( بقلم : حيدر اللاري )
يبدو ان مؤتمر المصالحة بين اطياف المجتمع العراقي وماتضمنه من تصريحات من قبل سيادة رئيس الوزراء نوري المالكي وكذالك السيد رئيس الجمهورية السيد جلال الطلباني اظهر شجاعة الحكومة العراقية المنتخبة وقدرتها على دحض الافكار المخربة والمشككة في العملية السياسية الجارية في العراق . ومن خلال المؤتمر اكدت الحكومة العراقية حرصها على الوفاق الوطني وسعة صدر وفتح الباب حتى امام شرذمة المجتمع من بعثيين وحتى ارهابيين ان صح التعبير لكي يعدلو عن سياسة مساندة ودعم الارهاب والعودة الى احظان ابناء الشعب العراقي الذي يكتوي يوميا وتسيل دماء خيرة ابنائه على يد اثيمة وغادرة تريد للعراق العودة الى عصر الديكتاتورية والتخلف .
لكن ومن خلال نظرة عميقة لما جرى ويجري الان في الساحة العراقية والتداخلات المحلية والاقليمية في الشان العراقي يبدوا ان لا امل كبير يعول على مؤتمر المصالحة الاخير . ثمة شيئ هام لابد من فهمه . ان حقيقة القوى الارهابية واهدافها واضحة بشكل ملموس لايحتاج الى تأني وتفكير . القوى الارهابية ومن يقف ورائها تراهن على اسقاط الحكومة الديمقراطية ومن ثمة العودة بالعراق الى لغة التسلط والاستعباد وان اختلفت شعاراتها وسياستها المعلنة .
العراق يمر الان بمرحلة غاية بالخطورة وامرين لا ثالث لهما الامر الاول هزيمة الديمقراطية وسيطرة قوى الارهاب المدعومة من دول اقليمية ومنها من جاهر بدعم الارهاب . الامر الثاني الثبات والانتصار وسحق رؤوس الارهاب بأرادة عراقية وطنية واستتباب الامن والنهوض بالعراق من نفق الاقتتال الى واحة الامن والسلام والتقدم الاقتصادي والحضاري .
المحللون يجمعون على شيء واحد ان الانتصار السياسي والامني لايمكن تحقيقة من خلال المؤتمرات والندواة السياسية المجردة انما يحتاج الى ذراع حديدية فاعلة وقادرة على مواجهة الارهاب ومحاسبته قانونيا ووطنيا ولاثبات سلطة القانون والعدالة . لايمكن لاي دولة ان تدوم وهي مجردة من قوة دفاعية وهجومية يمكنها من حماية نفسها وشعبها . ولايمكن لاي شكل من اشكال العمل السياسي والوطني ان ينجح مالم يكن هناك من ينفذ ارادة القانون بشكل صحيح وفاعل .
الشيئ الذي يحتاجه العراق في هذة الظروف هو اعلان الحرب الان على كل اشكال الارهاب وعلى كل من يقف في صف الارهاب . ولكي لانخدع انفسنا ونضيع الوقت ينبغي الاعتماد على الله اولا وعلى ارادة الشعب العراقي ثانيا والوقوف بكل حزم امام كل من تسول نفسة بالعبث بأمن المواطن العراقي والضرب بيد قوية كل اعداء العراق ايا كانو . ليس من الحكمة السياسية ان تهرب من ساحة المعركة وتلجأ الى الحوار مع العدو الذي يأكد اصرارا على محو وعدم الاعتراف نهائيا بالقانون ولاحتى بالانتخابات المليونية التي عبرت بوضوح صوت العراق كله ضد الارهاب والزمر المتخلفة . ايها السادة العراق يعاني من حرب ابادة معلنة من قبل الصداميين والتكفيريين وعلى مايقرب الاربع سنوات . بينما لازال البعض يراهن على عودة الذئاب المفترسة الى منطق العقل . المغالطة التاريخية هي ان نسمح لانفسنا الاعتقاد يوما بتحول الذئب الى حمامة سلام . الا يكفي عهد النظام البائد من دروس لفهم عقلية العدو الهمجي والذي يلم يحترم اي شيئ في العراق . الارهاب طال الرجل والمرأة والطفل والمسجد والكنيسة والشارع والسوق وكل شيء في العراق يشكو ويأن اليوم من هذة الزمر الارهابية والعصابات التي لن يسكتها سوى الرصاص والموت .
لكن لايعني كلام الحرب والسيف ان نغلق كل الابواب الاخرى . على ساسة وحكام العراق التأكيد دوما على سياسة التسامح والعفو لكل من يعود الى احضان شعبه ولابد من سياسة اعلامية تؤكد على ان العراق الجديد هو عراق المحبة والؤام والخير عراق السني والشيعي والكرد . عراق الحضارة والازدهار والتقدم والتعدد . لكن هيهات الخضوع والاستسلام والخنوع لارادة الارهاب .
واذا كان لابد من اعلان الحرب الشاملة على الارهاب الان ضرورة وطنية وضرورة مهمة للانتصار . لابد ان ندرك ان اعطاء تنازلات سياسية وسياسة المؤتمرات والحوارات يجب ان تكون الاخيرة فيما لو لم تحقق ما نرجوا منه من استقرار وامن . يجب عدم الخوف من معركة مشرفة ومصيرية وعلينا الاستعداد الان وليس غدا .
خرج العراق كله لجبهة الارهاب كلها . النزال نزال اسود وابطال العراق وعبر كل التاريخ كان العراق ولازال بلدا يعلم الانسانية دروس السلام والوئام والعيش الامين والتكاتف والمحبة بين الاديان السماوية جمعاء . اذا علينا الان دق طبول الحرب لكن اي حرب الحرب من اجل انقاذ العراق من المذبح والحرب من اجل العيش الكريم والحرب من اجل فرض القانون والعدالة في كل ربوع العراق العظيم موطن الانبياء والحضارات ولكي نهزم كل الارهابيين وقطاع الطرق وكل من يدعمهم ويساندهم اينما كانوا واين ما اختبؤا . حيدر اللاري المركز الاعلامي العراقي . السويد
https://telegram.me/buratha