احمد خالد الكعبي ||
دائما ما اسأل نفسي والبعض : اذا ما كان مشروع الثورة الاسلامية هو في الأصل مشروع قومي وليس عقائدي كما يدعي البعض : حسنا اذا ؛ لماذا لا تخضع الجمهورية الاسلامية لامريكا وتصالح اسرائيل لتحافظ فعلا على تلك المصالح القومية ؟! ..
ما قيمة حزب الله وحماس وسوريا وفصائل المقاومة في العراق أمام ما ستحصل عليه الجمهورية الاسلامية من الغرب ثمنا لتركها ولاية الفقيه وعودتها الى لعب دور ( باريس الشرق ) كما كانت توصف في زمن الشاه!؟
اتذكر جيدا ان الجمهورية الاسلامية أعلنت ان اوباما بعث باكثر من خطاب " ودي " سري للسيد الخامنئي ' وكان ذلك جزء من سياسة الادارة الامريكية السابقة التي ارتكزت على مخالفة الاسس التاريخية المعتادة للسياسة الامريكية في المنطقة والمتحالفة مع السعودية والخليج واسرائيل ' محاولة ان تأتي بجديد عبر ما وصفته حينذاك في احد مقالاتي ب( سياسة استنساخ التجربة الصينية مع الجمهورية الاسلامية ) ‘ والتي تقوم على ترك الصدام مع ايران والسماح لها بممارسة حيز معقول من النفوذ في مجالها القومي والاعتراف التدريجي بها كقوة اقليمية ’ لكن طبعا لن يتم القبول بهذا الا اذا قبلت دولة الولي الفقيه ان تكون تحت السيطرة في النهاية ' اي خاضعة للنفوذ الغربي ' وهناك شرط وباب وحيد لذلك ’ قبولها بما اقترحه مستشار الامن القومي الامريكي ووزير خارجيتها الاسبق هنري كيسنجر الذي أكد كثيرا على : لن تكون ايران مقبولة الا اذا تركت مفهوم الثورة والامة وعادت الى مفهوم الشعب والدولة القومية .
نقطة رأس سطر .
يعني تخلي ايران عن نظامها الاسلامي عبر تفكيك دولة الولي الفقيه واعادت انتاج دولة وطنية صرفة .
هنا جاء الرفض القاطع للسيد القائدالخامنئي ( والمذهل والغريب بالنسبة لمن يؤمن بالبراغماتية بلا ضوابط عقائدية) لهذا المقترح - المشروع ' والذي تجلى في رده الصاعق على رسالة اوباما " السرية " بالاتي : انت يد فولاذية ترتدي قفاس مخملي ؛ اذا كنت صادقا في رغبتك باقامة علاقات جيدة مع الجمهورية الاسلامية فعليك سحب قواتك من كل المنطقة الاسلامية وترك شعوبها تعيش باستقلال وسلام ' وفك الحصار الظالم الذي تفرضونه على ايران .
تذكرت كل هذه التفاصيل وانا اشاهد " كرنفالات الاسلام الوهابي الامريكي المتصهين " ’ مستحضرا الجواب على سؤالي القديم الذي رافق متابعتي ودراستي لهذه القضية المعقدة : لماذا لم يوافق السيد الخامنئي على تلك الصفقة المعروضة عليه امريكيا .!!
احد اوجه الجواب هو : اذا رضيت عنكم امريكا فراجعوا انفسكم او دينكم ./ الامام الخميني قدس سره الشريف .
الحشود " الترامبية " جاءت ردا على رفض الصفقة " الاوبامية "..
وسماحتك القائل : لا فرق بين ترامب واوباما ’فكلاهما وجهان لعملة واحدة .
ان تجتمع على عداوتك اسرائيل الملعونة وامريكا الميكافيلية والوهابية المجرمة فهذا يعني
بانك المؤتمن على الايدلوجية الاسلامية الخمينية والتي بدورها هي الامينة على السر المدفون في رماد بيت احزان بضعة ابيها ’
لانك لم تقبل بصفقة تربح بها دنياك وتخسر جوهر دينك وقضيتك ’ وايضا لا تخاف من اسلحتهم وصخب كرنفالتهم الملطخةبدماء الشعوب .
*- (ما قلته هنا ليست دعوة لتبني ايدلوجية محددة ’ بقدر ما هي دعوة للتأمل والتفكير واستخلاص العبر ) .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha