دراسات

الشيعة ودنس التطبيع مع (إسرائيل)/1

3485 2022-05-08

  د. علي المؤمن ||       ظلت وسائل الدعاية العربية الطائفية، التي تمتلكها السلطات الداعمة للإرهاب الفكري والمسلح، تعمل منذ عقود على العودة الى المفارقة العجيبة التي اختلقها المؤرخون الطائفيون والمشايخ التكفيريون، وفي مقدمهم ابن تيمية، قبل تسعة قرون تقريباّ، والتي تتحدث عن وجود حلف سري تاريخي بين الشيعة واليهود، وحلف سري معاصر بين إيران الممثِلة للشيعة وإسرائيل الممثِلة لليهود، وأن هذا الحلف يضم العدوين اللدودين للأمة العربية والإسلامية، وانه لايزال قائماّ منذ تأسيس التشيع على يد اليهودي عبد الله بن سبأ، كما تدعي اسطورتهم، وهدفه ضرب العرب والمسلمين السنة. وقد تركز الحديث عن هذا الحلف وتبلورت صناعته ونسجت حوله الحكايات والأساطير بعد العام 1979، أي بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في ايران مباشرة.      وتمكنت هذه الحملات الدعائية المركزة والمنظمة، من خلق ظاهرة نفسية ضاغطة على المستويين الإجتماعي والسياسي، عنوانها: "شيعة فوبيا" أو " رهاب الشيعة "، وهو وجه آخر لظاهرة " ايران فوبيا ". وعلى الرغم من أن جذور صناعة هذه الظاهرة النفسية الإجتماعية يعود الى عهد الدولة العثمانية، إلا أنها تطورت بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921، وتبلورت كنظرية شبه متكاملة على يد منظري حزب البعث، ثم تحولت بالتدريج الى الصناعة السياسية والإعلامية الأكثر أهمية لنظام آل سعود، حتى أخذ القصف الإعلامي والمالي السعودي الهائل ينجح بالتدريج في تحويل الأنظار عن اسرائيل والصهاينة صوب ايران والشيعة؛ بل وإقناع كثير من الأنظمة العربية والمسلمة، ومعها أساطيل من المثقفين العرب القوميين والإسلاميين ووسائل إعلامهم ومراكزهم البحثية، بأن العدو الحقيقي للعرب والسنة، هما: ايران والشيعة، ولابد للعرب من التحالف مع (اسرائيل) لضرب عدوهما المشترك. وباتت هذه الذريعة مسوغاّ للاعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية والتحالفات الأمنية والتعاون الاقتصادي والثقافي بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي، حتى أصبحت هذه الاعلانات المتوالية أموراّ عادية لايتوقف عندها المواطن العربي والإسلامي السني غالباّ.      ورغم أن مفارقة وجود حلف قائم بين ايران والشيعة من جهة، واسرائيل واليهود من جهة أخرى، هو نتاج منهجيات دعائية تستخف بالعقل العربي والمسلم، وقد أفرزتها أفكار نظام البعث العراقي والنظام السعودي في مطلع ثمانينات القرن الماضي، ولا تزال وسائل الإعلام العربية تلوكها وتعتاش عليها وتطورها وتضيف عليها، إلا أن هذه الدعاية ومخرجاتها، بقيت تؤثر في توجيه العقل العربي والمسلم.      ولهذا؛ فنحن بحاجة الى مقاربة هذا المختلقات بمنهجية واقعية و بتجرد عن الإنتماء المذهبي، وهو موضوع المقال القادم.  ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك