المقالات

نظامنا ليس رئاسياً بل برلمانياً


منى البغدادي

النظم الديمقراطية في العالم تتخذ عدة اشكال وصور بحسب ظروف تلك البلدان وتطورها الديمقراطي فهناك ثلاث نظم ديمقراطية في العالم هي:- نظام الجمعية ( سويسرا)- النظام الرئاسي ( الولايات المتحدة الامريكية)- النظام البرلماني ( بريطانيا)وهذه النظام الثلاث هي في الغالب اهم انماط النظم الديمقراطية وبطبيعة الحال تتوزع السلطات الثلاث ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) وفق هذه النظم بحسب تغليب صلاحيات سلطة على اخرى.فاذا كان التعاون والتنسيق والتداخل متكافئاً بين السلطات الثلاث وكانت صلاحيات القوة التنفيذية متساوية مع القوة التشريعية (البرلمان) يكون الاتجاه نظاماً رئاسياً واما اذا كانت صلاحيات القوة التشريعية راجحة على القوة التنفيذية فيكون النظام برلمانياً واما اذا كان زمام الامور بيد القوة التشريعية فهو نظام الجمعية كما هو النظام السويسري.وقد يقال بان الفصل بين السلطات الثلاث يكاد يكون مستحيلاً في زخم التداخل الحتمي بين القوة التشريعية والتنفيذية في ادارة الدولة ولكن هذا التداخل يكون مرناً دون ان يلغي دور اي قوة من القوى الثلاث.وكل نظام له حيثياته وظروفه وله ايجابياته وسلبياته ولسنا في سياق الاشارة العابرة الى توضيح مثل هذه التصورات والفروقات بين تلك الانظمة ولكن بشكل عام لكل بلد ظروفه وخياراته التي ترجح نظام على نظام اخر.وعلى كل الاعتبارات النظرية والعملية لهذه النظم فهو القدر المتيقن هو انها خاضعة لاصوات الشعب وخياراته وقد تتفاوت قليلاً بهذا التمثيل لاراء الشعب واصواته واذا كان النظام الرئاسي يخضع لاصوات الشعب بشكل مباشر فان النظام الديمقراطي يخضع لاراء النواب الذين يمثلون الشعب وهو ما يعني ان البرلمان يعبر عن اراء واصوات الشعب بطريقة غير مباشرة.قد يكون الرئيس المنتخب في النظام الرئاسي متساوياً مع اراء واصوات الشعب وليس بامكان البرلمان اقصائه لانه انما وصل الى المنصب الرئاسي باصوات الشعب ويحتاج حجب الثقة عنه من نفس الاصوات التي انتخبته للرئاسة ولذا يجد الرئيس في النظام الرئاسي متكافئاً من حيث الصلاحيات مع البرلمان كما هو الرئيس الامريكي والكونغرس الامريكي المتمثل من مجلس النواب ومجلس الشيوخ الامريكي.لاشك ان النظام البرلماني هو اكثر ملائمة وموائمة مع الواقع العراقي المتميز بالتنوع والتعددية السياسية والدينية والمذهبية والقومية وقد نحتاج الى وقت طويل لكي نهضم ونفهم النظام الاكثر حاجة ومناسبة للوضع العراقي مستقبلاً.واذا كانت ثمة ثغرات وفجوات في النظام البرلماني وخاصة الاتحادي وتوزيع السلطات والقدرات على الاقاليم والمحافظات فان النظام الرئاسي هو الاخطر على راهن العراق بسبب التحولات الكبرى الحاصلة في الشأن العراقي منذ التاسع من نيسان بالاضافة الى ابتدائية التجربة الديمقراطية وتباطؤ نضجها ورشدها في المجتمع العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك