( بقلم : عمار العامري )
لكل فعل نتيجة ومؤتمر السقيفة الذي عقد ورسول الله (ص) في أنفاسه الأخيرة كان نقطة انقلاب في الحياة السياسية للأمة الإسلامية جمعا, حيث تحت سقيفة بني ساعده المشئومة اجتمع نفر مما يطلق عليهم المهاجرين والأنصار بالتسميات التي غضب الله عليها لاغتصابها حق أمير المؤمنين (ع) حق سيدة نساء العالمين (ع) بعدما كانوا على بينة من أن النبي العظم (ص) أوصى بيوم الغدير بان الإمامة والولاية لعلي (ع) وأبناءه (ع) بنص قراني عظيم : (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي )) فخشوا هؤلاء وصية الموت التي سوف يوصي بها الرسول (ص) باللحظات الأخيرة من حياته الشريفة فاجتمعوا تحت تلك السقيفة التي لا بارك الله بها ليعلنوا أن النبوة من حق أل محمد والولاية للمهاجرين والأنصار ( آذ لا يجتمعن الاثنين في بيت واحد ) وفي تلك اللحظة فارق النبي الأعظم (ص) الحياة ليتكفل الإمام (ع) ونفر من أصحابه بغسل النبي وتكفينه ودفنه (( إما المبشرين في الجنة كما يصفهم الرواة المزيفين )) يعلنوا تنصيب أبي بكر خليفة عليهم ومن تلك الساعة بدأت دوامة الحياة تدور عكس ما جاء به الوحي الإلهي فبدءوا باغتصاب حق الولاية من أمير المؤمنين (ع) وسلب حق الزهراء (ع) من فدك بنص ما رواه أبو بكر (( إن الأنبياء لا يورثون )) ثم وصل معاوية (لع) إلى دفة الحكم ليتولى أمور المسلمين بعدما كان والده أبو سفيان متزعما لحركة المشركين ضد الرسول , يسير معاوية على نهج أبيه بحربه لصحابة رسول الله (ص) وحربه للإمام (ع) وافضح ما قام به نقض الصلح الذي ابرمه مع الإمام الحسن (ع).
كل هذه هي نتائج السقيفة وتبقى كربلاء هي النتيجة المأساوية لفعل السقيفة المشئومة إذ لم تكن مجرد تغيير في المحور السياسي للامه فقط بل كانت حرب ابادة شنت على أل البيت (ع) وحرب دعائية إعلامية نفسية حيث قلبت الرأي العام الإسلامي في تلك الفترة ضد البقية الصالحة لذلك البيت الطاهر بإعلانهم أن الإمام الحسين(ع)خرج على إمام زمانه الطاغية يزيد (لع) بإفتاء من شريح القاضي الذي أغدق عليه بالذهب والفضة فكانت تلك نكسة لجميع المسلمين بدعاء الإمام الصادق (ع) المروي بزيارة وارث (( لعن الله امة قتلتك ولعن الله امة ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت به )) حيث أن الإمام الحسين (ع) لم يخرج لأمر خاص به أو قضية شخصية كما يفسرها بعض المرتزقة من الكتاب بل كان خروجه أمرا حتما وواجبا عينا على كل مسلم يرى أن الإسلام قد حرفة تعاليمه والقران قد تركت إحكامه والحرمان قد انتهكت فكان على الإمام أن يخرج لأعلا كلمة الله ورفع دينه المقدس بعد أن نالوا منه أعداء الإسلام بحربه وزهق الأرواح وإقرار ما شاء يزيد (لع) حين قال :لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزلوصولا إلى ما أرادوا من جريمة مأساوية لا يقرها العقل ولا يقبلها المنطق حيث رجالا يقتلون ويمثل في أجسادهم الطاهرة وحرم يهتك خدرها بعد أن كان لا يسمع لهن صوت وأطفال تشردوا في الفلوات بعد حياة عز قضتها في بيت النبوة ومهبط الوحي ومنطلق الرسالة تسبى وتقيد وتجر بالسلاسل من كربلاء إلى الشام حيث يزيد الفاجر الفاسق .
فهكذا هي أخطاء الأمة بحق أئمتها وبحق نفسها حيث قبلت الدنيا على الآخرة فكانت نتيجة حياتهم الخزي والخسران في الدنيا والويل والعذاب في الآخرة (( وسوف يعلم الذين ظلموا أي منقلب سينقلبون والعاقبة للمتقين )) .
فان ظلم السقيفة التي كانت نواة للظالمين لم ينتهي بمرارة كربلاء ومصيبة ألطف بل أصبح نهج لكل أزمة وفي كل الأزمنة يسير عليه الظالمين لأل محمد والمعادين لهم لتكن في كل زمان كربلاء مأساة نتجت عن تلك السقيفة المظلمة .
https://telegram.me/buratha