المقالات

شطئان في مهران !!!

1979 01:30:00 2006-12-19

( بقلم : المهندسة بغداد )

   حينما ادركت انه غدا من الصعب علّي زيارة الامام الكاظم عليه السلام  الا بصعوبة كبيرة ومخاطرة اكبر قررت ترك عاصمتي فما لي بمدينة احرم بها من اعز مقدساتي ومباني وشوارع لي فيها اجمل الذكريات ونهر يقسم مدينتي بابهى صورة وجيران طيبين واصدقاء اطيب فقررت ان اتركها وان كان لفترة وان اتوجه لزيارة بنت الامام موسى ابن جعفر ع وابنه الامام الرضا ع  في ايران حيث لا يوجد عدنان دليمي يحتكر مناطق كاملة ويجعل حياة من يمر بها في خطر !

عندما غادرت ودعت مقلتي كل شيء وقع عليه بصري كل الشواهد الحزينة في مدينتي فهي وان كانت خربة ومنهكة مما يحصل فجمالها في عيني لايزول وسالت الله ان اراها ذات يوم وقد مسحت دمعتها واستعادت عافيتها وسالته ان يخلصنا ممن يعيث في الارض الفساد باسم الوطنية والدين !! وان يحفظ الحكماء والصادقين ممن يضعون الله نصب اعينهم لخدمة المذهب والوطن.

خرجت من بغداد بسلام واتجهت نحو قضاء بدرة  قرب الكوت حيث المعبر الحدودي بين الحدود العراقية الايرانية المعروف باسم مهران واعتقدت اني هربت من همومي لتقف امامي هناك ! فبحيرة البجع قرب دائرتي والتي اعاني منها كل شتاء وجدتها في مهران ايضا .

كانت الامطار قد هطلت قبل يوم مما تسبب في جعل المنطقة مكسوة بالطين بدل الاتربة في الصيف حيث ان هذا المعبر الحدودي غير معبد ويفتقر لكل مستلزمات المعابر الحدودية ولا اقصد العالمية منها وانما العراقية اذا ما وضعته في مقارنة مع بقية المعابر الاردنية منها والسورية والتي تم انشاءها في الزمن الغابر لصدام التكريتي فتلك المعابر تحوي على ابنية وجامع صلاة وطرق معبدة وكافتريا وما الى ذلك ولنعود الى معبرنا في مهران فما ان ترمي بحقائب سفرك حتى تتلقفها سيارة اخرى تدخلك الى حيث عربات صغيرة تقوم بذات الدور في نقلك الى باب الحدود الايرانية بعد سلسلة عناء مع الارض الزلقة ومعاناة تزداد في الشتاء اكثر من الصيف .

وهنا جاء السؤال وجاء العتب على المسؤولين فلو هان عليكم المواطن العراقي كالعادة باعتباره معتاد على المعاناة والذلة في بلده ! فهل يهون عليكم زوار ابا عبد الله الحسين ع من الايرانيين الذين يتوافدون بالمئات يوميا ويتحملون المتاعب والمعاناة التي تبسط يدها لهم بمجرد ان يعبروا حدودهم . فهؤلاء ضيوف العراق الا يستحقون معبر حدودي معتدل في تجهيزاته وكم سيكلف الحكومة هكذا مشروع متواضع!!!!

ان هذا المعبر ومن خلال مشاهدتي حيث انني لم ابقى سوى ساعة من الزمن ولقد مر به اكثر من 150 مسافر عراقي واكثر من هذا العدد من المسافرين ايابا وكمعدل اكثر من 300 مسافر في الساعة يمر بهذا المعبر والفصل شتاء !! واترك لكم تقدير الفصول الاخرى من حيث الاعداد فما الضير من بناء بعض الابنية البسيطة وتعبيد الشوراع هناك وهل مثل هذا المشروع يحتاج الى نقاشات واعتراضات مثل اكثر مشاريع العراق!!

لماذا ايها المسؤولون لا تبدئون بمشاريع بسيطة تترك في نفس المواطن فرحة وراحة هل ان المواطن العراقي لا يستحق ام انكم مشغولون بمشاريع اكبر لم ارى لها اي اثر !!

اصبح من الصعب علينا حتى الاشارة الى الهموم والسلبيات فلقد نال التعب منا مناله لكني اقولها لكم ايها المسؤولون ( هلله هلله باخوتكم وابناء بلدكم) ورحم الله من فكر بمشروع بسيط ويخدم المواطن وانا اكيدة ان مثل هذا المشروع ليس بتلك التكلفة الباهضة وان كانت باهضة فالامر يستحق .

وكما هو معروف فان العراق قد حدد ميزانية لعام 2007 ومن خلال تجربتي في عملي فلقد حدد لكل شيء مبلغ للتاهيل لكن افة الفساد الاداري اسال الله ان لا تقرض هذه المبالغ على ايدي اناس لا يتقون الله ولا رسوله فليحاسب المسيء وليرصد المواطن النزيهه السلبيات ويخبر بها وان كان بدون ذكر اسماء فهذا اقل الواجب فالساكت عن الحق شيطان اخرس.

اسال الله التوفيق لكل مسؤول ولكل مواطن عراقي واساله ان يصبر قلوبنا وعيوننا من الهموم والمتاعب التي نراها والتي نراها ونشعرها حتى ان تركنا بلدنا فماء دجلة قد سرى في شرايينا مع الدم وعيوننا مشدودة الى وطننا المحروم من كل شيء والغني في كل شيء !!!

وها انا ذا داعية له من المدينة التي تحتضن بنت باب الحوائج بان يلملم جراح الوطن وابناءه من الطيبين وان يهدي المعاندين فلم يبقى لنا سوى الدعاء والله الموفق.

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك