( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )
انتهت زيارة زعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد الى الولايات المتحدة الامريكية. المراقبون الدوليون وكذلك المحليون اجمعوا على ان هذه الزيارة وبالكيفية التي سارت وفقها تعتبر من الزيارات النادرة لجهة الشمولية في برامجها وربما في نتائجها ايضاً. واذا كان صحيحاً بان الهم العراقي قد اطرَّ طابع الزيارة فانها بالتأكيد سوف لن تتوقف عند هذا الحد من المسائل فهنالك منطقة اقليمية نعيش وسطها او هي الاخرى تلتهب بلبنان وازماته والساحة الفلسطينية ومتغيراتها والحضور السوري في المحاور العربية الساخنة والملف النووي الايراني وانعكاساته على الخارطة السياسية في المنطقة والعالم وهذا ما لا يمكن فصله باي حال من الاحوال عن المشهد العراقي الذي بات يمثل احد المحاور الاساسية في أي تحرك سياسي اقليمي او دولي.
ربما ان الوقت لا زال مبكراً لاجراء تقويم شامل موسع لزيارة مسؤول عراقي رفيع وبهذا المستوى، لدولة هي الاقوى في العالم مثلما انها الاقوى في المشهد العراقي بكل تجلياته وربما تستعصي هذه المهمة اكثر عندما تتزامن مع كتابة اهم واخطر تقرير امريكي عن الوضع العراقي او ما يصطلح عليه بتقرير بيكر – هاملتون. وكذلك عشية فتح دمشق لسفارتها في بغداد واعادة فتح سفارة بغداد في دمشق.
اتجاهات سياسية غاية في الاهمية تزامنت مع الزيارة بما في ذلك اللقاء الذي جمع الرئيس الامريكي برئيس الحكومة العراقية الاستاذ نوري المالكي في عمان. نحن لا نعتقد ان زيارة كهذه يكون من المستسهل وضعها في اطار معين وهي لا زالت تتفاعل مع الحدث المحلي وغير المحلي من جهة وتتزامن كما اشرنا مع احداث تبدو المصادفة تلعب دوراً فيها من جهة اخرى الا ان تصنيفها لا يمكن عزله عن اسبابه بأي حال من الاحوال.
ان التمخضات الاولى لهذه الزيارة قد اماطت اللثام عن الموضوع الامني وضرورة تسليمه لصانع القرار العراقي ثم انها اسهمت الى حد بعيد في ازالة اجواء الاحتقان السياسي والتقاطعات الاقليمية الدولية التي دفعت فواتيرها الساحة العراقية.
صحيح ان ذلك كان يشكل خطوطاً متوازية في تقرير بيكر – هاملتون، لكن هنالك عناوين اخرى في غاية الاهمية خضعت لمقاييس الزيارة وان لم يكن للطرف الامريكي دوره في الغائها واهم هذه العناوين هو رفض رئيس كتلة الائتلاف العراقي الموحد للمقترح الذي تقدم به السيد كوفي عنان لتدويل القضية العراقية واذا كان ذلك على الصعيد الدولي فان سماحته برهن للعالم بانه وكتلته والكتل المتحالفة معه يشكلون صمام الامان للحفاظ على المنجز الوطني الذي ارادت الاشاعة الكاذبة تشويهه، لذلك لم تصمد اشاعة "حكومة الانقاذ الوطني" حتى للحظة وصول سماحته الى لندن.
نحن نؤكد مرة اخرى ان الطريق الاسهل والاقصر لكل من يريد ان يمارس دوره الوطني في العراق الجديد عليه اولاً ان يودع ارثه السياسي القديم ويتوجه الى الحاضنة العراقية بروح وطنية صادقة غير مضطربة خصوصاً واننا امام استحقاق وطني جديد سيولد يوم السادس عشر من هذا الشهر.
https://telegram.me/buratha