دراسات

نفحات قرآنية ﴿45﴾


 

رياض البغدادي ||

 

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

" وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿22﴾" النور

قوله تعالى ﴿وَلَا يَأْتَلِ﴾ قيل ان المعنى: لا يحلف وهو قول ضعيف لأنه لو كان نهياً عن الحلف على المنع، لكان أيضًا منع الحلف على الإعطاء، وهذا خلاف الواقع، لذا فالصحيح أن كلمة لا يأتلِ أصلها (يأتلي) وحذفت الياء للجزم،بلا الناهية ، والمعنى هو ألا يمتنع العبد عن الإعطاء والتفضل، فيكون معنى الكلام أن لا تقصّروا في أن تحسنوا إليهم...

الا أن اغلب المفسرين قالوا إن المعنى هو، ألا يحلف المؤمن بأن لا يأتي أولي القربى... فهو منع عن الحلف في عدم الإعطاء، وأحسب إن المفسرين اختاروا هذا المعنى، ليتوافق تفسيرهم مع الرواية الخاصة بأسباب نزول الآية، التي قيل إنها نزلت في أبي بكر، وقد احتجَّ الفخر الرازي بهذا على أفضلية أبي بكر، وقد أحجمت عن ذكر مقالة الرازي لأنها خرجت عن التفسير ودخلت في علم الكلام، وقد رد كلامه جمع كثير، ولا بأس أن أُحيلكم الى مقالة الشيخ المفيد في كتابه (الإفصاح) صفحة 175، حيث عقد فصلاً في سبب نزول الآية 22 من سورة النور.

قال صاحب القاموس: " أتَلَ يَأتِلُ أتْلاً وأتَلاناً وأتَلالاً: قارَبَ الخَطْوَ في غَضَبٍ" وذكر الثعالبي في معجم فقه اللغة :" الأتَلاَنُ: أَن يُقَارِبَ خَطْوَه في غَضَبِ، هكذا جاء في تَفْصِيلِ ضُرُوبِ مَشْيِ الإنْسَان وَعَدْوِهِ". انتهى

وبهذا يكون معنى الكلمة ﴿وَلَا يَأْتَلِ﴾ أي لا يتكاسل ويغضب أو لا يُقَصّر أهل الفضل والسعة منكم، وهو كما ترى نهيٌ وزجرٌ عن ارتكاب معصية عدم الإنفاق ممن هم في سعة وفضل، فأي فضل ومنقبة لأبي بكر ادّعاها الفخر الرازي في هكذا نهي وزجر؟! اعاذنا الله من التعَصب الأعمى والدس والتحريف.

والله العال

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك