دراسات

السياسي او العلماني لا يتخلى عن الدين


 

سامي جواد كاظم ||

 

كل انسان يشعر بفراغ روحي مهما كان معتقده فيحاول ان يملا هذا الفراغ اما باللجوء الى الفطرة السليمة او الى الممنوعات بكل اشكالها ( خمور ومخدرات) او ابتداع دين 

في كتاب قواعد السطوة تاليف روبرت جرين اشار الى قضية استخدام الدين لتحقيق السطوة وذكر ان لدى البشر رغبة لا تقاوم في الايمان بشيء ـ اي اشيء ، ولاجل السطوة ابتدع دينا وعندما تتمكن من ذلك فاعلم ان اتباعك سيدافعون عن كذبك وذكر المؤلف قصة حقيقية بطلها فرانسسكو بوري وهو شاب ايطالي ادعى انه في الرؤيا جاءه ملك ليعلمه بانه قائد لجيش بابا جديد سيحكم العالم وانه يستطيع تحويل الحجر الى ذهب ويسمى حجر الفلسفة ، واستطاع ان يخلق له اتباع وسافر الى عدة بلدان اوربية وبعد ان انكشف زيفه اودع السجن فكان عشرات الالاف يزورونه في السجن للحصول على بركاته ومنهم ملكة السويد كريستينا ويمدونه بالمال والعتاد ليتمكن من مواصلة ابحاثه لتحويل الحجر الى ذهب حتى وفاته في السجن هذا نموذج من عدة نماذج

النتيجة فهنالك من يستخدم الدين لتحقيق غايات شخصية ومنهم من يحقد على الدين وهناك من يسرق من الدين وينسبه لنفسه وهناك من يستخدم الدين لاصلاح الناس

رجل الدين المزيف كما يقال عنه افضل من العلماني او السياسي لان المزيف قد يحاول من خلال الدين تحقيق اطماعه وهذا يعني يتحدث باسم الدين وهو لا يطبق الدين ولربما يعتمد الخزعبلات المدسوسة في التاريخ التي تتفق وغاياته لكي يستغل مشاعر بعض ان لم يكن الاكثر من البشر التي تميل الى هكذا خرافات

العلماني او السياسي تجدهما يستخدمان الدين فالاول ينتقد الدين وهو فارغ من المبادئ ولا يستطيع ان يقدم للبشرية كلمة واحدة تخدمهم غير موجودة في الخطاب الاسلامي ، بينما الثاني ـ اي السياسي يستخدم الدين لغايات خبيثة او عند الازمات وعندما تتحقق له غاياته يتجاهل الدين

حتى الرؤساء الامريكان عند الانتخابات يلجاون الى الكنيسة واما في العراق فهذا امر معروف وكم من سياسي او حزب او كتلة استغلت اسم المرجعية لكسب اصوات الناس فهنالك من انخدع وعندما عرف الحقيقة انتقد الاحزاب وما عادت تنطلي عليه الاعيبهم ان تحدثوا باسم المرجعية فلا يصدقونهم ، وهناك من المخدوعين لا يريد ان يقول انا خدعت فيرمي انخداعه على المرجعية ويصر ان المرجعية هي من دعمت هذه الاحزاب التي تحدثت باسمها ولا دليل لهم على ما يقولون سواء اكاذيب الاعلام

من يستخدم الدين ليدعي انه رجل دين فهذا مما لاشك فيه هو عبء على الدين ولكنه لا يملك اجهزة قمعية للنيل ممن ينتقده ، وان حدث مثل هذا فان رجل الدين هذا اقحم نفسه في السياسة وجمع الدجل في الدين والنفاق في السياسة ومما لاشك فانه لا يسمح لاحد ينتقده او يزيحه عن كرسي الغنائم

بينما المرجعية الدينية التي تعرضت لاكاذيب وحتى شتائم فلم ترد عليهم ولم تطالب بمحاكمتهم بل تدعو لهم بالخير والمغفرة 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك