دراسات

تاريخ الفكر السياسي الفكر السياسي الغربي4/ ديوجينيس الكلبي  

2373 2020-06-04

محمد البدر ||

 

نتيجة عدة ظروف ومنها بعض تنظيرات أرسطو التي منحت الإغريق مكانة خاصة وكأنهم الشعب المختار مثل حقهم في غزو الآخرين وإستعباد بقية البشر ونتيجة التزمت الشديد في تقاليد وعادات مجتمع أثينا ظهرت مدرسة فلسفية جديدة تسمى (المدرسة الكلبية).

تأسست التوجهات الفلسفية لهذه المدرسة على يد الفيلسوف الأثيني أنتيستنيس (445-365 ق.م) والذي كان أحد تلاميذ أرسطو.

تقوم فلسفة هذه المدرسة على رفض القيم والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع الأثيني حينها.

ومن أبرز آراءهم السياسية هو قولهم بالأممية بمعنى أن جميع البشر متساوون ويجب تجاوز الحدود القومية والطبقية التي تفرق البشر وفكرهم فكر أممي يدعو إلى المساواة بين جميع البشر لذلك كانوا ضد الاستعباد والرق وعارضوا أرسطو في تقنينه للرق والعبودية.

أبرز فلاسفة هذه المدرسة هو ديوجينيس الكلبي

ديوجينيس ولد في مدينة سينوب التركية عام (404 ق.م) وتوفي في مدينة كورنث اليونانية عام (322 ق.م) وبعد سجنه في مدينته سينوب بتهمة تزوير العملة اتجه إلى مدينة أثينا وعاش فيها متخلياً عن ثروته وحياته السابقة.

عاش في أثينا حياة التشرد وعدم المبالاة وكان يتعمد كسر النمط المألوف والخروج عن العادات والتقاليد في أثينا مثل النوم في برميل خشبي قديم والأكل في الشارع والتبول والإستمناء أمام الناس وأحياناً في المجالس العامة وحلقات الدروس.

وكان يحمل بيده فانوس في النهار ويمشي في الشوارع (يبحث عن رجلاً نزيه) أو (يبحث عن إنسان) كما كان يجيب على من يسأله لماذا يحمل فانوس في النهار.

كان ديوجينيس يدعو إلى العودة للعيش وفق الطبيعة دون الالتزام بقيود العرف والقانون والعادات والتقاليد وكان متسقاً مع فلسفته في سلوكه فقد طبقها هو على نفسه ولم يكتفي بالتنظير.

حينما فتح الأسكندر المقدوني أثينا كان ديوجينيس يعيش فيها داخل برميله الخشبي فالتقى به الإسكندر وبعد محاورة بينهما طلب منه الإسكندر أن يطلب ما يريد لينفذه له فكالن طلبه (ابتعد أنت تحجب أشعة الشمس عني).

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك