( بقلم : حيدر اللاري )
هناك اكثر من مؤشر على ان السياسة الامريكية الجديدة في العراق ستلعب دورا مهما وربما مصيريا بالنسبة لمستقبل العراق الجديد . كما ان الحديث عن زيادة القوات الامريكية والاتجاه الاعلامي الحالي الذي يسلط الضوء على المليشيات يوحي كل ذالك عن نيات وربما توجه خطير من قبل الادارة الامريكية واستراتيجيتها في العراق . ومن منطلق الحرص على العراق ندعوا السيد الرئيس الامريكي جورج بوش وادارته بألاخذ بمقترحات الشارع العراقي بعين الاعتبار والمسؤلية الشفافة وليس فقط الاعتماد على مقترحات لجنة بيكر . 1ـ ان اي سياسة جديدة تتجاهل ارادة الشعب العراقي او التي تهدف الى الانقلاب على حكومة السيد المالكي ومن ثمة قيام حكومة انقاذ وطني يقودها شلة من الضباط البعثيين السابقين فهذة السياسة محكوم عليها بالفشل . واذا كانت المدن الجنوبية تراقب الوضع عن كثب فأن ذات المدن ستتحول الى قلاع مقاوم ينقض على اي حكومة انقلابية تحاول سلب العراق من مجمل المكاسب الديمقراطية التي حققها في الفترة القصيرة الماضية . 2ـ من الخطأ الفادح والحماقة السياسية الفضيعة ومغامرة غير محسوبة النتائج اذا ما حاولت القوات الامريكية القضاء على جيش المهدي او منظمة بدر . ونأكد هنا على ان الدعم الذي يتلقاه جيش المهدي من شرائح واسعة في المجتمع العراقي ليس بالضرورة ايمانا بواقع سياسي وعسكري في العراق وانما دعم جيش المهدي يأتي في ضوء التدهور الامني والفراغ السياسي الكبيرين وفي مقابل مواجهة البعث والصداميين والارهاب الذي يعصف بالعراق وبلا رحمة . واذا كان لابد من فرض ارادة القانون فذالك لابد ان يعتمد على طريقتين اولا استتباب الوضع الامني والعمل على حل المليشيات ثانيا دمج هذة المليشيات في اجهزة الدولة العراقية . 3ـ ان من الضروري جدا تسليح الجيش والشرطة المسؤلة عن الامن بأسلحة حديثة ومتطورة وزيادة عدتها . القوات الامنية العراقية بحاجة الى مئات اللالاف للسيطرة على البلاد بالشكل المتوازن وخاصة اذا ما قررت القوات الامريكية الانسحاب من العراق .4ـ السيادة الوطنية العراقية يجب ان تكون في اولويات الادارة الامريكية واهتماماتها . ليس من المعقول وليس مقبول سياسيا تحجيم الحكومة العراقية وتكبيل يديها في فرض القانون ومحاربة الارهاب وكيف يمكن لسيادة رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي ان يمسك بالامور وهو في وقت لايستطيع تحريك قطعات عسكرية صغيرة بأمرته وفي المقابل تطلق الادارة الامريكية يد السفير الامريكي خليل زاد وتمنحه الصلاحيات المطلقة في قرارات مهمة تخص العراق في وقت اثبت السفير الامريكي في العراق فشلا ذريعا وجهلا عميقا بالوضع السياسي العراقي مما وسع نطاق التدهور الامني الى شكل فضيع . 5ـ العراق يرفض الوصايات والاستعمار . العراق يطمح الى اقامة علاقات صداقة متينة مع كل دول العالم واكثر من صداقة مع الولايات المتحدة الامريكية لدور الاخيرة في اسقاط الطاغية صدام لكن لم ولن يرضى العراق بكل فئاته اي شكل من اشكال الاستعمار او ان تقرر مصيره ارادة غير عراقية . لابد من التأكيد بأن العلاقة العراقية الامريكية بأمكانها ان تصبح نموذجا رائدا عربيا وعالميا وربما تحالف استراتيجي بعيد المدى فيما لو جرت الامور في مجراها الطبيعي وعدم ارتكاب حماقات سياسية وعسكرية قد تؤدي الى نتائج خطرة ومميته . حيدر لاري المركز الاعلامي العراقي . السويداشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha