( بقلم : وداد فاخر * )
عندما يستعرض المتتبع للفوضى الطائفية العارمة في العراق في الوقت الحالي تبرز أمام ناظريه أولى صور أمراء الحرب الطائفية التي يروج لها أولئك الأمراء ممثلة بشيخ أمراء الحرب ( عدنان الدليمي ) . والتشريح السطحي الملازم للتشخيص الفسيولوجي لبنية الرجل الهرم يلاحظ تواجد صورة مهزوزة لرجل هرم في منتصف العقد الثامن يهتز برعشة واضحة جراء شلل رعاشي أصيب به ( باركسون Parkinson ) ، نتيجة لأصابته بداء السكر مع عصبيته مفرطة تظهر في إثناء حديثه وبدون أي ضابط . وهو معتدل القامة واقرب إلى النحول ، ومن مواليد العام 1932 ميلادية ، أنجز الدكتوراه في القاهرة عن (السيوطي نحوياً ) ! وعُيِّن في قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة بغداد وكان جزء من النظام السائد آنذاك من دون اعتراض طيلة حياته وخاصة في فترة تسلم البعث للسلطة بعد انقلاب 17 تموز 1968 ، ثم نزح للأردن بعد أن ضاقت به أمور الحياة إثناء الحصار الاقتصادي بعد غزو الكويت وعين رئيس جامعة الزرقاء في الأردن . وبرز اثنين من أولاده في الآونة الأخيرة كعنصرين كبيرين لدعم وتشجيع وترويج الارهاب هما الدكتور منقذ وعضو البرلمان الحالي الدكتورة أسماء .
ويأتي معظم رد الفعل العصبي مع الرعشة الشللية المصاحبة له بسبب المرض الرعاشي المصاب به ، والذي يؤدي إلى فقدان الخلايا الدماغية المسئولة عن إنتاج مادة الدوبامين الكيميائية , مما يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية تشمل الرجفة والارتعاش والتصلب ومشكلات في تناسق الاستجابات الحركية. ويقول الباحثون في التقرير الذي نشرته مجلة (علوم الأعصاب), عن اعتقادهم بـ( أن سبب هذه العلاقة يرجع إلى المستويات المنخفضة من مادة "سيروتونين" الدماغية المسؤولة عن الكآبة في مرضى الباركنسون, مشيرين إلى أن بعض مرضى الكآبة قد يحملون عامل خطر بيولوجي ) . وتتضاعف الأعراض المرضية التي تتمثل في ارتجا فات اليدين والذراعين والأرجل، وتصلب الجسم، وصعوبات في التوازن، أثناء الوقوف أو المشي، لأنه يؤثر على الخلايا العصبية الموجودة في الجزء الدماغي المسؤولة عن السيطرة على الحركات الإرادية لدى الإنسان .
لذلك يعتبر الشخص المصاب بدرجة متقدمة من مرض الشلل الرعاشي شخصا غير مؤهلا للقيام بوظائف إدارية حساسة ، أو تلك التي تهم جمهور المواطنين .وللرجوع لشخصية مثل شخصية عدنان محمد سلمان الدليمي التي أثيرت حولها الكثير من التساؤلات عند تصديه للعمل كممثل للعرب السنة في العراق بعد سقوط نظام البعث الفاشي ، بعد أن كانت سيرته الذاتية تشير إلى كونه احد البعيدين جدا عن الانخراط في الموجة الإسلامية حتى ظهوره المفاجئ بعد سقوط البعث ضمن الموجة العروبية التي أنتجت قادة جدد لأهل السنة تمت زراعتهم على عجل في مختبر خليجي بحت ووفق مواصفات لا تتناسب مع المواصفات الاسلاموية الجارية في العالم الحاضر . فقد ظهرت مجاميع هجينة غريبة ادعت تمثيل السنة العرب من مختبر حكومي خليجي تابع للإمارات العربية المتصالحة الواقعة على الخليج الفارسي ، لمجموعة من الأجراء العراقيين الذين كانوا يعملون في جامعاتها ، تصدرهم أول الأمر الشيخ احمد الكبيسي ، ثم تتالى ظهور صورهم الواحد بعد الآخر كعدنان الدليمي وحارث الضاري وبقية الشلة الغريبة والتي لم يسمع بها المجتمع العراقي من قبل أو ان صوتا لاحد منهم قد ارتفع يوما ما ضد نظام البعث الفاشي سابقا . وكان عدنان الدليمي (74عاما) احد هؤلاء والذي شغل منصب رئيس ديوان الوقف السني من قبل بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي عند تشكيل مجلس الحكم ، لكنه أقيل من قبل رئيس الوزراء السابق الدكتور إبراهيم الجعفري، ليصبح بعد ذلك مستشارا لرئيس الجمهورية . وعند كتابة الدستور اختير متحدثا رسميا باسم مؤتمر أهل السنة العام نظرا لدعوته أهل السنة إلى المشاركة في كتابة الدستور . وتم تبديل مؤتمر أهل السنة بعد ذلك حسب تطورات المرحلة الحالية ليتحول لاسم مخفف نوعا ما ولكن ليمارس نفس الغرض الذي أسس من اجله وأطلق عليه ( المؤتمر العام لأهل العراق ) الذي أسس منتصف عام 2005 ، وتنطاد أمانته العامة لعدنان الدليمي نفسه .
ويأخذ على عدنان الدليمي عصبيته المفرطة وتسرعه في إصدار الأحكام ، وطائفيته التي لا حدود لها ، مع إصراره على تسمية جميع من يعتنق المذهب الشيعي في العراق بـ ( الصفويين ) . وقد ظهر ذلك جليا في عدة مناسبات واجتماعات ومؤتمرات إقليمية عامة ، منها ما قاله في خطابه عندما أقامت حركة الإخوان المسلمين في الأردن حفلاً مركزياً كبيراً بمناسبة مرور مئة عام على ولادة حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين وقد حضر الحفل عن العراق عدنان الدليمي كونه ابرز قيادات الإخوان المسلمين في العراق وفي العالمين العربي والإسلامي ( كذا !! ) ، ومما جاء في كلمته إثناء الحفل ( فإذا لم ينتبه العرب النائمون حكاماً ومحكومين ويهبوا لنجدتنا فإن العراق سيزول وستمحى بغداد الرشيد بغداد أبي حنيفة وستتحول إلى بغداد الصفويين ) ، وقال"إن إخوانكم في العراق سيقفون صخرة صامدة بوجه المحتلين ومن جاء به المحتل من الصفويين معاهدين الله أن نبقى صامدين، وستبقى بغداد عاصمة الرشيد وليس عاصمة الصفويين ) .وكذلك تحريضه الواضح على الإرهاب والدعوة للحرب الطائفية في كلمته التي ألقاها في ( مؤتمر نصرة العراق ) المنعقد في اسطنبول وبرعاية كاملة من قبل النظام السعودي في الأسبوع الجاري من هذا الشهر ، حيث ورد في كلمته :" لماذا لم تسموا هذا المؤتمر بمؤتمر نصرة أهل السنة بالعراق وليقولوا عنا إننا طائفيون , نعم إننا طائفيون "
وأضاف " سيتحول العراق إلى شيعي وسيمتد الأمر ليشمل البلدان المحيطة بالعراق وتندمون ولات ساعة مندم إلى السعودية , إلى الكويت , إلى الأردن" . وزاد من تحريضه وهو يقول : ( إن في قلبه لوعة على بغداد التي ستضيع منهم بغداد أبي حنيفة , بغداد المنصور , بغداد هارون الرشيد , بغداد احمد ابن حنبل , وستصبح بغداد الصفويين , بغداد البويهيين , بغداد القرامطة الجدد ) .
كما سجلت على عدنان الدليمي اكثر من نقطة موثقة كداعم للارهاب وتمثلت في : المدعو عبد القادر صكب شقيق سعد صكب المنسق في مكتب عدنان الدليمي لقيامه بعدة جرائم قتل لعوائل شيعية كاملة رفضت أوامر التهجير التي وردتها بالهجرة من المنطقة ، وتم طبعها في مكتب عدنان الدليمي ومن ثم وزعها عبد القادر صكب الذي نفذ عمليات نسف بعض المنازل الشيعية التي رفضت الترحيل وهناك شريط مصور للمجرم عبد القادر وهو يقتل عائلة شيعية في حي العدل بكامل أفرادها ويسرق سياراتهم وأموالهم ويتركهم جثثا هامدة وعبد القادر هذا من قادة الذبح الذين اعتمد عليهم الدليمي في العديد من العمليات الارهابية . وهناك دور لابنته الدكتورة أسماء عدنان الدليمي كونها تملك حصة وافرة في أعمال الإرهاب حيث اعترفت مجموعة على دور كبير لها في إصدار الأوامر لنسف دور الشيعة الذين يرفضون الهجرة من مناطق الكرخ وتسويتها بالأرض ومن ضمن مجموعات القتل العاملة لديها مجموعتان خطرتان بإمرة المجرمين مؤيد وعدي الدليمي والتي وردت اعترافات خطيرة عن أفعالها الإرهابية. كذلك عثرت القوات الأمنية لدى مقتل الزرقاوي على رقم موبايل عدنان الدليمي وطارق الهاشمي وحارث الضاري وفي حينها قال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إن الحكومة حصلت على وثائق خطيرة .. لكنها تهاونت تحت الضغط الأمريكي في معاقبة هؤلاء وتوجيه التهم إليهم.، وهي نقطة سجلت أيضا ضد القادة الشيعة الذين فضلوا البقاء في المنصب على المصلحة الوطنية. وحينما داهمت قوة أمريكية منزل الدليمي وجدت فيه ثمان سيارات مفخخة وورشة كاملة للتفخيخ ووجدت الأموال الكاملة والهويات المعدة ، واعترف نجل الدليمي بان الأماكن المستهدفة هي أماكن تواجد الشيعة في المعالف والبياع وحي العامل وحي الجهاد والحرية ، وتم اعتقال حارس الدليمي خضير فرحان في 29 . 9 . 2006 الذي كان له صلة بتنظيم القاعدة وان الخطة ربما استهدفت استخدام أحزمة ناسفة انتحارية لمهاجمة المنطقة الخضراء.
وجاءت تصريحاته حول دعم ومساندة منظمة مجاهدي خلق الإرهابية التي قامت بمذابحها المعروفة ضد العراقيين في انتفاضة شعبان / آذار 1991 ، لتثبت التهمة عليه في دعم الإرهاب بصورة واضحة كون الشيعة من مجاهدي خلق هم إيرانيون أصلا ، عندما قال :( إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي لها موقع داخل الأراضي العراقية منظمة سياسية وليست منظمة إرهابية وهي محمية بموجب القوانين العراقية وهم في حماية القوانين العراقية ونأمل أن يتفهم إخواننا في الحكومة العراقية ذلك وندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لرعاية هؤلاء الضيوف في العراق والشيم العربية تدعونا إلى أن نحميهم وأن نحافظ عليهم ولا نعتقد أن لهم تأثيرات سلبية على الوضع العراقي. ) .
لذا فالتشريح الوصفي والسطحي للجسم ( Surface Anatomy ) ، والوصف المفصل للحالة المرضية للرجل تدعو كل من يرى في نفسه الإخلاص للعراق إبعاده عن مجرى العملية السياسية التي تجري حاليا في العراق كون الرجل غير مؤهل نفسيا وجسديا وعقليا لهذه المهمة ، بعد عرضه على لجنة طبية دوليه محايدة ، لأنه يردد ومن دون وعي عبارات تحريضية ضد أحد مكونات العراق الأساسية ويطالب بتدخل إقليمي في العراق من قبل دول عربية وإسلامية لها مصلحة في بقاء العراق ممزقا تتقاذفه الأهواء ، وبملاحظة كل خطاباته ( الدعوية ) نراها متجانسة تماما في اللفظ والقول والتحريض على الإرهاب في العراق .آخر المطاف : قيل ( ليس العار في أن تسقط، ولكن العار ألا تستطيع النهوض ) .* شروكي من حفدة القرامطة الذين يهابهم الدليمي ، وحفدة ثورة الزنج
https://telegram.me/buratha