بقلم: علاء الهاشمي
لقد نطق الشيطان في مؤتمر التكفييريين ليفصح عن مكنوناته الخبيثه بشكل اظهرت حماقته الشديده من خلال الغاء هوية وانتماء الطائفه الشيعيه الى العراق واتهامهم بالاصول الفارسيه وهذا النهج الشوفيني الطائفي بالتاكيد ليس غريبا علينا وقد عانى منه الشعب طوال فترة الحكم الصدامي ولكن السؤال الذي قد يتبادر الى الذهن من الذي جعل الدليمي يصرخ هذه المره بهذا الشكل وبطريقه تدل على طبيعة عقله الملوث!!يبدو ان مجريات الاحداث الاخيره قد سارت بشكل متضاد مع مايخطط له الدليمي والضاري ومطلك وكل من هو على شاكلتهم وقد كان بادي للعيان مدى الضعف التي ظهر فيها الدليمي اثناء القاء تخرصاته وسمومه على اتباع اهل البيتبشكل تظهر بان الاوراق التي يمتلكها في اثارة النعرات الطائفيه قد استهلكت وان الامور بدات تاخذ منحى ايجابي في صالح العراق الى درجه بدات تظهر تحالفات عشائريه وسياسيه بين ابناء سنة العراق تخالف التوجهات الطائفيه التي يثيرها الدليمي والضاري ولعل مجلس انقاذ الانبار الاخير هو خير مثال للصحوه الوطنيه وكذلك التوجه الاخير من قبل العشائر في محافظة ديالى حول تشكيل مجلس عشائري يضم في تشكيلته ممثلي الطائفتين الشيعيه والسنيه وتحركهم تجاه الحكومه والتقائهم برئيس الوزراء المالكي الا لتعزيز الدعم الحكومي لهذا التوجه وهذا ان تحقق في ارض الواقع فستكون نتائجه مثمره جدا وخاصة اذا علمنا بان محافظة ديالى تعتبر من اهم المناطق التي تتمركز فيها القوى الارهابيه التكفيريه المتحالفه مع القوى الصداميه الكثيره العدد في المنطقه والتي لايستهان بدورها الفاعل في تنفيذ الكثير من عمليات القتل والخطف على الهويه .. ومن جانب اخر فان التحركات الاخيره التي قام بها المالكي والسيد الحكيم قد اثمرت الى نتائج طيبه تصب في خدمة جميع ابناء الشعب العراقي وخاصة فيما يتعلق في موضوع الملف الامني وهذا مالم يستسيغه الطائفي الدليمي الذي كان يبني امالا كثيره على تحركات الدول العربيه التي زارها في محاولة استقطاب الموقف الامريكي الى جانبهم وزعزعة حكومة المالكي واطهار عدم صلاحيتها في ادارة الدوله واقناع الجانب الامريكي الى ضرورة اعادة تشكيل الحكومه تحت مسمى حكومة الوحده الوطنيه وبالطريقه التي تسهل فيه عودة البعثيين الى سدة الحكم ولو كان ذلك تحت مسميات اخرى!! ولااستبعد بان هناك تنسيق كبير مابين التحرك الذي يقوم به الهاشمي في امريكا وسعيه الجاد في اقناع الطرف الامريكي في ضرورة اسقاط الحكومه الحاليه ومابين مايقوم به الدليمي في اثارة النعرات الطائفيه واستمرار العمليات الارهابيه في مختلف مناطق بغداد التي تعتبر قلب الحدث لتعزز بذلك فكرة اللااستقرار في العراق الا بمشاركة البعثيين في الحكم عند الجانب الامريكي وهذا بالتاكيد سيكون صعب المنال حتى لو اسلمنا في انهم نالوا الدعم الامريكي في هذا التوجه الخطير واعتقد ان الجانب الامريكي يدرك بوضوح فيما اذا تبني فكرة اضعاف الحكومة الحاليه المنتخبه من قبل الشعب العراقي والتي تستمد قوتها من اصوات الملايين الذين خرجوا للانتخابات متحدين الارهاب, ولااتوقع ابدا في ان الجانب الامريكي يوقع نفسه في هذا المطب الخطير وهو التصادم مع ابناء الطائفه الشيعيه الذي سيكون له عواقب وخيمه علما بان امريكا قد لمست الاعتدال على مدى السنوات الاربع في مواقف المرجعيه الدينيه وممثلي الكتل الشيعيه في داخل البرلمان او خارجه تجاه مختلف الاحداث ومايجري الان من تصدي الاهالي في مختلف المناطق البغداديه للزمر الارهابيه وتبنيهم فكرة تشكيل اللجان الشعبيه هو نابع عن الشعوربالمسؤوليه الاخلاقيه والدينيه في حماية انفسهم بعد ان تبين لهم ضعف الحكومه في تامين الامن بشكل كامل!!واليوم كما نرى تم اقتطاف اول ثمره من الاتفاق الذي ابرم مع الجانب الامريكي في تسليم الملف الامني في محافظة النجف خلال الايام القادمه وكذلك تجري الاستعدادات على نفس المنوال لمحافظة البصره وبقية المحافظات ان شاء ا.. والمتوقع ان تتم السياده الامنيه على كل مناطق العراق بشكل كامل في العام القادم بعون ا.., ويلاحظ ايضا التغيير الايجابي في سياسة التعامل مع الكتل السياسيه الممثله للشعب العراقي والذي اجبر عليه الافغاني السني المتطرف السفير الامريكي زلماي خليل زاده والذي قد حان وقت اقصاءه من منصبه كما يقال في وسائل الاعلام ولايخفى على احد بانه يعتبر من الداعمين بقوه لمواقف الدليمي والضاري وكان ومازال يوفر الغطاء لجميع التحركات الارهابيه التي يقومون بها وقد شهدنا جميعا كيف تم بمساعدة السفير الامريكي غلق قضية المفخخات التي وجدت في مزرعة الدليمي وابعاد التهمه عنه وكذلك دور عناصر الحمايه اللذين جندهم الدليمي وهم من العناصر المشبوهه في تاريخها الاجرامي في عمليات القتل والتهجير والخطف في مناطق حي العدل والجامعه وتحت قيادة اخيه وعندما طالب الشيخ المجاهد التحقيق في هذا الامر من قبل لجنه تابعه لوزارة الدفاع استشاط الدليمي غضبا لمعرفته المسبقه بهذا الامر الذي سيفضحه!!لذا فان السفير الامريكي حاول اقناع مراكز اتخاذ القرار في امريكا حول الدور الايجابي الذي تقوم به جبهة التوافق تحت قيادة الدليمي في تصديها للنفوذ الايراني المزعوم والذي يتحسس منه الجانب الامريكي نظرا لمسائل الخلاف الكبيره مع الجانب الايراني وهذا ماكان يعتبر بمثابة الضوء الاخضر للقوى الصداميه المتحالفه مع القوى التكفيريه في تنفيذ عملياتها الاجراميه بشكل اوسع وطريقه غير مسبوق لها وقد اكدت الحقائق بان اغلب العمليات تجري تحت مرئ ومسمع القوات الامريكيه بحجة خلق التوازن مابين الطائفتين الشيعيه والسنيه او بحجة التصدي للتوغل الايراني!!ومن هنا قد نجد ان بعض المواقف المتشدده التي تتبناها الكتله الصدريه تجاه امريكا فيها الكثير من الصحه ولكن الاختلاف هنا في الية تطبيقها والاسلوب الامثل الذي يجب اتباعه في مواجهة الطرف الامريكي الذي يمتلك جيش بتعداد 140 الف ويتحكم بالكثير من الملفات المهمه في البلد!! وبالرغم من انهم يعبرون في مواقفهم عن مظالم اهالي ضحايا العمليات الارهابيه الاخيره في المناطق الصدريه ولكن مسالة تعليقهم العضويه في البرلمان وتجميد عمل الوزراء لايؤدي الى الاهداف التي يسعون في تحقيقها بل يدعم بشكل غير مباشر المواقف المتشدده والمتطرفه التي تتبناها جبهة التوافق تحت قيادة الدليمي والتي تصب في اضعاف الحكومه قدر الامكان!! علما بان الاخوه في الكتله الصدريه يدركون بشكل واضح بان حكومة المالكي هي الاقرب الى توجهاتهم وتسعى بشكل جدي لرفع المظالم عنهم من خلال اقرار الكثير من المشاريع الداعمه للعوائل الفقيره وعوائل الشهداء هذا بالاضافه الى تحسين الخدمات المتدهوره في هذه المناطق لذا فانه من المتوقع ان نشهد خلال الايام القادمه عودة الكتله الصدريه لكي تمارس دورها الوطني الكبير الذي لايستهان به....وعلى البرلمان العراقي ان يبدا في اتخاذ الخطوه الجريئه نحو سحب الحصانه عن النائب في البرلمان عدنان الدليمي لغرض تحويله الى القضاء نظرا لمخالفته الصريحه لقانون مكافحة الارهاب هذا بالاضافه الى الادله العمليه التي تمتلكها وزارة الداخليه في ادانة الدليمي ومشاركته المباشره في الكثير من العمليات الارهابيه وانا على يقين بان هناك الكثير من اهالي الضخايا لهم الاستعداد في رفع دعواهم الى القضاء ضد المدعو الدليمي ...ويجب ايضا على الحكومه العراقيه ان تظهر هيبتها في اتخاذ الموقف القوي تجاه تركيا التي على مايبدو تريد المساهمه بقوه في اضعاف الدوله العراقيه نظرا لحساسية الموقف مابينها وبين الاخوه الكرد ولااعلم كيف سيكون رد فعلها فيما اذا اقدمت الحكومه العراقيه الى عقد مؤتمر لفصائل القوى المعارضه الكرديه في تركيا داخل العراق تحت عنوان ((نصرة الكرد في تركيا))!!! ولكن مع الاسف هذا نهج اهل الغدر والنفاق والدوله العراقيه من خلال قادتها تلتزم الى الشرع الدولي والاخلاقي والديني في تعاملاتها مع دول الجوار وتحترم اتفاقياتها سعيا لبناء العلاقات الطيبه دون ان يكون ذلك ضعفا!!وبالرغم من ان الصعاب الكبيره والمشاكل المعقده التي تواجه الحكومه الحاليه وخاصة فيما يتعلق منها في الجانب الامني والذي اصبح مفتاح جميع المشاكل الداخليه فانها تحاول جاهدة السير في تحقيق كل مايساهم في دعم استقرار البلد وما تم في الاونه الخيره من عودة العلاقات الدبلوماسيه مع سوريا وعقد الاتفاقيات الامنيه المهمه معه سينعكس بالتاكيد بشكل كبير على الاوضاع في الداخل فيما لو اثبت الجانب السوري حسن نيته من خلال ضبط حدوده وعدم افساح المجال للعناصر التكفيريه في العبور الى العراق وكذلك وقف المساعدات اللوجيستيه التي تقدم للزمر الارهابيه من قبل الزمر البعثيه الصداميه المتواجده في سوريا, وفي نفس هذا الاتجاه تحرك وزير الداخليه تجاه الاردن الذي تربطه مع العراق مصالح اقتصاديه كبيره تعتمد عليها الاردن كثيرا ويهمه ايضا الحفاظ على مستوى العلاقات الدبلوماسيه الطيبه مع الحكومه العراقيه ساعيا في عدم افساح المجال ولو ظاهريا الى توترها!! وكذلك التحرك الايجابي الذي سعى اليه رئيس الوزراء المالكي حول انعقاد مؤتمر المصالحه الوطنيه والذي اثمر الى اتفاق مابين مختلف القوى السياسيه والعشائريه وكذلك الشخصيات الدينيه والوطنيه في انعقاده يوم السبت القادم مع مشاركة بعض الاطراف المعاديه للعمليه السياسيه والتي تتبنى نهج المقاومه ضد الاحتلال دون ان تتلطخ ايديها بالدم العراقي , وهذا فعلا حقا سيكون انجاز لو تم المصارحه فيه بوضوح القضايا المختلف عليها والوصول الى وثيقه يتم الزام الجميع بها مع فرض نوع من الاجراءات العقابيه في كل من يخالف هذا الاتفاق!!!وبعد ماكل ذكر يمكننا تفسير صراخ الدليمي في مؤتمر اسطنبول والشعور الذي ينتابه في ان نهايته قد دنت وان مايحمله من افكار لاتلقى قبولا عند اغلب ابناء السنه الا عند الذين ساروا على نفس نهجه التكفيري امثال القوى البعثيه الصداميه والوهابيه التكفيريه ومانشهده هذه الايام من الاعمال الوحشيه تجاه المدنيين تدل على اليأس الواضح الذي اصاب هذه الزمر الارهابيه وادراكهم لما ستؤول اليه الامور التي تحاول الحكومه انتهاجهها وبذلك ستضيق عليهم دائرة التحرك وخاصة في المناطق الواقعه تحت سيطرتهم لذا تراهم يبتعدون عن مواجهة الشرطه او الجيش العراقي!! ومن الملاحظ ايضا في ان التصريحات التي ادلى به الدليمي هي تجسيد كامل وواضح للمفاهيم التي كانت تحملها بيانات الزرقاوي المقبور وخليفته ابو ايوب الانصاري وهي كما عهدناها سابقا لم ولن تاتي بالنتيجه التي ينشدون في تحقيقها بل العكس تزيد في تلاحم ابناء الشعب العراقي بمختلف اطيافه وتزيده اصرارا في الاستمرار في تحقيق التقدم والاستقرار الذي ينشده المواطن والسعي بشكل جاد في وأد الفتن التي يحاول الاعداء اثارتها مابين الطوائف والقوميات التي تشكل المجتمع العراقي مع توحيد وتوجيه الخطاب الديني او السياسي نحو مايعزز وحدة العراق ويكشف اعداءه الحقيقيين الى ابناء الشعب العراقي ويقدم في نفس الوقت الدعم الكامل لحكومتنا الوطنيه الحاليه...علاء الهاشمي16-12-2006اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha