المقالات

جولة الحكيم: قراءة أخرى في الزيارة

1593 23:43:00 2006-12-18

(بقلم:عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين)

اهم ما تمخضت عنه زيارة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد عند قيادات الدول التي زارها هو انها تركت بصماتها غائرة في اعادة رسم الخارطة السياسية العراقية وتصحيح الرؤى المشوشة التي كانت تفرض من قبل الآخرين على صنّاع القرار.

اول تمظهرات الزيارة انها اتصفت بطابع بروتوكولي فريد ومنهجية عملية رفيعة، فقد اتصفت كل زيارة من الزيارات الثلاث بمزايا تلتقي في احيان كثيرة وتفترق في مرات اخرى.

نقطة الالتقاء الاولى في زيارة زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد للبلدان الثلاث تكمن في لقاء زعمائها الذين يشكلون هرم السلطة فيها، فلقد جاء استقبال جلالة الملك عبد الله لسماحة السيد الحكيم بنفس الوقت والسرعة التي استقبل بها الرئيس الامريكي بوش ورئيس الحكومة العراقية وبطريقة رسمية بروتوكولية جعلت من عمان منبراً سياسياً واعلامياً هاماً وهي تحتضن تلك الرموز السياسية الكبيرة.

لقد وصف المراقبون للشأن العراقي الزيارة بالتأريخية والمهمة استناداً الى ركائزها الثلاث السياسية والاعلامية والاجتماعية.

نجاح الزيارة في محطتها الاولى كشفه الاعلام المعادي والمضلل عندما وصل حنق هذا الاعلام الى حدٍ لم يبلغه قط، لذلك جاءت سقطته الكبيرة بالصاقه تصريح كاذب بزعيم الائتلاف عندما سوّق مصطلح الحرب الاهلية وبأن السنة العراقيين سيكونون الخاسر الاكبر فيها.

الصفعة هذه المرة تلقاها الاعلام الاردني من الديوان الملكي الذي اصدر على الفور تكذيباً صريحاً واضحاً لما تناقله ذلك الاعلام، بل ان البعض وصف بان هذه الصفعة لم تكن موجهة للاعلام فقط انما لشخصيات عراقية متمردة على العملية السياسية او مطرودة منها كالضاري وامثاله خصوصاً وان الملك عبد الله كان قد استقبل الضاري قبيل استقباله للزعماء الثلاثة.

المعلومات التي لدينا تقول ان زعيم الائتلاف استعرض مع جلالة الملك اموراً في غاية الاهمية بحيث جعلت من جلالته يعيد حساباته بدقة في قراءاته للمشهد العراقي واعتبر ان ما سمعه من زعيم الائتلاف شيء آخر لم يكن لاحد بمقدوره عدا هذه الشخصية رسم الخارطة السياسية الجديدة في العراق.

هذا التوازن في الرؤى والافكار والتصورات جعل من انتقاد زعيم الائتلاف للحكومة الاردنية استضافتها للضاري او اللقاء به امراً مشروعاً خصوصاً وان الحديث الاساس مع جلالته كانت محاوره ترتكز على كيفية ان يلعب الاردن دوره المميز بالمشهد العراقي ومساهمته الفاعلة في تثبيت الامن والاستقرار في البلدين ومواضيع اخرى كالفيدرالية والميليشيات واجتثاث البعث.

ربما كانت المحطتان التاليتان في زيارة السيد الحكيم فيها الكثير الذي سيقال في حينه لكن لقاءات سماحته بالرئيس الامريكي ونائبيه ووزراء خارجيته ودفاعه وبعض المسؤولين الكبار في ادارته وبالجاليتين العراقية واللبنانية وما تخلل تلك اللقاءات من احاديث صريحة حول بعض التجاذبات الاقليمية وكيفية النهوض في برنامج الاعمار وحول سبر الموقف الامريكي ازاء القضية العراقية، يعطي انطباعاً نحو جدية تلك النقاشات او ذلك الحوار.

لقد كان الانطباع العام لدى العواصم الثلاث التي زارها زعيم الائتلاف بانهم التقوا شخصية حكيمة بكل المقاييس تتصف بالاعتدال والتعقل والقدرة على القيادة بل انهم اتفقوا على ان شخصيته انما هي شخصية قيادية من طراز فريد بلحاظ ما افرزته الزيارة من تغيرات في الكثير من المواقف وتصحيح العديد من الافكار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك