( بقلم : هلال آل فخر الدين )
في البداية لابد من تحديد معنى المصالحة ومع من وابعادها قبل الولوج في تداعيات مزالقها وتكالب الاهثين على سرابها ..!
جرى العرف واكدت السنة ان المصالحة او اصلاح ذات البين تكون على اثر سوء تفاهم او اختلاف على موقف او صراع على مطلب حدث بين طرفين ويرى او يبرر كل طرف احقيته وشرعيته فيما يذهب اليه لاجل رأب الصدع وسد الفتق
وهذا ما تعارف عليه البشر واخذ به العرف البدوي الجاهلي وسار عليه اهل الحل والعقد وحتى التشريعات والقانون المدني الوضعي الحديث ..فاصلحوا بين اخويكم ..هذا من جهة ومن جهة اخرى مقاتلة الفئة الباغية حتى تفيء الى امر الله وتاخذ بمداء السلام في العيش فيما دخلت فيه الامة ..
ولكن الذي يبعث على التعجب فيما يجري على الساحة العراقية –وكل مايجري فيها يبعث على الدهشة والتعجب- من صيحات وشعارات (المصالحة الوطنية) التي فاق زعيقها وشديد ضجيجها اصوات الانفجارات اليومية التي تحصد رؤوس الابرياء ..!!
فاذا كانت الانظمة العربية حريصة على الوحدة الوطنية في العراق كما يزعمون فلماذا يسدون الابواب بوجه المعارضة في بلدانهم للاشتراك في الانتخابات او يلغونها اذا فازو ويتهمونهم بتهم باطلة ويرمونهم في اقبية التعذيب وزنزانات السجون وهي معارضةسياسية نظيفة شريفه لم تتلطخ ايديها بدماء الجماهير ..؟؟!!
واذا كان الغرب مسؤول عن اتمام العملية السياسية في العراق وظنين لدرجة كبيرة وعلى اكمل وجه الا بمشاركة ثلة معينة او حزبا بعينه –علما بان احد في العراق لم يوصد الابواب بوجه احد في المشاركة بل العكس- فلماذا لم يشركوا بعد الحرب العالمية الثانية الحزب (الفاشستي) اتباع الدكتاتور وموسليني في ايطاليا في العملية السياسية في ايطاليا وكذلك الحزب(النازي) اعوان هتلر في العملية السياسية في المانيا وايضا الحزب الجمهوري الايرلندى في الحياة السياسية في ايرلندا ....الخ ...؟؟؟!!!
الم يؤسس الغرب محكمة دولية في (نوربرغ ) لمحاكمة المجرمين والقتلة وتتبع الفارين في البلاد الاخرى ومحاكمتهم بما جنوه من جرائم ضد الانسانية وحقوق الانسان ...؟!
حتى ان أسرائيل عملت المستحيل في تتبع الفارين والتنقيب عنهم حيال من اتهمتهم بقتل وابادة اليهود وكان اخرهم (ايخمان ) الذي اصطادوه في الارجنتين في عام 1965 بعد عمل شاق طويل لاجل الاقتصاص من القتلة والمجرمين واعلانا للعالم كله بصدق حمايتها لمواطنيها ودفاعا عن شعبها واينما كانوا في العالم ...!!
فاين نحن من هذا ..؟!
أألى هذه الدرجة يصل الاسفاف بمن يفترض فيهم حماية الناس والدفاع عن المضطهدين والمذبوحين علننا وعلى رؤوس الاشهاد وبالمئات ويوميا سابقا ولاحقا وانزال العقاب بمافيا القتله وعصابات الارهاب وتتبعهم في ربوع الوطن وفي دول الجوار لتخليص البشرية من الاشرار والامة من الطغام والوطن من الاوغاد الذين عاثوا في الارض واكثروا فيها الفساد ... ان نتوسل بقادة المافيات وزعماء عصابات الابادة والارهاب ونتمرغ على اعتابهم لاجل الجلوس على مائدة المصالحة الوطنية .؟؟؟!!!
اي شقاء هذا ..!!
اي معنى للمصالحة من اباد الشعب من ارجاس النظام المقبور وهذه المقابر الجماعية تكتشف في كل يوم وفي ارجاء بلاد الرافدين .؟؟؟!!!
وحتى يعمد الى تشكيل وزارة باسم الحوار والمصالحة ..!!
اي متاجرة رخيصة قذرة هذه على دماء الضحايا واشلاء المقطعين ..؟؟!! ودماء الشهداء من ال الصدر والحكيم وبحر العلوم والبدري والقبانجي وشبر والاكراد والتركمان والسنة والاشوريين طرية ندية تستصرخ اصحاب الضمائر الحية في الاقتصاص من العتاة والقتلة والمجرمين وانزال العقاب العادل بهم ..
فهل سمع العالم او رأى احدا من البشر .ان حدث صلحا بين الخير والشر ..؟! او بين الضحية والجزار ...او بين النور والظلام ...!!
اي هراء هذا في مهازل المصالحة مع السفاكين والخونة والارهابيين ..؟!!حتى في حياة الغاب لم نعثرعلى صلح حدث بين الحمل الوديع والوحوش الضواري ...! لايستوى اصحاب النار واصحاب الجنة ...
لقد صدق الامام علي (ع)عندما طلب منه المصالحة مع معاوية واقراره على ولايته(الشام) فترة وبعد ذلك عزله –وهو بعد لم يعلن حربا ويرتكب جرم سفك الدماءا - من باب المصلحة والنفع السياسي ...فقال قوله المشهور :أتأمرونني ان اطلب النصر بالجور لايكون ذلك ولو لساعة واحدة ابدا وان اعظم الخيانة خيانة الامة ولن اتخذ المظلين عضدا .
اذن لماذا كل هذه الحشود وصرف هذه الطاقات والتفاني في مجرد الجلوس مع الاشقياء وازلام عصابات المافيا والارهاب ..؟؟ّ!!
اليس من الاجدر ومن باب المسئوولية الشرعية والامانة الوطنية ان تبذل هذه الجهود وتصرف هذه الطاقات لخدمة المواطنين ووفاء للعهود التي قطعتها على نفسها بالارتقاء الى مستوى قطع دابر الارهاب وتأمين الوضع الامني المتدهور .؟؟!!
فلماذا لايلهث الساسة في فتح ملف اغتيال المرجع الشهيد الحكيم واحداث الجمعة الدامية التي تمثل رمزا لكل الانتهاكات والجنايات التي يتعرض لها الشعب العراقي المظلوم كما يركضون سريعا في ملف المصالحة -التي اصبحت وثنا يعبد -وعلى مختلف الجبهات وعلى كافة الاصعدة ومن عقد الندوات والمؤتمرات المارثونية من مصر الى الاردن الى مكة الى العراق الفاشلة اصلا .؟؟!!
اليس هذا من أولويات الحكومة الموقرة .؟! فلماذا تطوي عنه كشحا وتسدل عليه ثوبا .؟! اليست حرمة قطرة دم المسلم عند الله أعظم من حرمة الكعبة .؟!اليس يقول الله سبحانه من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا .؟! علما ان بعض الساسة لم يكتووا بجرائم مافيا النظام المقبور بل البعض منهم كان متنعما في ظله وبعدذهابه ظفروا بالمناصب من خلال (المحاصصة) وكانها ملك خاص او توريث قبلي
فتمهلوا ياساسة الوطن المفدى من القفز على ما حققه الشعب بتضحياته فلا تطفروا على بعض ما حققه من مكتسبات وفي مقدمتها (الدستور)وتجعلونها أوراق لللعب بها ارضاء للعصابات والمافيات تحت غطاء (المصالحة) التي اصبحت وثنا يعبد على حساب دماء الشعب التي كل قطرة منه مقدسه ..!!! فتكون وصمة عارا لاتمحى ابدا .!فهل من مدكر .!
هلال آل فخرالدين
https://telegram.me/buratha