المقالات

امريكا تقول /التدخل السعودي في العراق اقرب الطرق للقضاء على الارهاب وال سعود

2538 07:51:00 2006-12-17

( بقلم : اسعد راشد )

عندما تقرر السعودية علنا التخلي عن "اللباقة الديبلوماسية" والدخول مباشرة في خطاب هستيري بشأن العراق والتهديد بانها سوف تتدخل لصالح السنة ودعمهم لقتل الشيعة فان هذا يعني ان السعوديين قد وصلوا الى نقطة الصفر وخرجوا من القضية العراقية صفر اليدين وفشلوا في تحقيق اهدافهم عبر دعم تنظيم القاعدة والوهابيين والبعثيين لاسقاط النظام الديمقراطي في العراق ومشروع الشرق الاوسط الجديد الذي بشر به الامريكيون شعوب المنطقة .

التهديد السعودي بالتدخل المباشر في العراق لدعم طرف معين ـ اي البعث والسنة ـ كان السبب في اشعال ثلاثة حروب في المنطقة وايصال العراق وشعبه الى الهاوية والى خراب في كل مؤسسات البلاد المدنية هذا يعنى ان النظام السعودي قد خسر كل اوراقه في العراق واخفق في تحقيق نفوذ له من خلال جماعات العنف والقتل الارهابية المتطرفة وعلى رأسها البعثيون وتنظيم القاعدة لذلك قرر ازاحة الستار واماطة اللثام عن وجهه والبوح علنا انه سوف يدعم الارهاب وعمليات القتل في العراق وانه سوف يكون طرفا في اشعال حرب طائفية بين مكونات الشعب العراقي المختلفة .

فقد جاء التهديد في اول الامر على لسان نواف عبيد المستشار الامني في الحكومة السعودية من خلال مقال نشر في واشنطن بوست كشف فيه عن خطة نظامه واستراتيجية الاسرة المالكة السعودية والوهابية ازاء الاوضاع في العراق حيث قال نواف ان اي انسحاب امريكي من العراق سيتبعه تدخل سعودي كبير وضخم لمنع ما وصفه قيام الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل ايران بذبح السنة !! ـ علامة تعجب من عندنا ـ والغريب ان نواف لم ينشر مقاله في اي صحيفة عربية ولا اسلامية بل كان متعمدا ان ينشره في الصحيفة الامريكية ويتبعه بعد عدة ايام بنفي ما جاء في المقال وان ما تضمنه لا يعكس موقف الحكومة السعودية !! ولدرأ الشكوك فقد قامت باقالة المسشار الامني نواف عبيد ! ليس معاقبة له على تصرفه الفردي وانما لقيامه بكشف او الاستعجال بكشف الاستراتيجية السعودية ازاء العراق ووضعه الداخلي .

اما لماذا قام نواف السعودي بنشر المقال في الصحيفة الامريكية فان هناك رأيين للمراقبين والمطلعين على خفايا السياسة الامريكية ومواقفها الغامضة تجاه بعض الملفات الساخنة في المنطقة ‘ الرأي الاول يقول ان دوائر في الاستخبارات الامريكية هي التي تقف خلف نشر المقال وبالتالي فانها تريد ومن خلاله ايصال رسالة الى الحكومة السعودية بان امريكا سوف تدعم التدخل السعودي في العراق لدعم السنة بالمال والسلاح وهو بمثابة ضوء اخضر لها فيما يرى الرأي الاخر ان نشر المقال يؤكد على وجود مخطط امريكي لاشغال السعودية التي هي منبع ومصدر الارهاب والفكر المتطرف بالوضع الداخلي العراقي لاستنزافها وجر اقدامها الى الوحل العراقي لتحقيق ثلاثة اهداف استراتيجية امريكية :

الاول: الانتقام من ال سعود ودورهم في تصدير الارهابيين للعالم وتسببهم في احداث 11 سبتمبر التي اودت بحياة الالاف من المواطنين الامريكيين والتي وجهت ضربة موجعة لهيبة الولايات المتحدة الامريكية من خلال ضرب البرجين العالميين واستهداف رمز وقوة الجيش الامريكي ونظامه اي "البنتاغون" ‘ والتدخل السعودي في العراق سوف يوفر على امريكا الكثير من الاموال والرجال والسمعة في سبيل اضعاف النظام السعودي واسقاطه وهو هدف لطالما يصبوا اليه قادة كبار في الادراة الامريكية ولم يخفي بعضهم عن البوح به بل دعى العديد منهم الى التخلص من مملكة ال سعود واسقاط الاسرة الحاكمة كون انها ترعى وتحتضن الارهاب و فيها مدارس ترعرع الاصوليين وتفرخ الارهاب وتصدره الى العالم .

