الدور الخطير الذي تقوم به الفضائيات التي تجاوز عددها عشرات الفضائيات العراقية والعربية والصحف . وكل واحدة لها واقعها وخطابها الاعلامي الخاص بها وتوجهاتها والدور الذي تلعبه سلبا او ايجابا في تطور الوعي الجمعي للمجتمع وخصوصا بعد ارتفاع نسبة الامية الموروثة من النظام البائد والحرمان من مصادر المعرفة على مدى سنين طويلة . يلعب الاعلام دور مؤثر في المسيرة السياسية لبناء العراق الفيدرالي الجديد او لجره الى شفا الحرب الاهلية الطائفية نظرا للتعددات السياسية المختلفة التي تريد ان تثبت نفسها على الخريطة السياسية العراقية كقوة فاعلة . بعض الفضائيات العراقية نجدها تنحى منحى الفضائيات العربية ولا تكتفي بترديد ما تقوله تلك الفضائيات وانما تساهم في تقويض واعاقة العملية السياسية الجارية بلجوئها باستخدام عبارات واساليب خبيثة وبرامج تمجد وتترحم على النظام البائد تنم عن خلفية تلك الفضائيات واتجاهاتها وموقفها الاستفزازي من غالبية الشعب العراقي وتعمدها الى اعادة اساليب اعلامية من مؤسسات البعث الساقط لتزييف الحقائق ومقارنة الوضع السابق بالحالي الذين هم طرف فاعل في تهييج اوضاعه , وتحاول ان تبث روح الفرقة والنعرات الطائفية لتفتيت النسيج الاجتماعي العراقي بتاثيرها على جمع كبير من العراقيين والعرب وبتمويل من جهات تحاول المساس بوحدة العراق وشعبه بافتعالها احداث كاذبة والتطبيل لها, وللتغطية على اصولهم الغريبة عن العراق اعتمدت على الفاظ ومسميات ما انزل الله بها من سلطان للمساس بغالبية الشعب العراقي والانتقاص من وطنيته هذه الغالبية التي تمتد جذورها في عمق وتاريخ هذه الارض التي بنت الحضارات المتتالية والتي اخذ العراق سمعته الحضارية منها . اما عن دور الفضائيات التي تدعم توجه الحكومة ومنها الفضائية العراقية الرسمية والتي يفترض ان تكون ملك للدولة وليست لاي تابعة لاي توجه خاص ! تفاعل الفضائية الرسمية مع ما يحدث للمواطن في الشارع من قتل يومي وارهاب اعرابي في الاماكن العامة ليس بمستوى الحدث هذا التفاعل اني وينتهي بانتهاء الخبر وتعود القناة لنفس برامجها الاعتيادية !! واين دور القناة في مشكلة من ابرز مشاكل الاحتقان الطائفي الا وهي مشكلة المهجرين الذين يعانون الامريين في ظروف قاسية للغاية, اليس من المفترض ان تخصص هذه القناة والقنوات الاخرى برنامج يومي يتناول هذه المشكلة وايجاد السبل للمساعدة ؟ التاكيد على مظلومية الشعب الواقع تحت الارهاب والتنكيل ونقل الصورة والخبر التي توضح مدى الظلم الذي يقع على اتباع اهل البيت ودمائهم التي روت كل الساحات العامة والاحياء السكنية ولكن التفاعل ليس مع ما يرى امام العين , التفاعل مع ما يسمع من تلفيق اخباري في الاعلام من الاطراف الاخرى من الظلم والتهجير والحيف الذي يقع عليهم !!! والسبب هو استغلالهم الاعلامي بشكل جيد رغم الافتراء والكذب الواضح نلاحظ التفاعل معهم كقضية ويجب الدفاع عنهم من قبل اعارب المنطقة ولكسب التمويل المستمر بالمال والسلاح والبهائم المفخخة لتساعدهم على الاستمرار في خلق الفوضى من اجل ارباك العمل السياسي . فلماذا لم يتم استغلال القنوات الاعلامية الفضائية من اجل ابراز الحقائق الموجودة على الساحة وان يخرج علينا المسؤوليين لتوضيح الحقائق , ومن المسؤول عن كل هذا الذي يحدث ؟؟ ليدرك ابن الشعب ما يجري بدل من ان يظل عرضه للاراء والتوجهات المختلفة التي تضج بها الساحة الاعلامية والتي يضيع بها الحق , والمظلوم يصبح هو الجاني !! الى متى تبقى بعض الفضائيات مقتصره برامجها على التذكير بالمناسبات الدينية ( التي لا اعترض عليها ) وافتقارها الى الكثير من البرامج التي يمكن ان تدعم فيها الحكومة واستغلال الوقت باظهار الحقائق وعلى لسان المسؤوليين وفضح كل من تسول له نفسه بالعبث بهذا الشعب ووحدته ؟ .. نرى القلة منهم من يظهر ويصرح بما يجري ولكن ليس بالمستوى الذي يستغله الاعلام المعارض للحكومة الذي يحسنون فيه صنع الحدث باضافة مؤثرات التباكي والصراخ والعويل للظلم المفتعل الواقع عليهم . ومع ذلك نرى ان الاهتمام العربي والعالمي مع هذه الفئة رغم الافتراء الذي مارسته وكان نتيجة ذلك تصريحات ال سعود بالنصرة والمساندة في حال انسحاب القوات الامريكية من العراق وكذلك مطالبة كوفي عنان لتدويل القضية العراقية والتي طبلت لها جبهة التوافق المطلكية واخير ما جاء في تقرير بيكر هاملتون الذي يريد ان ينسف العملية السياسية برمتها والعودة لما يقرره الامريكان من وصاية والعودة الى نتائج ثورة العشرين وما جرى بعدها ..