( بقلم : المهندس قيس علي البياتي -واشنطن )
لو أن قراءة شاملة ومستقصية لـ (حيثيات) أي مقال وأية كتابة تكتبها القرائح الإنسانية بالعقلية العفلقية والبعثية، سنرى أن العنف، بكل ألوانه، يشكل القاسم المشترك لهذه الكتابات، حتى إن هذا الأستنتاج المدرك يبدو حقيقة على الجميع تقبلها بسهولة،دون أن نكون قد ثلمنا جزءاً مهماً ورئيسياً من أي مقال أدبي يخضع لهكذا قراءة انتقائية
إن اليقين الأولي الذي تمنحه قراءة مقال سيقود إلى أن (العنف وروح الأنتقام وبث روح الكراهية) كان هو المحرك الأساسي من كتابة ونشر مقال ضد السيد عمار الحكيم الشاب المهذب الذي يلتزم كل المعايير الأخلاقية والأنسانية الرائده، وهو يلتزم بكل اللباقة والثقافه اللغوية في تعابيره وهذا إن دلَ عل شيء إنما يدلُ على أصالته وثقافته المتنوعة وألتزامه الدائم بمنطق العقل والحق والتوازن والأحترام ومعايير الحضارة العصرية
إن كاتب المقالة عطاء منهل(بالتأكيد أسم وهمي) ظنَ من خلال إلصاق التهم والأكاذيب على النجباء من أبناء الأمة والعراق الجديد،ومن خلال إلصاق تهمة للسيد بتحميله أمتعة ما تساوي أمتعة ثمانون مسافرا وهو عائد من حج بيت الله الكريم،مما أدى الى عدم سفر الحجاج الباقون بسبب أمتعتهم.. ظنَ بأنه بذلك يكسر شوكة هذا الشاب الذي إستعصى وأستعصى معه العشرات من عائلته على شراذم أقزامهم ولم يحسبوا حساب حياة الشهادة الخالدة التي ظنوا بها نهاية أسرته فلم تكن إلا نهاية عفنهم وأبدية ضمور أشباحهم
وليس حرجاً لي أن أكشف بأنني آثرت على الكتابة بعدما وجدت القسوة في اللغة والأدب الثقافي في طرحه وأسلوب تناوله لأكذوبة يريد من خلالها كاتب المقالة تسويق الكراهية والعداء للسيد عمار الحكيم.. ولاتربطني علاقة بالأخير ولكن نحن التركمان نفتخر بأمثاله والأحرار الذين ضحوا بالغالي من عوائلهم سبيل خلاص الوطن... ويتوجب علينا في هذه المرحلة الحرجة من تأريخ بلدنا أن لانسمح بمثل هذه المهاترات والأتهامات الزائفة ضد اي أنسان عراقي او ضحية من ضحايا النظام القمعي البائد ونكشفه للملأ حتى لاتخلط الأوراق وتغطى مصالح مثل هؤلاء على تضحيات العراقيين منذ تأسيس الدولة العراقية الجديدة.
إن نور الشهادة لعائلة الحكيم يهد مضاجع هؤلاء البؤساء وينير درب المظلومين البررة , نهج الشهادة من أجل الوطن والعقيدة والحرية ومن أجل حبيب لا بديل عنه وعزيز لا مساومة عليه وقدر لا إنفكاك منه , فليس هناك في الكون إلا هو الوطن الواحد الوحيد الأوحد الذي يحملون هؤلاء هويتهم بين جوانحهم في الحِل والترحال في اليقضة والمنام في الحياة والشهادة ومن هنا اقول بأن المدعو عطاء منهل يبث روح النفاق والكذب والقتل ..القتل هذا الفعل العنيف، ينطلق من قاعدة فكرية بعثية تجهد لتبريره..
في الوقت نفسه أنا أردد مع نفسي دائما هذه العبارة: (ما أكثر اللاإنساني في الإنسان) عبارة مرعبة بملامستها لجوهر الوجود الإنساني في العراق، القائم فعلاً على هذه المعادلة التي يتكون طرفها من العنف بوصفه تمظهراً يتجسد بأفعال (الحرب- القتل- الاغتصاب- التعذيب- العزل- السخرية- الاضطهاد..بث روح الكراهية وتأجيج مشاعر الناس ) مقابل مادة هذا العنف وموضوعِه، أي الإنسان العراقي المظلوم والمناضلين من أبناءه، بوصفهم ضحايا ،هذه الثقافة البعثية البائسة الغابرة كانت بكل مراحله، تلخيصاً لهذه المعادلة، وإنعكاساً لها إن معايير النقد غير موجودة لدى هؤلاء، فكيف يمكن لكل "من هب ودب من أمثال صاحب هذه المقالة " أن يتحدث عن شأن هو بعيد عنه وليس من إختصاصه، والرد على ذلك أمر سهل، فهناك قواعد عامة وخطوط للنقد البناء وضعها حكماء لأصحاب الرأي والفكر والاختصاص فالانتقاد والتهجم الغير العادل، هو جهالة يبطن تحته صنفا من أصناف الحسد والكراهية وروح الأنتقام وأن كل ذي فكر يجب أن يتسم بمخافة الله في تزييف الحقائق، حتى لا يقع في دائرة الحسد والغيرة والتوبيخ بدون حق لكل أنسان ناجح مثابر في عمله, ويعتقد الكاتب أنة أفهم الناس وأعقلهم، فالنقد البناء مرهون بعدالة الطرح ومصداقيته. والكاتب المؤمن هو جرس الصحوة الإنسانية وضمير الإيمان والإحسان، والكاتب يجب أن لا يبدي الكلمة إلا إذا فكر، ولا يقدم على العمل إلا إذا تدبر، وإن خدش الآخرين يستغفر ويعتذر، وإن رأى موعظة يعتبر ويمتثل
https://telegram.me/buratha