اكرم الثوري
الخلاف في التفاصيل والجزيئات من طبائع البشر ويؤشر بوضوح على التنوع والابداع والتألق وليس من الخلل الاختلاف في هذه المساحات اذا لم يمتد الى الثوابت والاساسيات فهذا من الاختلاف المذموم.وطبيعة الاختلاف في الاراء ووجهات النظر والقناعات يعكس تطور البشر واجتهاداته باتجاه الافضل والامثل والا فان الانغلاق والتحجر من سمات التراجع والتأخر والانحطاط.فان الاختلاف ليس عيباً في سياقات العمل والبحث والممارسة السياسية فقد يختلف افراد الحزب انفسهم وقد يختلف الانسان مع نفسه ويغير رأيه وموقفه وقناعته عندما يجد ان موقفه السابق لم يكن بالمستوى اللائق.وفي المجال السياسي قد تزداد الاختلافات بسبب المتغيرات الدائمة التي يتسم بها العمل السياسي فليس ثمة معادلات رياضة او قوالب جامدة لا تقبل التغيير او التعديل في العمل السياسي الحافل بالمتغيرات والمستجدات.وفي التحالف الوطني قد تكون الخلافات الظاهرة نوعاً من القوة والتنوع بالمواقف والقناعات وهي خلافات لا تتجاوز على الاطار العام لهذا التحالف او تزعزع مصداقيته وواقعيته.ومن هنا فان الخلاف بين اطراف التحالف الوطني او تباطؤ المفاوضات بينها لا يلغي استحقاقه الدستوري في تشكيل الحكومة فان هذا حق ثابت للتحالف الوطني ولكن المرفوض هو التكتل ضد الاخر وهو تكتل لا يتسامح او يسمح به شعبنا.من يعول على تصدع التحالف الوطني او يراهن على تعميق الخلافات بين اطرافه من اجل الغاء استحقاقه سيحصد السراب والوهم لان هذا الاستحقاق لا يمكن القفز عليه او تجاوزه او انتزاعه من التحالف الوطني. الخلل الاكبر هو ليس الخلاف في وجهات النظر او الاختلاف في التفاصيل والاليات بل الخلل الاكبر والخطأ الفادح هو التكتل ضد الاخر ومحاولة التخندق في الفضاء الوطني الواسع لان ذلك لان يحقق مصلحة الشعب العراقي الذي اصبح ممتعضاً من السلوك السياسي المشين الذي يتسم به اداء السياسيين.
https://telegram.me/buratha
