( بقلم : شوقي العيسى )
مرّت سنة بعد إجراء أنتخابات للشعب العراقي الذي إنتخب حكومة عراقية فبعد أن جاهد المواطن العراقي مقتحماً تلك الإعاقات والتحديات الخارجية والموت القادم رافضاً بذلك كل أشكال الدكتاتورية التي كانت تحكم العراق المتمثلة بنظام البعث الذي تمركز على سلطة القرار في العراق بعد أنقلاب 1963 مما أذاق العراقيين الويلات وأراهم الدمار هكذا كان منظر ومشهد البعث الصدامي ..
فلم يكن يوماً من الأيام بذاكرة العراقيين أن يتخلصوا من شبح البعث والبعثيين وهم يتجولون ببدلاتهم الزيتونية ومناظر الرعب والإرهاب الواضحة من خلال إظهار مسدساتهم العلنية في مشهد أختفى نظيره في الدول المتقدمة التي تحافظ على مشاعر المواطن أينما وكيفما كان ولكن أنى يكون ذلك في عهد بُنيَ على الخوف والترويع من أجهزة القمع البعثي فما ترى من الشعب العراقي ومشاعره تجاه هكذا حثالات دمرت العراق والشعب معاً إلا أن يرفضهم رفضاً قاطعاً وتاماً وهذا ما أثبتته الإنتخابات المليونية التي شارك فيها أثنى عشر مليون ناخب عراقي أدلوا بأصواتهم رافضين بذلك البعث ونظام صدام.
واليوم وبعد إنتهاء أول سنة عراقية على حكومة منتخبة أنتخبها الشعب العراقي يشارك البعثيين في مؤتمر المصالحة الذي عقد في بغداد ورغم التحفظات على هكذا مؤتمر ومن هم الذين سوف يتداولون مقررات المؤتمر وتداعياته وفرض حالة إزدواجية على إرادة الشعب العراقي الذي يرفض البعث رفضاً قاطعاً سواء كان كيان سياسي أو أشخاص وهذا الفهم المغالط حول البعث أنه البعث محظور بالدستور ككيان سياسي ولكن كأشخاص لايوجد هناك أعتراض عليهم هذه المفارقة الكبيرة والمغالطة التي جاءنا بها السيد رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر المصالحة عندما فتح الباب على مصراعيه في المؤتمر وبمشاركة البعثيين وممن يدعون المقاومة اللقيطة التي تقتل أبناء الشعب العراقي..
فأصبح جلياً وبعد مرور السنة الأولى على حكومتنا الموقرة أن تسمح لحثالات البعث ومرتزقة الإرهاب الذين يدعون المقاومة وهم عنصر تفرقة وفتنة طائفية مررت على الشعب العراقي فمنذ اليوم الأول لحكومة المالكي الذي أطلق مبادرته الأولى للمصالحة الوطنية والتي شملت إطلاق سراح 5000 مفخخة من المعتقلات الذين عاودوا نشاطهم الإرهابي بعد أن تم العفو عنهم وبعدها سبقها ظهور علني لعناصر البعث في مؤتمر صحفي في كركوك مما يدل على الإطمئنان وخروجهم من جحورهم ،، واليوم وبعد سنة واحدة نرى الحضور البعثي في الأضواء وفي مؤتمرات فلا نعلم في السنة الرابعة ماذا سيحصل ويعمل عناصر البعث الفاشي في ظل رخاء حكومة المالكي التي تعلّق إخفاقاتها على الآخرين فلم نسمع من هذه الحكومة إلا التبريرات ومحاولات إخفاء أخطائهم القاتلة التي أبتلى بها شعب العراق المظلوم ...
بعد مرور سنة على أنتخابات العراق يتكلم البعثيين وفي بغداد لأملاء شروطهم الوقحة على حكومتنا الفلتة والمنمقة الحكومة الدبلوماسية الرشيقة التي لم نسمع على منجزاتها سوى إستقبال الضيوف وتوديعهم في زحمة تهافت البعثيين وتآمرهم على الشعب العراقي ومما فتح باب كبير من الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وسببه البعثيين في محاولات متكررة من قبل السنة لأعادة البعثيين الى السلّم السياسي والقرار المشترك مما ولد حذر شديد من قبل الشعة إزاء تلك المحاولات التي تعتبر سحق إرادة العراقيين وبالأغلبية الذين يرفضون البعثيين ويظهر هناك من يدافع عنهم فيصبح نقطة توجس الآخرين الذين سمحوا لهم بالمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية .
بعد سنة كاملة على الإنتخابات تأتي مشاركة البعثيين في مؤتمر المصالحة طعنة خنجر في لاصدور العراقيين الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذه الحكومة التي خذلتهم بكل معنى الكلمة.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha