دراسات

تطوير فقه المقاصد..

2816 2021-11-06

 

دراسة مشتركة بقلم: العلامة الشيخ محمد علي التسخيري وعلي المؤمن ||

 

* ضرورات تجديد الشريعة الإسلامية ومناهجها/ القسم الخامس:

 

تزداد أهمية موضوع فقه المقاصد أو مقاصد الشريعة، بمرور الزمن، وقد نظَّر لهذه المنهجية الفقهية كلا الفريقين السني والشيعي منذ مئات السنين، بيد أنّ الشاطبي هو الذي أطلق هذا المصطلح وبلور مفاهيمه. وهذا الحقل ـــ كما نفهم ـــ يعني في مدلوله الأساس الحكمة التي لحظها الشارع في جميع أحوال التشريع أو معظمها، وغايته النهائية من التشريعات عموماً، ومن خلال وعي هذه المداليل والحكم والغايات، يمكن استنباط أحكام الموضوعات المستحدثة واستقبال الحوادث التي ستقع. وقد انطلقت دعوات متعددة لتطوير هذا الحقل في سبيل فهم أشمل للشرع يستوعب أبعاده بنظرة كلية، ويقصي الفهم الحرفي والتجزيئي الذي يفوِّت العديد مما لاحظه الشارع الحكيم.

ولا يستطيع أي متخصص واع أن ينكر أهمية موضوع فقه المقاصد أو مقاصد الشريعة، وهو موضوع يشترك في كثير من الأوجه مع فلسفة الفقه وعلل التشريع. ونستشهد هنا بكلمة للإمام الخميني يقول فيها ما مضمونه: إنَّ كثيراً من الطرق المتعارفة في إدارة أُمور الناس، ستتغير في السنوات القادمة، وإنّ المجتمعات الإنسانية ستحتاج إلى المسائل الفقهية الجديدة لحل مشاكلها، فيجب على علماء الإسلام العظام التفكير في هذا الموضوع من الآن.

فالإمام الخميني هنا يؤكد على ضرورة أن يستبق الفقهاء الزمن ويضعوا الحلول للمشكلات الفقهية التي ستظهر مستقبلاً. وأعتقد أنّ منهجية مقاصد الشريعة كما هو الحال مع فلسفة الفقه وتطوير علم الكلام ـ بإمكانها أن تدعم جهود الفقهاء في وضع الحلول للمشكلات الفقهية القادمة. ولكن قبل توظيف هذا الحقل، لا بدّ ــ أولاً ــ من تطويره وبلورته وتحويله إلى منهجية علمية حقيقية، ذلك أنّ هذا الحقل ما زال بعيداً ــ بنسبة معينة ــ عن العلمية التي تتطلب تحديد المصطلحات وتحديد الموضوعات، وتأصيل القواعد، والالتزام بعملية الاستنباط وقوانينها. والحقيقة أنّ تطوير هذا الحقل علمياً بحاجة إلى تظافر جهود مشتركة للعلماء والفقهاء في إطار مجمع فقهي أو حلقات فقهية تخصصية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك