دراسات

من خصائص المشروع الفكري عند السيد الشهيد الصدر

1988 2021-04-09

 

عمّار الولائي ||

 

بدءاً نعزي صاحب العصر والزمان(أرواحنا لمقدمه الفدا) والمراجع العظام وبالخصوص السيّدين العليَّين العلويَّين الإمام الخامنئي والإمام السيستاني (دامت بركاتهما) والأمة الإسلامية بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لاستشهاد مفجّر الثورة الإسلامية في العراق الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وأخته العلوية آمنة الصدر (ره) على يد طاغوت العصر الهالك صدّام وزمرته العفنة. هذا السيّد والمفكّر العظيم الذي فدى بنفسه للجمهورية الإسلامية الممهّدة للقائم المنتظر (أرواحنا لتراب مقدمه الفدا)

عندما نقف على أعتاب شخصية فذّة كالشهيد السعيد آية الله العظمى الإمام السيد محمد باقر الصدر (قُدِّسَ سِرّه) تزدحم المشاعر وتتسابق الكلمات بكلّ ما فيها من زخم للتعبير عن معاني العظمة فيه ووصف ما قدّم من عطاء ثرّ.

إنّنا نجد أنفسنا أمام ظاهرة بعيدة المدى في آفاق فكريّة وحضاريّة، ولسنا أمام فردٍ وُلِد في يوم معيّن وارتحل في يوم آخر، بل نواجه منظومة مشاريع علمية وفكرية وفلسفية كبيرة تجاوزت الحدود الزمكانيّة وارتبطت طرّاً بغاياتٍ مقدّسة وهي خدمة الإسلام ، فلم تأتي إنجازاته الفكريّة والعلميّة كنتيجة طبيعية لما حباه الله من نبوغ وتفوّق عقليّ وروحيّ فحسب، بل كانت فعلاً مقصوداً أملاهُ الواقع الرساليّ حتى أنّه اختار لنفسه العاقبة التي أراد وودّع الدنيا كما شاء، فلم يتحرّك بصدفة ولم يسكُن بصدفة.

   إنّ الهوية المعرفية للسيد الصدر يمكن استجلاؤها من خلال استقراء ما يتسم به خطابه الفكري من سمات وخصائص أبرزها:

١- الإعتقاد بنظرية حاكمية الإسلام وإن الإسلام يقود الحياة وهو القائل:  ما اعتبارنا لولا الإسلام

٢-المنهجية العلمية: اعتمد الشهيد الصدر في طروحاته ونظرياته على المنهجية العلمية التي لا تتحكم فيها الأهواء الذاتية أو اللغة الشعارية والعاطفية بعيداً عن السطحية والتحيّز والانفعال.

٣-الخاصية الفلسفية: تميّزت كتاباته وطروحاته بخاصية التفكير الفلسفي المتمثلة بالتحليل والتقصي والفحص الدقيق والموضوعية وطرح التساؤلات، فكانت نظرياته وأفكاره تتسّم بالنزعة التأمّلية والإبداعية لا استنساخ أفكار الآخرين

٤- الروح النقدية: انماز الصدر بنزعته النقدية التي تجلّت بمقارباته التحليلية، وإعادة القراءة،وإبداء الآراء الجديدة، واستكناه ماهو غير مكتشف، فكان بكل ذاك مستقلّاً وغير تقليدياً

٥- استحضار البعد السيكلوجي: حيث كان يرى السيد الشهيد الصدر أنّ المواقف الفقهية تختفي وراءها الحالة النفسية للفقيه، لهذا كان يستخدم التحليل النفسي كأداة غير متداولة في البحث الأُصولي

٦- البعد التربوي: الناظر في كتابات السيد الشهيد الصدر يجد استطراداً وبعداً تربوياً، فحتى في لغة الفتاوى وأسلوبها كان يستهدف هذا الجانب، وهذا عائدٌ لكونه مفكراً رسالياً يحمل مشروعاً تغييرياً.

٧- النزعة التجديدية: على الرغم من التزام الصدر بمسَلَّمات الدين وثوابته وتقيُّده بالثوابت والأُطر الشرعية والحوزيّة إلّا أنّ فكره كان منفتحاً على كل ما هو جديد في الفكر الإنسانيّ والفكر الغربي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك