(بقلم: طارق الحارس)
لم يخسر المنتخب الأولمبي العراقي أمام المنتخب القطري في المباراة النهائية لبطولة أسياد الدوحة مطلقا ، إذ أن المباراة كانت بين المنتخب الأولمبي العراقي ومنتخب قطر للمجنسين فلاعب من أورغواي وآخر من مصر وثالث من دولة افريقية .
أيضا لم يخسر المنتخب الأولمبي العراقي أمام المنتخب القطري للمجنسين فحسب ، بل خسر أمام المؤامرة القطرية التي بدأت بتغيير المنتخب الذي كان من المفروض أن يقابل المنتخب العراقي في الدور ربع النهائي وهو المنتخب التايلندي الضعيف ، لكن القطريون غيروه ليضعوا منتخب أوزبكستان القوي الذي فاز عليهم في مباريات الدور الأول أمام المنتخب العراقي . بالرغم من هذه المؤامرة الواضحة المعالم تمكن المنتخب الأولمبي العراقي من ازاحة هذه العقبة ليلاقوا في الدور نصف النهائي العقبة الأكبر المتمثلة في المنتخب الكوري الجنوبي ، لكن الغيرة العراقية تمكنت مرة أخرى من افشال المؤامرة المتواصلة بعد فوزهم على الكوريين ليتأهلوا الى المباراة النهائية بكل جدارة واستحقاق .
عقبتان كبيرتان ( أوزبكستان وكوريا الجنوبية ) وضعهما القطريون أمام العراق ليستنزفوا طاقات وقدرات اللاعبين العراقيين في حين أن المباراتين اللتين خاضهما المنتخب القطري في الدورين ربع النهائي والنصف النهائي كانتا أمام المنتخب التايلندي الضعيف جدا والايراني الذي لن يصل مستواه الى قوة المنتخب الأوزبكي ، ولا الى قوة المنتخب الكوري الجنوبي .
ليس هذا فقط ، بل أن القطريين كلفوا أضعف حكام البطولة ( حكم ماليزي ) لادارة مباراة العراق أمام المنتخب الأوزبكي ، ذلك الحكم الذي لا يفقه في كرة القدم غير اشهار الكارتات الصفر والحمر وهو الأمر الذي أدى الى نيل العديد من اللاعبين العراقيين الانذارات الصفر ومنهم المهاجم المبدع يونس محمود الذي نال انذارا ثانيا في مباراة كوريا الجنوبية ليحرم من لعب المباراة النهائية ولو كان متواجدا في هذه المباراة لأذاقهم المر .
وليس هذا وحسب ، بل أن القطريين غيروا توقيتات مباريات المنتخب العراقي وغيروا الملاعب أكثر من مرة بحجج واهية للتأثير على نفسياتهم وآخر هذا التلاعب كان قبل المباراة النهائية ، إذ كان من المفروض أن تقام المباراة على ملعب نادي الغرافة ، لكن القطريون قرروا اقامتها على ملعب نادي السد قبل موعد المباراة بيوم واحد .
لم يخسر العراق أمام منتخب قطر للمجنسين مطلقا فقد خسر هذه المباراة نتيجة الظروف الصعبة ، بل الدموية التي يعيشها العراق ولو كانت ظروفهم مثل ظروف قطر لكنا الآن نتحدث عن عدد الأهداف التي سجلوها في مرماهم والتاريخ الكروي بين المنتخبين خير شاهد على قولنا ، إذ طالما فاز المنتخب العراقي على القطريين بغزارة من الأهداف في السبعينات والثمانينات . لم يخسر العراق الميدالية الذهبية فالميدالية الفضية التي حصل عليها تعادل ألف ذهبية مثل الذهبية التي حصلت عليها قطر فلا وجه للمقارنة بين ما صرف من أموال على الفريق القطري ، وعلى ما صرف على المنتخب الأولمبي العراقي فقد كلف اعداد المنتخب القطري ملايين الدولارات ، إذ أقيم له عدة معسكرات تدريبية وخاض العديد من المباريات التجريبية ، فضلا عن تجنيسه العديد من اللاعبين الأجانب والعرب وهؤلاء لم يلعبوا مع قطر من أجل سواد عيون الشعب القطري ، بل من أجل الملايين التي منحت لهم ، في حين أن المنتخب الأولمبي العراقي لم يحصل على فرصة اقامة مسكر تدريبي واحد ، ولم يخض أية مباراة تجريبية قبل المشاركة بالبطولة ، ولم يحصل على أموال سواء من الحكومة أو من الاتحاد العراقي لكرة القدم .
لم يكن يمتلك هذا المنتخب غير الغيرة العراقية والعقلية التدريبية الرائعة لكادره التدريبي بقيادة المدرب يحيى علوان وحب العراق الذي ينتمون الى ترابه بكل صدق واخلاص ، تلك الميزات التي أوصلتهم الى المباراة النهائية ونيل الميدالية الفضية التي هي أغلى بكثير من ميدالية منتخب قطر للمجنسين .
وأخيرا بودنا أن نؤكد على قضية مهمة وهي أن المنتخب العراقي لم يخسر الميدالية الذهبية لأنه فاز بالميدالية الفضية ، فضلا عن أن الكرة العراقية قد فازت من خلال هذه البطولة بكوكبة من النجوم الجدد خرجت بالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها العراق .لقد فازت الكرة العراقية بسامر سعيد ومحمد كاصد وأكرم جاسم ومؤيد خالد وعلاء عبد الزهرة وحيدر عبودي ومحمد علي كريم وغيرهم من اللاعبين الذين اثبتوا أن الكرة العراقية قادمة بقوة الى التألق والنجومية . * مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا
https://telegram.me/buratha