الثاني: صحيح ان الحكومة السعودية بذلت الكثير من الاموال والسلاح لدعم المتطرفين والارهابيين في العراق وانها سهلت عملية تجهيز الافراد والانتحاريين ـ اغمض الامريكيون العين عنهم ! ـ للذهاب الى العراق لتنفيذ اعمال القتل والاغتيال والتفجير وساعدت القوى البعثية والطائفية في ارض الرافدين لذبح ابناء العراق وخاصة الشيعة وقيامهم بعمليات تهجير وتقتيل واسعة ضدهم الا ان ذلك لم يكن مؤثرا في احداث تغيير داخل الوضع السعودي ولم يقل من شأن الاصوليين المتطرفين الوهابيين في مؤسسات الدولة السعودية ونفوذهم السياسي والديني حيث مازال مشايخ القتل والجهاد لهم كلمتهم في القرار الرسمي السياسي والدليل هو البيان الاخير لجمع من مشايخ الوهابية ضد العراق وشيعته وتحريضهم شباب ورجال العرب في العالم للذهاب الى العراق لقتل الشيعة ونشر الارهاب ‘ لذلك فان امريكا تجد في التدخل السعودي المباشر في العراق خير وسيلة للقضاء على ما تبقى من المتطرفين والاصوليين وعلى النظام السعودي باكمله كون ان اي حرب تشعلها السعودية وتتدخل فيها مباشرة كطرف ستكون هي المقتل لنظام ال سعود وبالتالي استصئال "السرطان" الوهابي من جذوره وهو امر لن يتأتى لامريكا من خلال الهجوم المباشر على مملكة ال سعود ولا من خلال اشعال الوضع الداخلي السعوي الذي مازال متماسكا وقويا بسبب اموال النفط وشراء الذمم والتفاف مشايخ التكفير والجهاد حوله .

الثالث: يرى الامريكيون ان نجاح مشروعهم الشرق الاوسطي يتوقف على نجاح المشروع الديمقراطي في العراق هذا المشروع الذي تعرض لضربة قاصمة من قبل الدول السعودية وان فشله ايضا يتوقف على فشلهم في تفتيت الدول السعودية وتقسيمها وهم اي امريكان يرون ان اسقاط النظام السعودي يجب ان يتأتى من خلال ظروف اقليمة وموضوعية وليس عبر التهديد الامريكي بالتدخل المباشر ولعل سحب القوات الامريكية من السعودية وعدم اعادتها مجددا بل ولا التفكير في العودة لقواتها الى المملكة هو دليل واضح على عدم الرضى الامريكي من النظام السعودي لذلك فان اي تدخل سعودي في العراق هو اضعاف لقوى التطرف واستنزافها من خلال زجها في حرب طائفية في العراق يكون الخاسر فيها بالدرجة الاولى هو الطرف الاقل قوة والاكثر قابلية للانهيار خاصة وان العمق الاستراتيجي للاطراف العربية الاقليمية في العراق ليس بحجم العمق الاستراتيجي الايراني الذي سوف لن يكون بحاجة الى التدخل المباشر وهو ـاي الطرف الايراني ـالاكثر قوة ومنعة من كل الاطراف العربية المهززوة في الاساس .

وهناك من يشير الى ان الامريكيين سوف يتفقون في نهاية المطاف مع الايرانيين على تقاسم مناطق النفوذ في المنطقة وان الحقبة هي الحقبة الايرانية الامريكية وليس لدول العربية اي دور لكون ان تلك الدول لم تكن موفقة في كبح جماح الارهاب ولا التعاون بشكل حقيقي مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب وبغض النظر عن هذا الامر فان بعض المراقبين لا ينفون ان يكون لواشنطن ضلع في دفع السعوديين باتجاه التدخل في الشأن العراقي وحتى تقرير لجنة بيكرـ هاملتون تعمد ان يستبعد اي اشراك للسعودية في حل الازمة العراقية وهو ما اعتبره البعض استفزاز مبطن لها عكس نفسه في مجموعة قرارات اتخذها السعوديون لدعم موقفهم ونفوذهم في العراق من خلال استجلاب قادة وكوادر بعثية وطائفية الى السعودية وتدريبهم لتشكيل كتائب القتل وارسالهم الى العراق رغم ان هذا الامر لم يكن بشيئ جديد حيث سبق وان تسلل الالاف من السعوديين الوهابيين الى العراق وبعلم الحكومة السعودية ولم ينفع ذلك في ايجاد اي موقع قدم ونفوذ سياسي للسعودية في العراق الا ان هذه المرة فان الامر سوف يختلف حيث يسعى النظام السعودي لحرق كل اوراقه والامريكيون على اطلاع بالموضوع ولذلك جاء "مؤتمر نصرة سنة العراق " في اسطنبول بموافقة امريكية ومشاركة خليجية ودعم مالي قطري كبير كجزء من المخطط الامريكي لتوريط ال سعود مباشرة في الشأن العراقي وهو مقدمة لتقسيم المنطقة والعودة الى حالة "سايكس بيكوا" جديدة تكون هذه المرة الانظمة الديكتاتورية والمستبدة العربية هي الضحية وكان بامكان الادارة الامريكية ان تتدخل لدي انقرة لمنع اقامة المؤتمر على اراضيها والضغط على الدول الخليجية للامتناع عن دعم المؤتمرين الذين افصحوا علانية انهم يريدون اشعال الفتنة ودعم السنة في العراق ونشر القتل والفوضى فيه وهو ما يخالف التوجه الامريكي الذي يسعى للخروج من المأزق العراقي ويعمل ايجاد حلول لوقف التدهور الامني فيه كما يدعون !

الا ان الامريكيين بعد دراسة مستفيضة وبمشاركة لجنة "بيكر هاملتون" وصلوا الى نتيجة غير خافية على احد ان الوضع في العراق خطير ومتدهور وان الاطراف الاقليمية لها دور في استقراره او تخريبه اكثر ‘ لذلك قرروا اتخاذ خطوات سريعة من شأنها ابعادهم عن التورط اكثر وفي نفس الوقت تساعدهم على نجاح مشروعهم وعدم خسارة العراق كموقع قدم وهذا الامر لن يتاتى الا عبر زج الطرف الاكثر دعما وتصديرا للارهاب في العراق وهذا الطرف هو النظام السعودي تمهيدا لاضعافه ومن ثم اسقاطه لتخليص المنطقة والعالم من شر اسوء نظام ديني ظلامي متطرف يرعى مدارس تخريج الارهابيين والاصوليين عرفه التاريخ .

ومن هنا ورغم النفي السعودي لما جاء في مقال نواف عبيد و ادعاءهم انه لا يمثل موقف الحكومة السعودية الا ان هناك عدة قرائن اثبتت ان ما جاء في مقال نواف عبيد بدأ يجد طريقه الى الظهور والكشف والتنفيذ حيث خرجت تصريحات وتقارير مؤكدة ان السعودية ليست فقط ماضية في دعم الاطراف الطائفية في العراق لقتل الشيعة ونشر الفتنة بل انها بدأت بسلسلة خطوات عملية ليس اخرها البيان الطائفي الارهابي لمجموعة من مشايخ القتل والفتوى الوهابية الذي صدر من السعودية ودون ان تتدخل الحكومة لمسائلتهم او ملاحقتهم قضائيا خاصة وان البيان فيه تحريض صريح وواضح على قتل الشيعة واباحة دمائهم ‘ كما ان زيارة تشيني نائب الرئيس الامركي الى الرياض والاجتماع بقادة ال سعود لمدة ثمانية ساعات قد اعتبره المراقبون انها موافقة امريكية على المخطط السعودي خاصة مع ورود تقارير حول ان السعودية قد بدأت منذ فترة بتدريب كتائب تتشكل من البعثيين والوهابيين ومن مختلف الاطراف السنية للزج بها من خلال الحدود السعودية لداخل العراق تنفيذا للخطة واستعجالا بامر لم يستوعبه النظام السعودي بان نهايته قد بدأت وان الوهابية في طريقها الى الزوال .

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
abosaeed
2006-12-20
نفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن يكون لدى السعودية أي نية في دعم السنة في العراق على حساب الشيعة مؤكدا أن المملكة تقف على مسافة واحدة من الجميع http://www.alarabiya.net/Articles/2006/12/19/30047.htm
د. حامد العطية
2006-12-17
منحت أمريكا النظام السعودي الوهابي صك الغفران عن العمليات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول لأخلاصه في خدمة المصالح الأمريكية السياسية والنفطية ورضا اللوبي الصهيوني عنه، ولن تفرط به أمريكا لعيوننا نحن شيعة العراق، وعلينا الاعتماد على أنفسنا لا على أمريكا أو غيرها في الحفاظ على حقوقنا ومن يمد يده علينا سواء من داخل أو خارج العراق فالواجب قطع يديه الأثنتين وملاحقة معاونيه ومشجعيه إلى عقر ديارهم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك