( بقلم : اسعد راشد )
هل هناك من ينكر بعدم وجود تدخل عربي صارخ وفاحش وسلبي في الشان العراقي يصل حجمه الى درجة تهدد امن واستقرار ليس المنطقة فحسب بل العالم كله من خلال عدة امور خطيرة ان لم يتدارك العالم الحر ابعاده فأن ذلك سوف يهدد مستقبل الانسان والحيوان وحتى الجماد على سطح الكرة الاضية":اولا: ان التدخل العربي في الشأن العراقي قد افرز جيلا عنيفا وشرسا لا يعرف الرحمة والرأفة في قلبه يحمل الحقد والضغينة على بني البشر بسبب معتقدات متطرفة وافكار بنيت على اسس الكراهية لمن لا تتوفق عقيدته مع معتقدات ذلك الجيل ‘ وهذا الجيل بدا في الوقت الحاضر يجد ارضا خصبة في التراث الثقافي المتطرف الذي انتجته مدارس فكرية كانت دينية بحتة واليوم تحولت الى "قومية (عنصرية) دينية)" لا تقل خطورة عن المدرسة النازية العنصرية وليس عجبا اذا عرفنا ان تلك المدارس لها رموز يدعون علنا الى ابادة الجنس البشري لكون انهم فقط يحملون هوية ثقافية او مذهبية لا تروق لذوقهم العنصري او الطائفي كما جاء في مشروع الشيخ السعودي ناصر سليما ن العمر الداعي الى تصفية الشيعة بشكل نهائي من السعودية عبر مخطط منظم اشبه لمخطط النازيين يشمل فصلهم عن اعمالهم الحكومية واجبارهم على اعتناق المذهب الحكومي وهدم حسينياتهم والاستيلاء على مساجدهم واعتقالهم بشكل جماعي ‘الرابط :
http://www.arabiaradio.org/article.cfm?qid=1012&sid=4
وقد وصف بعض المراقبين والكتاب هذ الجيل بـ"جيل العقول المفخخفة" التي تنتجها "مصانع العرب" في السعودية واليوم انتقلت الى العراق لتجد فيها ارضا خصبة تهفوا اليها عقول الشباب العربي لتتخذ من صور الدماء وبشاعة مناظر القتل وقطع الرؤوس والسيارات المفخخفة والعبوات الناسفة نموذجا وقدوة لها تشكل في مجملها منافذ فكرية تصقل تلك العقول باتجاه العنف والانتقام والكراهية وقد جاء في تقارير موثقة عن توجه الشباب الخليجي وخاصة السعودي لمتابعة قنوات فضائية معينة مدعومة عربيا ـ مصر وليببيا والسعودية وقطر ـ تعرض مشاهد قنص الجنود الامريكيين وتفجير مدرعاتهم وصور اخرى تثير الشهية والرغبة الجامحة في نفوس اؤلئك الشباب للتوجه الى العراق لممارسة مهنة القتل ضد الامريكان والشيعة وقبل فترة قامت مجموعات متطرفة ووهابية في السعودية بتوزيع منشورات في المساجد والاندية تحثهم على مشاهدة قناة "الزوراء" بانها قناة "الجهاد والمقاومة" وانها تعلم الامة "فنون الجهاد والقتال" ‘ وهذه الظاهرة غدت متفشية في السعودية وفي حتى في وسط الجاليات العربية في اوروبا حيث هناك تداول على الالسن بضرورة مشاهدةو تلك القناة !
والغريب في الامر ان الهيئات الدينية الرسمية وشبه الرسمية ومجاميعها في السعودية تتصدر الدعاية لتلك القناة وتحث انصارها والشباب على مشاهدة ما تبثه تلك القناة التابعة لاحد اشرس العناصر المجرمة في منظمومة اعداء العراق واكثرها سقوطا اخلاقيا بعد تزوج ابنته "صبا" وعمرها عشرون سنة كما جاء في افادة زوجتها ساجدة عبيد لصحيفة البينة العراقية الرابط:
http://www.hajr-network.net/hajrvb/showthread.php?t=402908215
ثانيا: تحول المنطقة الى بؤرة لتجمّع كل الارهابيين والقتلة بعد ان يفوزوا بتحويل العراق الى مأمن وملجا لهم يكون منطلقا لعملياتهم الارهابية في كل العالم وتصديرها الى اي بقعة يودون معاداتها او تقتيل اهلها .
ثالثا: السيطرة على ثروات العراق وتحويلها الى ارصد الارهابيين والقتلة واعداء الانسانية وقد ابلغت الحكومة العراقية يوم امس البرلمان تقريرا حول حصد المسلحين الارهابييت لاكثر من مليارد دولار من عائدات مصفاة نفط البيجي التي يسيطر عليها اتباع المجموعات الارهابية التابعة لتنظيم القاعدة وحلفاءهم العراقيين والمعروف ان نظام صدام المقبور كان يستغل ثروات العراق لدعم الانتحاريين وعوائلهم في المناطق العربية وكان يشتري بها ذمم الكثير من زعماء العرب وقادة الاحزاب ورؤساء تحرير الصحف والفضائيات .
التدخل العربي السلبي في الشان العراقي بدا منذ سقوط صدام وتحرير العراق على ايدي القوات الاجنبية وقد أخذ ذلك التدخل مناحي مختلفة كدعم المجموعات المسلحة الارهابية وتنظيم القاعدة والذي يبلغ عدد منتسبه المسلحين في غرب العراق 15 الف مسلح يعيثون في تلك المنطقة فسادا وخرابا ويتشكل معظم عناصره من السعوديين وعرب شمال افريقيا ومن السوريين والسودانيين وقد اعتقلت القوات العراقية ومتعددة الجنسيات المئات منهم واعدمت عددا منهم بعد ان اعترفوا بقتل المئات من العراقيين .
وقد وصلت سياسة التدخل العربي السلبي في الِشأن العراقي حدا مؤسفا وخطيرا بحيث اعترف احد ابرز المستشارين الامنيين في الحكومة السعودية بان بلاده تدعم السنة بالسلاح والمال وبتدريب الميليشيات لمواجهة الشيعة كما ان وجود عدد كبير من رؤوس الشر والارهاب والقتل في الدول المجاورة العربية ‘ واتخاذهم لاراضي تلك الدول قواعد لتدريب المسلحين ونشر الدعايات التحريضية ضد العراق وبعلم حكوماتها ومساعدتها وقيامهم بنشاطات اعلامية واضحة ومحرضة على العنف والكراهية ضد العراق في عدد من بلدان عربية مثل الامارات العربية وقطر والاردن ومصر ‘قد اضر باستقرار العراق وحوله الى ساحة للاحتراب والقتل ولارهاب .
ويقابل هذ التدخل العربي السلبي في العراق ورفضه اي مساهمة ايجابية لاعمار العراق واقامة العلاقات الديبلوماسية و لدعم جهود الحكومة العراقية للقضاء على الارهاب تجاوب ايراني رسمي وايجابي لدعم الحكومة العراقية في ظل غياب عربي واضح لاسباب عنصرية وطائفية وقد كشفت دعوة الرئيس الامريكي في استراتيجيته الجديدة لعدد من الدول العربية لمساعدة الحكومة العراقية كالسعودية والاردن ومصر ودول الخليج ابعاد ذلك الغياب والدور السلبي لتلك الدول فيما اعتبر بعض المراقبين دعوة بوش بمثابة تهديد مبطن لهم بضروة التدخل الايجابي في الشأن العراقي فيما اعتبر الكثير من المراقبين والمحليين ان ايران رغم وسعة نفوذها في العراق الا انها لم تقم بقتل عراقي واحد ولم تعتدي على جندي من جنود قوات المتعددة الجنسيات ويمكن الثقة بدورها في تعزيز الامن في العراق وتاريخها لن يبرز بانها كانت قوة عدوانية او حتلالية او معتدية والعكس هو الصحيح وشعبها يعتبر من اكثر الشعوب في المنطقة انفتاحا وحضاريةَ وانسجاما .
ولعل خطورة التدخل العربي السلبي في الشان العراقي عدى ما تم ذكره تكمن في رفعه راية "العدو الايراني" واشغال العالم به لابعاد الانظار عن خطر الارهاب الاول في المنطقة والعالم وهو ارهاب "القاعدة" ومجموعات السلفية والعقول المفخخة التي تحتضنها دول مثل السعودية ومصر ودول الخليج وهو امر يجب ان يلتفت اليه قادة العراق الجدد والامريكان حيث ان اي تهويل للخطر الايراني سوف لن يساعد في احلال الامن والاستقرار في العراق بل يعطي زخم وقوة للارهابيين والمسلحين العرب المتطرفين لاستغلال الخطاب العدائي والموجه ضد ايران وتجييره لصالح اجندتهم وهذا الامر بدى اليوم واضحا من خلال توحد خطاب السلفيين والقاعدة وحتى القومييين العرب وحكامهم واعلامهم واستخدامهم جميعا لمصطلحات واحدة كا"الصفوية" و"الفارسية" بل وصل بهم الامر لكي يستغلوا حتى "النزاع الايراني الامريكي" والخلاف بين واشنطن وطهران لتحقيق اجندة ارهابية وتعميق ذلك الخلاف من اجل التدخل السلي في العراق وهو ما يجب ان يلتف اليها الامريكيون وحتى الايرانيين من اجل نزع فتيل التوتر وتفويت الفرصة على الارهابيين وعلى ذلك التدخل السلبي .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha