دراسات

الأسئلة والأجوبة القرآنية/١٩...


د.مسعود ناجي إدريس |

 

سؤال:قال الله تعالى في  سورة الرعد الآية 11: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِم‏ » إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا يفعل الله الشيء نفسه مع الأمريكيين؟ هم الذين يفعلون كل هذا الظلم والفساد ضد الآخرين! ألم يقل الله: أنزلنا القرآن ونحن له حافظون ، فلماذا لا يحدث ذلك مع الذين يجرؤن على سب القرآن الكريم؟

جواب:  المقصود من الآية أن الله لن يأتي بالنصر والنجاح لأمة أو جماعة إلا إذا بذلوا جهداً. لذلك يمكن أن نستنتج من هذه الآية أنه إذا كان المسلمون يعيشون حالة بائسة اليوم ، فإن ذلك بسبب ضعفهم وكسلهم. إذا حقق الكفار والظالمون نجاحًا دنيويًا ، فنجاحهم  يقوم على الجهد والانضباط واتباع القواعد والمبادئ الدنيوية .

من الممكن أن يكون لبعض المجتمعات معاصي ، لكنها تلتزم أيضًا ببعض المبادئ والضوابط التي من مخرجاتها النصر ، ونتيجة لذلك تنجح في الشؤون المادية والدنيوية. كما يقول الامام علي (ع) عند المقارنة بين أهل الكوفة والشام:أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النَّاصِحِ الشَّفِيقِ الْعَالِمِ الْمُجَرِّبِ تُورِثُ الْحَسْرَةَ وَ تُعْقِبُ النَّدَامَةَ وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فِي هَذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْرِي وَ نَخَلْتُ لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْيِي لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْرٌ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفِينَ الْجُفَاةِ وَ الْمُنَابِذِينَ الْعُصَاةِ حَتَّى ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ وَ ضَنَّ الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ. فَكُنْتُ أَنَا وَ إِيَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ: أَمَرْتُكُمْ أَمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى، فَلَمْ تَسْتَبِينُوا النُّصْحَ إِلَّا ضُحَى الْغَدِ.".

نفهم من هذه الخطبة  أن الإيمان وحده لا يؤدي إلى نجاح مادي ، ولكن من الضروري أيضًا اتباع المعايير ، لذلك يجب أن نفحص ما هي عوامل تطور الدول غير الإسلامية في الصناعة والحضارة؟ ومن ناحية أخرى ، ما هي عوامل تخلف الدول الإسلامية بعد العصر الذهبي للحضارة والتقدم العلمي ؟!

واذا راينا الموضوع من جانب استحقاق للعقاب ، يجب أن نعلم أيضًا أن الله يعطي مهلة للكفار والعصاة حتى يهدي من يمكن هدايته وأولئك الذين لا يمكن هدايتهم فلن يكون عندهم حجة أمام الله.

واما بالنسبة لحفظ القران فأن حفظ القرآن يعني أن الله يحفظ القرآن من خطر الضياع والتشويه ليظل وسيلة هداية للبشر لا أن من أهانه هلك.

 

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك