دراسات

الشيعة ودنس التطبيع مع (إسرائيل)/1

2906 2022-05-08

  د. علي المؤمن ||       ظلت وسائل الدعاية العربية الطائفية، التي تمتلكها السلطات الداعمة للإرهاب الفكري والمسلح، تعمل منذ عقود على العودة الى المفارقة العجيبة التي اختلقها المؤرخون الطائفيون والمشايخ التكفيريون، وفي مقدمهم ابن تيمية، قبل تسعة قرون تقريباّ، والتي تتحدث عن وجود حلف سري تاريخي بين الشيعة واليهود، وحلف سري معاصر بين إيران الممثِلة للشيعة وإسرائيل الممثِلة لليهود، وأن هذا الحلف يضم العدوين اللدودين للأمة العربية والإسلامية، وانه لايزال قائماّ منذ تأسيس التشيع على يد اليهودي عبد الله بن سبأ، كما تدعي اسطورتهم، وهدفه ضرب العرب والمسلمين السنة. وقد تركز الحديث عن هذا الحلف وتبلورت صناعته ونسجت حوله الحكايات والأساطير بعد العام 1979، أي بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية في ايران مباشرة.      وتمكنت هذه الحملات الدعائية المركزة والمنظمة، من خلق ظاهرة نفسية ضاغطة على المستويين الإجتماعي والسياسي، عنوانها: "شيعة فوبيا" أو " رهاب الشيعة "، وهو وجه آخر لظاهرة " ايران فوبيا ". وعلى الرغم من أن جذور صناعة هذه الظاهرة النفسية الإجتماعية يعود الى عهد الدولة العثمانية، إلا أنها تطورت بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1921، وتبلورت كنظرية شبه متكاملة على يد منظري حزب البعث، ثم تحولت بالتدريج الى الصناعة السياسية والإعلامية الأكثر أهمية لنظام آل سعود، حتى أخذ القصف الإعلامي والمالي السعودي الهائل ينجح بالتدريج في تحويل الأنظار عن اسرائيل والصهاينة صوب ايران والشيعة؛ بل وإقناع كثير من الأنظمة العربية والمسلمة، ومعها أساطيل من المثقفين العرب القوميين والإسلاميين ووسائل إعلامهم ومراكزهم البحثية، بأن العدو الحقيقي للعرب والسنة، هما: ايران والشيعة، ولابد للعرب من التحالف مع (اسرائيل) لضرب عدوهما المشترك. وباتت هذه الذريعة مسوغاّ للاعلان عن إقامة العلاقات الدبلوماسية والتحالفات الأمنية والتعاون الاقتصادي والثقافي بين بعض الأنظمة العربية والكيان الإسرائيلي، حتى أصبحت هذه الاعلانات المتوالية أموراّ عادية لايتوقف عندها المواطن العربي والإسلامي السني غالباّ.      ورغم أن مفارقة وجود حلف قائم بين ايران والشيعة من جهة، واسرائيل واليهود من جهة أخرى، هو نتاج منهجيات دعائية تستخف بالعقل العربي والمسلم، وقد أفرزتها أفكار نظام البعث العراقي والنظام السعودي في مطلع ثمانينات القرن الماضي، ولا تزال وسائل الإعلام العربية تلوكها وتعتاش عليها وتطورها وتضيف عليها، إلا أن هذه الدعاية ومخرجاتها، بقيت تؤثر في توجيه العقل العربي والمسلم.      ولهذا؛ فنحن بحاجة الى مقاربة هذا المختلقات بمنهجية واقعية و بتجرد عن الإنتماء المذهبي، وهو موضوع المقال القادم.  ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك