( بقلم : علي الخفاجي )
هذا المقال ليس ردة فعل مستعجلة تجاه البيان الذي اصدره مجموعة من الارهابيين الدوليين من السعودية ممن يدعونهم (شيوخ الدين الوهابي) التكفيري, ببساطة لان بيانات هؤلاء الارهابيين ليست جديدة ولن تكون الاخيرة في مسلسل تحريضهم وتشجيعهم للحمقى والمغفلين على استباحة دماء الابرياء, ذلك لان الفحيح الارهابي اصبح وسيلة ارتزاق وتقرب للسلطان عند هؤلاء بوجود الرضى والدعم المباشر والواضح من قبل القيادات السعودية لهؤلاء المجرمين.
ومااردت اثارته هنا هوالاستغراب والريبة المبررة والمشروعة والتي يجب ان تظهر للعلن لدى جميع السياسيين والمتابعين للحملة الدولية لمحاربة الارهاب من هذا الصمت المريب من قبل من يدعي محاربة الارهاب على مملكة ال سعود وعلى ايوائها لاعتى مراكز تفريخ الارهاب الدولي والتي تضرب العالم بمفخخاتها وانتحارييها شرقا وغربا؟!
حينما كان الغرب يحارب الوجود السوفيتي في افغانستان بطريقة غيرمباشرة عن طريق دعم المقاتلين الافغان بالسلاح المناسب مثل صواريخ ستنغر التي شلت الطيران الروسي, او بالرجال من خلال دفع السعودية وغيرها لرفد تلك المجاميع المقاتلة بالمتطوعين. كان ذلك الموقف المشجع والصامت عن مدارس التكفير الوهابي يمكن تفهمه رغم انه السبب المباشر في انتشار التكفيريين الوهابيين ومدارسهم وتجمعاتهم الارهابية عبر اموال النفط السعودي وغض البصر الغربي ونتذكر جميعا قصة الافغان العرب وانقلاب السحر على الساحر. الوضع السابق كان ممكن استيعابه او قل السكوت عنه اضطرارا, والا فالعرب والمسلمين يعرفون تحديدا حيثيات الفكر الوهابي الضال. ولكن اليوم وعلى ضوء شعارات الحملة الدولية على الارهاب التي يرفعها الغرب وخصوصا امريكا وماتتحمله الكثير بلدان العالم من ضغوط وخسائر جسيمة في هذه المعركة المزعومة, لايمكن تفهم او قبول هذا الصمت الدولي المريب على مدارس وجامعات وتجمعات ارهابية في السعودية يقوم بادارتها وتوجيهها مجموعة مشخصة ومعروفه ولاتتوارى عن الانظار من شيوخ الفكر التكفيري الوهابي ومن المقربين للعرش السعودي. ناهيك عن تلك المدارس والتجمعات التي تفرخ الارهابيين والتي نشرها السعوديون في مختلف ارجاء المعمورة.
الارهابيين الذين قاموا بجريمة سبتمبر في امريكا والتي هزت العالم ودفع ومازال يدفع الابرياء فقط ثمنها اغلبهم سعوديين والباقين متاثرين بالفكر الوهابي المتطرف والذي يحظى بالدعم والرعاية المباشرة من قبل العرش السعودي, وتقام له المدارس والجامعات والمراكز التبشيرية داخل وخارج المملكة وتحت مرأى ومسمع الغرب وامريكا !!!
