(بقلم:عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين)
اهم ما تمخضت عنه زيارة السيد الحكيم زعيم الائتلاف العراقي الموحد عند قيادات الدول التي زارها هو انها تركت بصماتها غائرة في اعادة رسم الخارطة السياسية العراقية وتصحيح الرؤى المشوشة التي كانت تفرض من قبل الآخرين على صنّاع القرار.
اول تمظهرات الزيارة انها اتصفت بطابع بروتوكولي فريد ومنهجية عملية رفيعة، فقد اتصفت كل زيارة من الزيارات الثلاث بمزايا تلتقي في احيان كثيرة وتفترق في مرات اخرى.
نقطة الالتقاء الاولى في زيارة زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد للبلدان الثلاث تكمن في لقاء زعمائها الذين يشكلون هرم السلطة فيها، فلقد جاء استقبال جلالة الملك عبد الله لسماحة السيد الحكيم بنفس الوقت والسرعة التي استقبل بها الرئيس الامريكي بوش ورئيس الحكومة العراقية وبطريقة رسمية بروتوكولية جعلت من عمان منبراً سياسياً واعلامياً هاماً وهي تحتضن تلك الرموز السياسية الكبيرة.
لقد وصف المراقبون للشأن العراقي الزيارة بالتأريخية والمهمة استناداً الى ركائزها الثلاث السياسية والاعلامية والاجتماعية.
نجاح الزيارة في محطتها الاولى كشفه الاعلام المعادي والمضلل عندما وصل حنق هذا الاعلام الى حدٍ لم يبلغه قط، لذلك جاءت سقطته الكبيرة بالصاقه تصريح كاذب بزعيم الائتلاف عندما سوّق مصطلح الحرب الاهلية وبأن السنة العراقيين سيكونون الخاسر الاكبر فيها.
الصفعة هذه المرة تلقاها الاعلام الاردني من الديوان الملكي الذي اصدر على الفور تكذيباً صريحاً واضحاً لما تناقله ذلك الاعلام، بل ان البعض وصف بان هذه الصفعة لم تكن موجهة للاعلام فقط انما لشخصيات عراقية متمردة على العملية السياسية او مطرودة منها كالضاري وامثاله خصوصاً وان الملك عبد الله كان قد استقبل الضاري قبيل استقباله للزعماء الثلاثة.
المعلومات التي لدينا تقول ان زعيم الائتلاف استعرض مع جلالة الملك اموراً في غاية الاهمية بحيث جعلت من جلالته يعيد حساباته بدقة في قراءاته للمشهد العراقي واعتبر ان ما سمعه من زعيم الائتلاف شيء آخر لم يكن لاحد بمقدوره عدا هذه الشخصية رسم الخارطة السياسية الجديدة في العراق.
هذا التوازن في الرؤى والافكار والتصورات جعل من انتقاد زعيم الائتلاف للحكومة الاردنية استضافتها للضاري او اللقاء به امراً مشروعاً خصوصاً وان الحديث الاساس مع جلالته كانت محاوره ترتكز على كيفية ان يلعب الاردن دوره المميز بالمشهد العراقي ومساهمته الفاعلة في تثبيت الامن والاستقرار في البلدين ومواضيع اخرى كالفيدرالية والميليشيات واجتثاث البعث.
ربما كانت المحطتان التاليتان في زيارة السيد الحكيم فيها الكثير الذي سيقال في حينه لكن لقاءات سماحته بالرئيس الامريكي ونائبيه ووزراء خارجيته ودفاعه وبعض المسؤولين الكبار في ادارته وبالجاليتين العراقية واللبنانية وما تخلل تلك اللقاءات من احاديث صريحة حول بعض التجاذبات الاقليمية وكيفية النهوض في برنامج الاعمار وحول سبر الموقف الامريكي ازاء القضية العراقية، يعطي انطباعاً نحو جدية تلك النقاشات او ذلك الحوار.
لقد كان الانطباع العام لدى العواصم الثلاث التي زارها زعيم الائتلاف بانهم التقوا شخصية حكيمة بكل المقاييس تتصف بالاعتدال والتعقل والقدرة على القيادة بل انهم اتفقوا على ان شخصيته انما هي شخصية قيادية من طراز فريد بلحاظ ما افرزته الزيارة من تغيرات في الكثير من المواقف وتصحيح العديد من الافكار.
https://telegram.me/buratha