محمد البدر ||
البراغماتية فلسفة سياسية تقوم على اساس المنفعة والمصلحة وعدم وجود حقائق مطلقة ومفاهيم أخلاقية ثابتة.
ومعنى الكلمة الواقعية أو النفعية وهي مشتقة من اللغة اليونانية القديمة.
ترتكز البراغماتية على أفكار السفسطائيين والميكافيلية ومتبنيات أخرى.
وتتخذ من كل شيء متاح وسيلة لتحقيق المنفعة والمصلحة بغض النظر عن الأخلاقيات والمباديء الأخلاقية والإنسانية.
البراغماتية هي فلسفة أمريكية نتجت من تنظيرات الفيلسوف الأمريكي وليام جيمس (1842-1910) الذي ألف كتاب بعنوان (البراغماتية) والفيلسوف الأمريكي الآخر تشارلز بيرس (1839-1914) الذي نشر افكاره حول البراغماتية في مقالة بعنوان (كيف نوضج افكارنا).
تقوم السياسة الخارجية الأمريكية على مبدأ البراغماتية فالجيد والسيء بالنسبة لسياستهم الخارجية لا يرتبط بمبدأ أخلاقي ولا مبدأ إنساني وإنما حسب النتيجة والمصلحة المتأتية من ذلك الشيء وليس الشيء نفسه.
مثلاً في عام 1991 كان بقاء صدام في السلطة فيه مصلحة لهم فكان القرار بعدم إسقاطه، اما في 2003 كان اسقاطه جزء من المصلحة الأمريكية فجاء التحرك لإسقاطه.
البراغماتية غير معنية بأي مبدأ ثابت سوى المصلحة فهي تتأقلم مع أي توجه وشيء لتحقيق المنفعة ولا يعنيها الشيء بحد ذاته بل يعنيها وتهتم للمصلحة التي ممكن أن تحصل منه.
فالصدق والكذب والإنسانية والدين وغيرها من المفاهيم ليست جيدة ولا سيئة بل هي جيدة وسيئة حسب المصلحة المتأتية منها وحسب الظرف.