عبود مزهر الكرخي ||
والحقيقة أن ما ذكرناه حول مجازر الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو غيض من فيض ، وهناك الكثير من المجازر والمذابح تجرى وبدم بارد وبمباركة من دول محور الشر من أمريكا والغرب ، ولنأخذ مثال بسيط وليس الحصر ، أنه هذا الكيان المسخ قد قتل(500)شهيد فلسطيني في الضفة الغربية العام الماضي ، وأنه قام بقتل(90)فلسطيني منذ بدء الطوفان المبارك الأقصى والعدد في ازدياد ناهيك عن المعتقلين في الضفة والذي وصلوا إلى أكثر من(900)فلسطيني، ولو لاحظنا أنه في اليوم السابع عشر من حرب طوفان الأقصى أنه قام خلال(24)ساعة في ذلك اليوم بغارات جوية على غزة البطلة أي(24) غارة في كل ساعة والتي استشهد فيها(266)شهيد منهم(117)طفل من هؤلاء الشهداء ، وهذا ليست من عندنا بل إحصائية من قبل الصليب الأحمر الدولي..
فإي عدالة وإنسانية يتكلم عنها من يدعون الإنسانية وحقوق الإنسان حيث يتم القتل بعشوائية وبدون رحمة في قطاع غزة الصغير والذي يعيش أكثر من مليونين نسمة ، وهؤلاء الشهداء كلهم من المدنيين وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ الكبار ، ولهذا احببت أن أشير إلى هذه المسالة المهمة والخطيرة.
الكيان الصهيوني ونظرية التوسع
ومن المعروف أن الكيان الصهيوني هو كيان استيطاني أقامته أمريكا والغرب المتحضر!!!وهو عبارة عن صورة مستنسخة عن المستعمر الغربي والأمريكي ، في رغبته بالتوسع وضم الأراضي بالقوة و العنف وإسالة الدماء من اجل ذلك ، لأننا كلنا يعرف ما قامت به الدول الاستعمارية في القرن الماضي في استعمار الدول العربية وفي مقدمتهم بريطانيا وفرنسا وأمريكا ولحد الوقت الحاضر ، ولذلك تعتبر اللقيطة إسرائيل هي ولد الزنا التي أنجبته تلك أمريكا والغرب عموماً ، والذي في زيارة العجوز الخرف بايدن الأخيرة وخلال اجتماعه مع المجرم نتنياهو إلى الكيان الصهيوني قال بالحرف الواحد "لو لم تنشأ إسرائيل لكنا قد أنشأناه في وقتنا الحاضر " وهذا يدلل على أنها صنيعة الغرب وأمريكا وهي نتاج للسياسات القذرة والتي تمارسها كل تلك الدول .
والأمر المهم الثاني هو خلق بؤرة سرطانية في قلب الوطن العربي ، من أجل منع اقامة وحدة عربية وإسلامية تضامنية تهدد مصالح الغرب وأمريكا في المنطقة ، وجعل هذا السرطان مصدر تهديد دائمي لكل تلك الدول ، من خلال دعمه واسناده وبكل الوسائل والاساليب وأهمها العسكري والمالي والاقتصادي وليصل حتى النووي ، وجعل هذا الكيان الهجين هو مجتمع قائم على العسكرة والحرب ، من خلال جعل أفراده هم جنود وعساكر في الجيش الصهيوني وليتم استدعائه في أي لحظة عند حدوث الخطر على هذا الكيان ، وهو ما يحصل الآن بالفعل في الحرب الدائرة في غزة.
ومن اجل ذلك عملت الدول الغربية بقيادة امريكا على جعل هذا الجيش من المرتزقة وحسب ما يدعون أنه رابع جيش في العالم ، وخلق الهالة الإعلامية عن هذا الجيش من قبل الماكنات الصهيونية والغربية وحتى الغربية ، والتي اثبتت الأحداث في السابق وما جرى في عملية طوفان الأقصى مدى ضعف هذا الجيش وهزالته وترهله.
و لنثبت أنه كيان توسعي وانه كيان قائم على الإرهاب والقتل والدم ليس على الفلسطينيين فقط بل على العرب والعالم كافة ، وسوف نستعرض بعض من تلك الأحداث المجرمة والدموية التي قام هذا الكيان المجرم.
نكبة عام(1948)
مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره. وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948. وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه، لصالح إقامة الدولة اليهودية(إسرائيل). وتشمل أحداث النكبة ، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي (1). وقد بدأ التطهير العرقي في عام 1947 بعد اقتراح الأُمم المتحدة لقرار تقسيم فلسطين. بدأت العصابات الصهيونية بعملية دالت لبدأ التطهير العرقي علي نطاق واسع لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض لإبطال قرار التقسيم حتى إن أرادت الأُمم المتحدة تنفيذه (2) ،(3).
وفي النكبة جرت معركة وهي أول معركة شاملة بين العرب والكيان الإسرائيلي كانت حرب عام 1948، وشاركت فيها من الطرف العربي جيوش الدول العربية المجاورة لإسرائيل بالإضافة لما كان يعرف بجيش الإنقاذ العربي، بالإضافة أيضاً لآلاف المتطوعين من البلاد العربية والإسلامية ، أما من الطرف الإسرائيلي فقد شاركت قوات المنظمات الصهيونية المختلفة التي كانت قد تأسست ودعمت في فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، قبل إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948.
كانت نتيجة هذه الحرب المباشرة هزيمة العرب ووقوع كارثة التهجير الفلسطيني وتشريد الشعب الفلسطيني وتحول اكثريته إلى لاجئين. وأهم أسباب هزيمة الطرف العربي الصراعات العربية التي منعت من التنسيق الحقيقي، وتبعية قيادات الجيوش العربية لدول أجنبية والخيانة العربية من قبل الحكام العرب والتي لازالت متأصلة لدى الحكام العرب ولحد الوقت الحاضر وواضحة للعيان، إضافة للدعم الغربي للدولة الصهيونية الناشئة ، ومن المضحك أن من يقود الجيش الأردني قائد انكليزي هو الجنرال كلوب باشا وكان في الجيش الأردني (50)ضابط بريطاني ، وقضية الأسلحة الفاسدة التي حصل عليها الجيش و بتواطؤ من الملك وقضايا أخرى أدت إلى هزيمة الجيوش العربية.
ولنا وقفات أخرى إن شاء الله لتوضيح نكسات وهزائم الحكام العرب وخيانتهم في كل تلك المعارك ، والتي ضحيتها الشعوب العربية المقهورة والمظلومة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ معنى النكبة (كتاب) قسطنطين زريق - أغسطس 1948
2 ـ إيلان بابيه (2006). The Ethnic Cleansing of Palestine. One World Oxford.
3 ـ مأخوذة من موقع ويكبيديا الموسوعة الحرة.مقال ، باب نقاش بعنوان(النكبة) أخر تعديل بتاريخ 26 أغسطس 2023.
https://telegram.me/buratha
