( بقلم : احمد مهدي الياسري )
عجيب امر ما يمر علينا من اطروحات وفوضى سياسية ولو تصفحت الآراء التي قيلت في موضوعة نوع الحكم في العراق وكيفية حكم هذا البلد ومن يحكمه لاصبت بالصداع المزمن لتضارب الآراء وكثرة تنويعاتها واختلافها المضحك المبكي ..يجمع الاغلب الأعم من الآراء النظرية على ان يكون عراقنا ديمقراطي حر فدرالي يحترم حق الانسان في الراي والمعتقد وتم تثبيت الامر في الدستور بتوافق متعب ادى الى اقرار الدستور الذي بين ايدينا الان..كان الاخوة في التيارات العلمانية والليبرالية وبالطبع وبقوة الاسلامية يقرون تلك الآلية الديمقراطية لادارة بلد تحرر من اقسى الطغم التسلطية في التاريخ ولكن الامر الاعجب والذي يشي بالغرابة في طرحه هو مانراه من انقلاب واضح من قبل اهم الداعين الى الديمقراطية والاحتكام الى صندوق الاقتراع وراي الناخب والشارع الحر فالذي يقرأ راي غالبية التيارات العلمانية وبعض الخاسرين تجد انها تصرخ وتولول بالويل والثبور وعظائم الامور لوصول التيار الاسلامي الشيعي الى سدة الغالبية في الانتخابات مما اوقعهم في ارباك وتشنج وصراخ ووجع غير خافي ادى بهم للدعوة الى خلق موازنة يعتقدوها وهي ان يطعم الاستحقاق الانتخابي بمكونات اخرى متنوعة من هنا وهناك لكي لايستفرد التيار الاسلامي الشيعي في الحكم واعانهم على ذلك وبضغط واضح الامريكان عبر حراك سفيرها وضغطه باتجاه اشراك تنويعات اخرى منها العلماني والمكونات الاخرى وذهبوا بعيداً الى التفكير حالمين بمحاولة الانقلاب عليه وان يستلم الحكم بعض الشخصيات التي اسمها شيعية ولكنها تحمل توجهات علمانية وكان الامر لايمت لان يسمى هذا التحرك استهتار واضح باهم اسس دعاة العلمانية الا وهي الديمقراطية واحترام خيارت صناديق الاقتراع , وتقبل الاستحقاق الانتخابي الامر بمرارة وكان المتطلع الاوحد والداعي لتطبيق الديمقراطية بقوة عبر احترام الاستحقاق الانتخابي وان يحترم رايه في اختيار من يراه مناسب لكي يشاركه ادارة البلد وكما هو حاصل في ارقى الديمقراطيات في العالم وبعد التي واللتيا تم تقبل اشراك من تم ترشيحهم عنوة وظلما لمشاركة الاستحقاق الانتخابي على مضض وتشكلت حكومة مايسمى وفاق وطني واسميها حكومة نفاق لاوطني ..اذن هي المحاصصة تلك الآلية التي فرضت على الاستحقاق الانتخابي الفائز بغالبية مقاعد البرلمان والذي فرضها بقوة التيار العلماني مدعوما من قبل من يعلم الجميع لماذا وكيف يتحرك ..الاغرب ان اليوم وحينما تتصفح الخطاب السياسي لذات الخطوط السابقة والتي دعت الى المحاصصة بعد فوز من فاز وبجدارة تجده يلعن المحاصصة ويشجبها ويدعوبقوة الى الخروج من مبدأ المحاصصة ويردد هذا الطرح الكثير من الساسة الداخلين في المحاصصة وبغرابة شديدة وبعض الذين هم خارجها اضافة الى اقلام تتقلب في تناقض واضح وتبدل للجلود لا اجد له تفسيرا وقد يسميه اغلبهم سياسة او ان السياسة بعيدة عن العواطف او السياسة فن التلون والكذب والمصالح ولكني اجدهم مع احترامي لرايهم انهم امام شعب لايحترم المتلونين فلايستغربن احدهم ان لم ينتخبه هذا الشعب الواعي رغم الجراح والالم والضغوط ..اعتقد ان الامر لايحتاج الى كل هذه الفوضى والتشتت في رمي التهم والانقلاب حتى على مفاهيم آمن بها الكثير منهم ومنها مفهوم الديمقراطية واحترام اسسها لكي تكون مترسخة في الثقافة العراقية الجديدة والتي لم تتعود سوى حكم الطغاة والتسلطيين والدكتاتوريات البغيضة ولذلك اجد من الضروري ان يعي اي سياسي اذا ما اراد النجاح في حراكه والذي ان لم يصب في خدمة الوطن وشعبه وحاضره ومستقبله فانه لن ينال اصوات ابناء هذا الوطن والذين يستطيعون تمييز الغث من السمين واصبحوا في حالة من الوعي انهم يميزون الشرفاء من الوصوليين والانتهازيين والحمقى بالفطرة..ان الامر الصحيح والطبيعي هو احترام الاستحقاق الانتخابي الديمقراطي الحر وان يحكم البلد الغالب في صناديق الانتخاب وان تتشكل معارضة قوية , معارضة تقويمية ناقدة النقد البناء مصوبة لاي خلل او انحراف بما تراه من صوابية مقنعة وان يكون هناك حراك شامل في اتجاه دعم اي قيادة ينتخبها الشعب وفق الية المعارضة البنائة وايضا التعاون الخلاق واذا ما رأى الاستحقاق الانتخابي ان من المهم ان يشرك معه من يراه يوافق رؤاه وحراكه فمن حقه ان يتحالف بتوافق مع من يشاء وان يترك امر تقويم القيادة المنتخبة لشارعها هي من تشكره ان نجح وحقق طموحاتها في البناء والتقدم والرخاء او ان تعزله دستوريا وقانونيا ان قصر واساء ولم يكن اهلا لحمل ثقة من انتخبوه ..لا اعتقد ان جميع ادعياء الديمقراطية لم يفهموا اهم اسسها وعليه انهم اليوم يشتمون انفسهم وهم اول واكثر من اوصل البلد لان يحكم بالمحاصصة بعد الانتخابات الاخيرة والتي تامل الشعب ان يحترم الجميع خيارها وان لايحبطوه بالانقلاب عليها وهو ماحصل مما جعل البعض يقرر ان لايذهب في المرة القادمة لصناديق لايحترمها دعاة الديمقراطية والاهم والذي اعتقده ان لم يكن هناك تغيير في الحكومة باتجاه العودة الى الاستحقاق الانتخابي وتحالفه مع من يشاء وان يمارس الاخرون المعارضة البنائة وان ينتهي مبدأ فرض الحصص حسب ماكان معمولاً به في الفترة الدامية الماضية فان العراق لن يكون بلدا ديمقراطيا حرا مستقراً آمناً كما ثبت في الدستور ويعني ان مانراه انما هو انقلاب على الدستور وعدم احترام له والبلد الذي لايحترم ساسته دستوره لايمكن تسميته دولة محترمة بل اسم اخر لايمكن لقلمي ان يصفه او يكتبه فالعراق جميل بارضه وشعبه وعمقه التاريخي والعلمي والادبي والثقافي ولانه عراق الصبر والتحمل والذي سيعلم من لايعلم انه بلد الحرية والديمقراطية عراق العلماء والانسانية وان مايجري الان فيه وعليه له بقية آثار سرطانات استأصل بعضها ولازال هناك البعض سيجري استأصاله ورميه في مزابل التاريخ لكي يكون ذكرى وان كانت مؤلمة ولكنها عبرة لكل باغ جاهل يضع نفسه في موضع لايستحقه . احمد مهدي الياسرياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha