( بقلم : انمار ال سويف )
القضيه الفلسطينيه وطبقا للأبواق العروبيه كانت ولا زالت قضية العرب الأولى بل هي القضيه المركزيه وبغض النظر عن اهداف هكذا شعار وكمية الزعيق والنهيق المصاحب لنشره من على منابر الخطابه المتحمسه ايام المد العروبي المنتكس دائما وابدا في ساحات سيناء والجولان والضفه وفي عقر دار العروبيين في فلسطين , وفي ايام الخطابه الباهته المتصهينه المتلونه بالوان الدولار وكوبونات النفط والمبصومه ببصمة عبد الباري دولار وبكري والمسفر من على شاشات أجزم انها مختبرات لقياس ضغط وشهيق ونهيق الشارع العروبي بما تبثه من افلاس أخلاقي وعقائدي وانساني بل الأنكى هو عريها الفاضح ومهادنتها الصريحه للصهاينه مغتصبي ارض قضيتهم المركزيه وانحيازها التام لمواقف التخاذل والصعلكه الممتده من بوابات تعال اتمتع برشه) الى ( رقصني يا كدع ) مرورا بصاحب العظمه وطويل العمر المتعلق باستار الكعبه نهارا والمعاقر لكؤوس الصهباء وافخاذ الغواني وطنابير المخانيث ليلا , بغض النظر عن هكذا شعارات فان المتضرر الوحيد دائما من هذه القضيه المركزيه هو العراق............!!!!؟؟
العراق بموقعه البعيد عن فلسطين وبمكونات شعبه غير المشابهه ولو جزئيا لفلسطين , بحضارته , بثقافته , بامكاناته الماديه والمعنويه , بعنفوانه , بشهامة اهله , بفيض خيراته , وبالأجمال الفرق شاسع واسع بينه وبين فلسطين , فما بالنا نذوق المر كل حين في سبيلها بينما الدول العروبيه الملاصقه لها قد باعتها وقبضت الثمن ولم تخسر يوما ما خسره العراق وهو البعيد وهم الملاصقون ؟
لنأخذ مصر مثلا ..لم تقاتل يوما من اجل فلسطين بل في كل حروبها قاتلت لأهدافها هي ابتداءا من قضية تزعمها للمد العروبي ومحاولتها جر العروبيين الى مسارها وقد نجحت نوعا ما ايام قائد الهزائم , وصولا الى حروب اخرى كانت من اجل ارضها هي وليس ارض فلسطين , ثم انقلبت انقلابا عروبيا واسست لهكذا نوع من الأنقلابات بباكورتها كامب ديفيد وما تضمنته من خزي وعار للعروبيين , فما تضمه البنود غير المعلنه لأتفاقية كامب ديفيد لهو داهية الدواهي العروبيه بل هو جيفة العروبيين النتنه ولذلك كتموها ولم يستطيعوا البوح ولو باجزاء قليله منها , خوفا على عنفوانهم الثوري العروبي , ثم لم ترتض مصر بذلك بل اصبحت الحارس الأمين لحدود المغتصب بالرغم من عدم السماح لها بوجود جيش قوي على حدوده وكل ما لديها هناك هم ( خمس واويه) من الجندرمه فانها احكمت سيطرتها وحمت اسوار بني عمومتها حماية رائعه حتى وصل بها الأمر انها اكتشفت حتى الأنفاق الصغيره عبر حدودها والتي يهرب منها المساكين بضع قطع من السلاح ليستردوا بعض هيبتهم المستباحه وبعض شرفهم المغتصب , اما فيما يخص العلاقات التجاريه والسياسيه والبرلمانيه والمؤسساتيه والدبلوماسيه وحتى السياحيه فحدث ولا حرج , فلقد اصبحت منتجعات الدعاره في سيناء والعقبه والبحر الأحمر مرتعا لأبناء العم الصهاينه وغرفا حمراء لدولاراتهم وشياكلهم ...هذه مصر ..وما الأردن وسوريا ولبنان والأخت الكبرى مهلكة آل سعود واسواق النفط الخليجيه الا نقاط سوداء في صحيفة العروبيين بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم
فماذا جنينا نحن بالأمس ؟ وماذا نجني اليوم ؟
بالأمس قدم العراق فلذات كبده شهداء على ارض فلسطين , صبغوا ثراها بدمائهم الطاهره ولبوا نداء الأخوه الظاهر ولا زالت شواهد قبورهم تشمخ معانقة السماء في جنين وكفر قاسم وقريبا من البحر , نعم ولا زلت اتذكر حكايات العائدين من هناك عن خيانات العروبيين وتقديمهم ابناءنا لحقول الموت الأسرائيليه بينما هم يولون الأدبار كما ولاها أجدادهم واباؤهم من قبل , وتوالت التضحيات من اجل فلسطين وكنا كما يقال في المثل الشعبي ( في كل عزا لطامه ) فما ان تطلق رصاصه في فلسطين او في الجولان او على جبل الشيخ هب العراقيون يقدمون الغالي والنفيس , دماء , ثروات , مقدرات وكل شيء من اجل المعركة حتى وصل بنا الأمر ان ربطنا مصيرنا بمصير فلسطين ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة
وما يومنا الا كأمسه
فقد أطل علينا العروبييون وقبل( 3 ) اشهر بتصريح خبيث ولئيم ينم عن خسة ونذالة وحقد دفين ولا انسى اذا نسيت قولة فرعون مصر الجديد أن الحل في العراق يجب ان يمر عبر فلسطين ..استغربت واستغرب معي الكثيرون واحسنا الظن وقلنا لعلها فلته وقى الله شرها , وماهي الا سويعات حتى سمعنا عواء طويل العمر فالحل في العراق يجب ان يمر عبر البوابه الفلسطينيه وتوالت التصريحات والتهريج وما كانت الناس تدري ولعلها تدري ان هؤلاء هم ادوات الأسياد والذي يقولونه ما هو الا انعكاس لرغبات اسيادهم وما تقرير بيكر هاملتون الا ختم التوثيق لهذه الفرضيه المثبته اصلا
مالنا ولفلسطين؟ لماذا هذا الربط التعسفي لمصير العراق بفلسطين؟ لماذا نحن بالذات؟ أليس الأجدى ان يمر حل قضية العروبيين المركزيه عبر سيناء او الجولان او ماركا الشماليه التي اصبحت مملوكة بمطارها العسكري لليهود او عبر جده او حتى صلاله النائمه على البحر دافئه محتضنه ثرواتها وابناءها؟ بينما ثرواتنا تنهب وابناؤنا تقتل من اجل فلسطين ؟
نعم انهم العروبييون انفسهم , وبنفس محاولاتهم القديمة الجديده , انهم يرقصون على اشلائنا , ويتلذذون بوجعنا ويملؤن كؤوسهم مترعة من دمائنا , انهم يجيرون وجع العراق ويلعبون بمصيره من اجل تحقيق مكاسبهم الدنيئه على صغرها وخستها ..من اجل دويلة بعشرين جزء لا مترابط ولا مرتبط وقادة همهم الأوحد افواههم وفروجهم يدمرون صرح الحضاره ومبتدأ الكلمه وسنام العلم وبذرة المعرفة وأس الدهر , انهم يغتصبون تأريخ العراق وحضارته وثرواته , يغتصبون نهريه وشطه , يغتصبون افذاذه وعباقرته , يغتصبون كل العراق من اجل فلسطينهم وليتها كانت فلسطين
ولكن عزاءنا ان لنا ابناءا يرصدون وقادة يحللون ويفهمون وساسة يقرأون , وما تصريح السيد المبجل الحكيم واعتراضه على ربط قضية فلسطين بقضيتنا ونفيه لهذا الربط التعسفي المشبوه الا ردة فعل اولى وقراءة سريعه ولنا ان شاء الله بكلنا وبجمعنا موقف بل مواقف من هكذا خزعبلات ومن مروجيها العروبيين واسيادهم , وادعو هؤلاء الى الكف عن هذه المماحكه البذيئه والتفيقه الممجوج وليعلموا ان ابناء العراق لهم بالمرصاد وسيعلمون ان اختراعهم بعلاقة قضية فلسطين بقضيتنا موجود ومؤرخ عندنا بالمثل الشعبي الواضح الصريح فتلك العلاقه كعلاقة الكبه براس الجسر
عميت عين ترى العراق فلسطين وترى فلسطين كالعراق
أنمار آل سويف
https://telegram.me/buratha