محمد البدر||
· نظرية المثقف العضوي
ولد الفيلسوف والمفكر الماركسي انطونيو غرامشي في إيطاليا عام 1891 وتوفي عام 1937.
ساهم في تأسيس الحزب الشيوعي الإيطالي وكان يتبنى ضرورة وجود حزي ثوري يحمل قضايا المجتمع وينتج مثقفين عضويين يحملون هموم وقضايا المجتمع ويسعون لإقامة الثورة.
غرامشي يعتبر إستمرار الأنظمة الرأسمالية في الدول الغربية يعود إلى تنبه هذه الانظمة لثغرات الرأسمالية والعمل على سدها مستفادة من الأطروحات الإشتراكية مثل إعطاء حقوق العمال وتوفير التأمين الصحي وتحسين ظروف العمل وهذه بدوره أبعد الطبقة العمالية عن الثورة على الأنظمة الرأسمالية.
يرى غرامشي ان الدولة تتكون من أجهزة تؤَمِن القمع والسيطرة لصالح الجهات الحاكمة مثل الجيش والشرطة والقضاء.
وبما إن المجتمع يتكون من طبقات فلكل طبقة مثقفيها الذين تستخدمهم للدفاع عنها خصوصاً الطبقة العليا المسيطرة وعن طريق هؤلاء المثقفين تطرح وجهات نظرها وآراءها وتصوراتها.
وقد تناول غرامشي مفاهيم الثقافة والمثقف من زاوية غير مسبوقة.
غرامشي عارض ماركس في قوله إن العامل الإقتصادي هو العامل الحاسم الأبرز في حركة التاريخ وتطور المجتمعات.
وقال إن الثقافة هي العامل الحاسم الأبرز وإن الرأسمالية سيطرة بسبب هيمنتها على الثقافة.
طرح غرامشي نظرية المثقف العضوي وفي هذا الطرح تناول مفهوم المثقف وقسم المثقفين إلى قسمين
مثقف تقليدي و مثقف عضوي
وقال إن المثقف التقليدي هو الشخص الذي يكون على الحياد من قضايا المجتمع ولا يدخل نفسه فيها فلا يقدم رؤية أو نصح أو توضيح وإنما يلزم الصمت في قضايا المجتمع ولا يعتبر نفسه جزء من طبقة أو مجموعة ولاتعنيه مشاكلها.
أما المثقف العضوي فهو على العكس من ذلك.
المثقف العضوي يسعى ليكون له دور في تناول قضايا الطبقات والتصدي لها ويشعر بمتطلبات المجتمع وقضاياه ويتبنى موقف اتجاهها فهو منحاز لطبقات المجتمع ويعيش آلامها وقضاياها ولايقف على الحياد، يطالب مثلاً بحقوق العمال ويناصر قضايا المجتمع.
غرامشي تعرض للسجن لمدة عشرون عام وفي داخل السجن كتب ابرز كتبه (كراسات السجن) وتناول فيه قضايا متنوعة عن المجتمع والحزب والثقافة.
https://telegram.me/buratha