وان الارهابيين الذين قاموا بجريمة تفجير قطارات اسبانيا وكذلك تفجيرات لندن هم جميعا ودون استثناء ليسوا من الخمير الحمر او متمردي التاميل بل جميعهم من خريجي مدارس الارهاب الوهابي سواء كانت تلك المدارس في السعودية او خارجها وتتلقى الدعم من المباشر من السعودية. عرش ال سعود يرتكز على عكازتين تجمع النقيضين, وهما الدعم والسكوت الغربي عن جرائمها الدولية ومشايخ التكفير الوهابي الذين يطبلون ويستغفلون السذج لتحويل العرش السعودي الى حامي حمى الاسلام!!! ولو كان الغرب جادا في حربة ضد الارهاب الدولي فمن السهل توفير الكثير من الدماء والخسائر المادية التي تتحملها الدول المغلوب على امرها ومنها العراق وافغانستان وغيرها وذلك بتوجيه تهمة الارهاب ودعمه المباشر للسعودية ووضع خطة دولية عاجلة لغلق ومحاصرة مدارس الارهاب الدولي وتجفيف دعمه المالي خارج وداخل السعودية ومتابعة مشايخ التكفير الوهابي عن طريق الانتربول ومطالبة السعودية بتسليم هؤلاء لمحاكم دولية, ولا اظن ان السعوديه التي تتعكز على الغرب ستكون عصية عليهم لو انهم كانوا جادين فعلا في حملتهم, ولكن اصبح من الواضح للجميع ان للغرب اجندة مختلفة عن تلك التي يرفعها ويجيش الجيوش لاجلها.اود فقط تنبيه المجتمع الدولي لامر غاية في الخطورة ورد في البيان الاخير للارهابيين السعوديين, حيث اشار للشيعة الموجودين في الدول العربية والاسلامية بالعبارة التالية:
(وأن مايفعلونه في ديار أهل السنة من بيعة وطاعة ومهادنة، ماهو إلا مداراة ومصانعة حتى تتهيأ لهم الظروف ).هذا تحريض صريح وواضح يضع المجتمع الدولي وكل القوى التي تدعي حربها للارهاب والقوى التي تدافع عن حقوق الانسان امام مسؤولية تاريخية لحماية ارواح وممتلكات الشيعة وخصوصا الشيعة المضطهدين في شرق السعودية. فالبيان صريح ويدعو لمشروع ابادة جماعية حين يقول ان هؤلاء المواطنين الابرياء المغلوب على امرهم يجب قتلهم او تشريدهم لانهم وكما يدعي الارهابيين (اعداء مستقبليين !!!). ولا ادري كيف ينظر ملك السعودية للبيان حين يدعو بصراحة لاضطهاد جزء كبير من رعايا مملكته من الشيعة؟؟ هل سيدعو هؤلاء ويحاسبهم اشد المحاسبة على تحريضهم ضد مواطنين سعوديين؟ ام وكما هومتوقع سوف يغض الطرف عنهم بل وربما يستقبلهم في احد قصوره ليقدموا فروض الطاعة لولي الامر؟!
والسؤال الاخر ماهو موقف المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان تحديدا حين يقرءون بيانا صادرا من شيوخ مقربين لمركز الحكم السعودي يدعو صراحة لقتل واضطهاد جزء من ابناء تلك الدولة؟ هل سيتركهم للقتل البطئ ودون اي ضجيج وكما كان يحصل مع شيعة العراق ايام الاحتلال البعثي؟ ام سيستنكر ذلك بصورة واسعة ويدعو لوضع السعودية على راس قائمة الدول التي تضطهد الجنس البشري وكذلك على راس الدول الراعية للارهاب الدولي؟
ختاما وفيما يخص شيعة العراق, فليس جديدا عليهم تحريض ائمة الفكر الوهابي الضال على قتلهم واستباحة دمائهم منذ الغزوات الغادرة التي كان يقوم بها احباش الوهابيه على تخوم العراق ومدنه المقدسة, ولكن اليوم على الحكومة العراقية توجية شكوى دولية للامم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ضد السعودية ومطالبتها بمعاقبة هؤلاء المجرمين الذين ولغوا كثيرا في دماء العراقيين, وضرورة وضع النقاط على الحروف لتبيان الموقف السعودي تجاه الشعب العراقي وقواته الامنية عمليا وعلى الارض. كذلك ارى ضرورة التباحث مع القوات الدولية المتحالفة في العراق والمسؤولة قانونيا عن حماية العراقيين في هذه المرحلة لاتخاذ موقف حازم ومباشر من المملكة السعودية التي لم تعد تستطع مواراة موقفها المعادي للتحول التاريخي الذي اطاح بحكم ديكتاتوري مقيت وجاء بصناديق الاقتراع التي يبدو انها ترعب ال سعود وتهز عرشهم الورقي, فهل من موقف حاسم من العالم الحر؟ ام ان المؤمنين بنظرية المؤامرة والمشككين بالنوايا الامريكية على حق؟؟؟!!!علي الخفاجي.
https://telegram.me/buratha