المقالات

سياسة جمع النقيضين

1686 19:08:00 2006-12-17

( بقلم : الشيخ هيثم السهلاني )

اجتمع وفد من رجال الدين بدعوة من مؤسسة الامام الخوئي في لندن مع ممثل الامم المتحدة في العراق بتاريخ 13/12/06 ، وقد ضم وفد رجال الدين كل من السيد فاضل الميلاني والسيد محمد الموسوي والشيخ هيثم السهلاني وعن مؤسسة الامام الخوئي كل من السيد يوسف الخوئي والسيد غانم جواد ، وبعد الترحيب المقتضب بالسيد اشرف قاضي والوفد المرافق له تحدث السيد اشرف قاضي باسهاب عن العنف الطائفي في العراق بين السنة والشيعة وذكر وجهات نظر الفرقاء السياسيين وذلك من خلال الاتصالات التي اجراءها معهم واستنجد بالحضور الى تقديم رؤاهم في حل هذا العنف الطائفي .

وهنا لااريد ان اغوص في محضر الجلسة وانما اقتصر على مجمل ماخرجت به من هذا الاجتماع مع السيد اشرف قاضي والوفد المرافق له عن سياسية الامم المتحدة التي تتحكم بها بشكل كبير الولايات المتحدة الامريكية وخاصة الوضع في العراق .

هو ان بناء هذه السياسية يعتمد على جمع النقيضين وذلك في جمع زعماء الكتل السياسية بطاولة واحدة لقيادة العراق وهذا اشبه مايكون في عدد من الربان المختلفين في المسير لقيادة سفينة في عرض البحر مع وجود العواصف والامواج الهائلة فمنهم من يريد ان يسير شمالا ومنهم من يريد ان يسير جنوبا بقيادة هذه السفينة وتدعوهم هذه السياسية الى الوصول الى بر الامان او الوصول الى اهداف مستورة لايعلم بها الا اصحابها الذي جمعوا هذه الكتل السياسية المتناقضه في تصوراتها وايدلوجياتها .

ان هذه السياسية التي اعتبرها سياسية خبيثة بكل المقايس وهي خلاف العقل والمنطق فلا يمكن جمع الون الابيض مع الاسود وبقاء الوانها على حالها الا اذا اصبحت لونا اخر لا علاقة له بالوانها الاصلية ،والعقل يحكم ان اي عمل لايمكن ان ينجح من دون قيادة منسجمة لتحقيق عملها سواء كان العمل ادارة شركة ام ادارة دولة ، اما اذا كانت القيادة متناقضة فلا يمكن ان تحقق الرخاء والسلام والامن ، وانما سوف تحقق الخراب وانعدام الامن والاستقرار ، وهذه ماتريده هذه السياسية الكبرى من منطقة الشرق الاوسط الجديد كما يسموه .او سيكون صراعا دمويا داخليا بين هذه الاطراف المتناقضة في استراجياتها السياسية والعقائدية ، وهذا الصراع الداخلي الذي يأكل نفسه بنفسه ويجزأ المتجزاء ويفتت ما هو مفتت وهذا كله يخدم السياسة الكبرى المهيمنة على المنطقة ويحقق اغراضها من دون خسائر حقيقية لها ، وهذا ما نجده من فتن في لبنان وفلسطين والعراق والقائمة في ازدياد ولا نعلم على من دور الدوائر لتفتيتها داخليا ، والا ماذا يعني ان الامم المتحدة تريد تنسيق المواقف للمتخاصمين من دون تقديم الحلول لها واذا قدمنا حلاً تقول هذا الامر بيد امريكا ولانقوى على اقناعها ، واذا اقنعنا امريكا تقول هذا بيد الامم المتحدة صاحبة الشرعية ونحتاج الى قرارات للوصول لهذه الحلول وهكذا يتلاعبون بمصائر الامة والامة في عميها تأكل بعضها البعض وتنتقم من نفسها لصالح سياسة كبرى تتحكم بها عصبة من الساسة يريدون تصخير العالم باناملهم ويلعبون بمقدارات الشعوب كلعبة الشطرنج ، فهنا يثيرون فتنة طائفية وهناك فتنة قومية وهناك خريطة سياسية وهناك اسلحة دمار شامل وهناك وهناك ....

وحينما طلبنا من السيد اشرف قاضي بالعمل على اقناع امريكا بتسليم الملف الامني للحكومة العراقية ، فاجابنا (ان اعضاء الحكومة العراقية غير متفقين فكل فريق ضد الاخر) وهذا مما لا يمكننا من تسليمهم الملف الامني للحكومة العراقية . ونسي السيد القاضي ان تصميم وهندسة حكومتنا بهذه الكيفية كان من استشارات القوة المتعدده الجنسيات والامم المتحدة ، وحينما قلنا حسناً اقضوا انتم على الارهاب المستمر ضد الشعب العراق واوقفو هذا القتل اليومي ، قال (نحن ليس لدينا سلطة تنفيذه ودور الامم المتحدة هو دور التنسيق ومساعدة الحكومة العراقية في الاستشارة ). وقلنا اذن من يحل هذه المشكلة ، لاترغبون باعطاء الملف الامني للحكومة العراقية ولا انتم تتدخلون للقضاء على الارهاب فما هو دوركم وماهو مشروعكم لمساعدة الشعب العراقي ، اجاب اننا (نعقد لقاءات ونتشاور ونحاور الفرقاء) .

خرجت من الاجتماع وانا على يقين ان من اوصل هذا الارهاب ومن اعطى هذا الغطاء ومن سهل وصوله ومن غذاه ومن يسكب النفط على الفحم انما هذه الشرعية المغطاة بغطاء الامم المسكينة والتي يقودها ازلام هدفهم الفوضى الخالقة في منطقتنا . لتحقيق اهدافهم اللانسانية و تبرير الوسيلة وتغير المنطق وسحق العقل الذي يواجهم مهما كان عاقلاً .هيثم السهلاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك