وربما الاكثر استحقاقاً منه هو ان يتوقف العالم الاسلامي والعربي والفطرة البشرية كلها امام اقذر وابشع جريمة كانت قد اقترفتها الايادي التكفيرية بحق العائدين من ضيافة الرحمن على طريق النخيب حيث اقدمت تلك الايادي الجبانة على اقتياد ضيوف الله نساءً ورجالاً واضرمت النار باجسادهم الطاهرة المطهرة بنفس الشهر الحرام الذي اتخذ منه المرتزقة والمؤجورون ذريعة للتباكي على حرمته عندما قالت العدالة كلمتها بمجرم ساديّ خرق احمق فجر التاسع منه، وهنا يأتي التساؤل المملوء مرارة وقذىً عن الانتقائية المقيتة التي وضع البعض نفسه فيها عندما تباكى على حرمة الشهر الشريف يوم قال القانون والقضاء والشرع كلمته القصاص بالمجرم المقبور وما رافق ذلك من خطاب فاضح اتخذ من حرمة الشهر غطاءً للتباكي على طاغية راح البعض يعتبره شهيداً وآخرون نكسوا اعلام بلدانهم حسبهم ان العراقيين وكل احرار العالم لا يدركون ان رؤوسهم وهاماتهم هي التي ستنكس امام التأريخ وقريباً ان شاء الله.

لقد اختلطت عند العراقيين مرارة حرق ضيوف الرحمن على طريق النخيب بفرحة انزال القصاص باشرس مجرمين عرفهما التأريخ العراقي لكن من بين الفرحة والمرارة يبرز السؤال العراقي الكبير اين الاصوات التي كانت لا تجيز اعدام صدام بالشهر الحرام وهو الذي لم يبق حرمة لا لشهر ولا ليوم ولا لبشر ولا لكل ما خلقه الله تعالى، من الجريمة البشعة النكراء التي اتت على عشرات الحجاج العراقيين وبنفس الشهر الحرام الذي تبين فيما بعد ان حرمته بات البعض يفصّلها وفق ما يشتهيه وما يراه.

واذا كان البعض يرى اعتراضه على عملية اعدام صدام جاءت بسبب كونها ترافقت مع اول ايام العيد فهل لدى المسلمين عيداً اهم من عودة ضيوف الله الى اهلهم وذويهم. ستبقى عملية قتل ضيوف الرحمن بالطريقة والزمان التي نفذت فيها وصمة عار في جبين الصامتين عليها قبل المرتكبين لها، وتلك الايام نداولها بين الناس لعلهم يتذكرون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك