دراسات

الإعلام.. "شاشة ذهنك" مسرح عملياته!


إعداد: إشراق علي

 

"الصورة الذهنية

الصورة هي عملية معرفية نسبية ذات أصول ثقافية، تقوم على إدراك الأفراد الانتقالي المباشر وغير المباشر، لخصائص وسمات موضوع ما (مؤسسة، شركة، فرد، جماعة أو مجتمع) وتكوين اتجاهات عاطفية نحوه (إيجابية أو سلبية) وما ينتج عن ذلك من توجهات سلوكية (ظاهرة - باطنة) في إطار مجتمع معين، وقد تأخذ هذه المدركات والاتجاهات شكلا ثابتا أو غير ثابت، دقیقا أو غير دقيق.

وفي ذلك السياق فإن وسائل الإعلام (ومنها السينما) بمختلف أنواعها تُعَدُّ مُسهِما قويا في تكوين الصورة الذهنية لدى الجمهور، وذلك بسبب انتشارها الواسع، وامتدادها الأفقي والرأسي وقدرتها البالغة على الاستقطاب والإبهار، واستيلائها الطاغي على أوقات الناس ومنافستها الشديدة للمؤسسات الاجتماعية الأخرى في مجال التأثير الجماهيري. حيث تقوم وسائل الإعلام بـ"صياغة الواقع" وهذا يعني أن وسائل الإعلام من خلال تركيزها على جزء صغير من المجتمع تعطي واقعا مختلفا عنه، بحيث إذا كان الفقر والتخلف سمة مجتمع ما، فإن هذا المجتمع قد يظهر بصورة الغني المتقدم.

فوسائل الاتصال الجماهيرية غير معنية بتقديم صورة موضوعية عن حدث أو قضية بل هاجسها الأقوى هو تقديم صورة معينة، مما يؤكد أن الصورة التي كونتها وسائل الإعلام تحمل حكما قيما وتعكس أطرا مرجعية وإرثا ثقافيا وبعدا إيديولوجيا، وبالتالي فإن هذه الصورة ليست محايدة، بل هي تجسيد مشروط وغائي.

ومن هنا فإن وسائل الإعلام من خلال الصورة الإعلامية التي تقدمها تقوم بدور كبير في مجال صنع وترويج الصورة الذهنية وتضخيم هذه الصورة المنطبعة لدى جماهيرها وطبعها بقوة في أذهانهم إلى الحد الذي يشعر فيه المتلقي بأنه التقى فعلا الشخصيات التي تتناولها وسائل الإعلام، فوسائل الإعلام أصبحت أدوات لتوجيه الأفراد والجماعات وتكوين مواقف فكرية واجتماعية، ولذلك فإن ما يقرب من 70% من الصورة التي يبنيها الإنسان مستمدة من وسائل الإعلام المختلفة.

ومن تعريفات الصورة الذهنية:

محمد عبد الحميد: "هي الانطباع الذي يكونه الفرد عن الأشياء، متأثرا بالمعلومات المختزنة عنها وفهمه لها، وبذلك فإن (الصورة الذهنية) هي نتاج تفاعل عناصر المعرفة والإدراك، وهذه الصورة الذهنية للأشياء والموضوعات المحيطة تؤثر مرة أخرى في إدراكنا لها وبالتالي تقويمها تقويما صحيحا، فمن خلال المعلومات الناقصة أو الاعتقادات السلبية عن أحد الموضوعات يتكون إدراك خاطئ يؤثر في تصورنا عن هذا الموضوع، وبالتالي فإن هذه الصورة تؤثر بعد ذلك في التعرض لكل ما يرتبط بهذا الموضوع من معلومات أو معارف أو معتقدات أو اتجاهات، وتظل هذه الصورة غير الصحيحة موجودة إلى أن يتم تصحيحها من خلال استكمال المعلومات أو تعديل الاعتقادات وتصحيح إدراك موضوع الصورة، ومنها تظهر دائرية العلاقة بين المعرفة والإدراك، والصورة الذهنية التي تؤثر في تعرض الفرد أو إدراكه للموضوعات المحيطة به".

قاموس "لونجمان "Long man: "هي الصورة التي تتكون في الذهن وهي الرأي الذي يكونه الآخرون عن الفرد أو الشيء بشكل مقصود".

ويشير المعجم الوجيز إلى أن (تصور) تعنى "تكونت له صورة وشكلا"، و(تصور الشيء): "تخيله واستحضر صورته في ذهنه"، و(صورة المسألة أو الأمر): "صفتها" و(صورة الشيء) تعني: "ماهيته المجردة وخياله في الذهن أو العقل ".

تعريف "Beach": يرى أن الصورة الذهنية هي "مجموعة من المعارف والمعلومات المتراكمة والمنظمة التي يشكلها الفرد عن نفسه وعن العالم من حوله، ويدخل ضمن عناصر الصورة مفردات خيالية وتجريدية، ويفترض أن يتم ترتيب وتنظيم المعلومات والمعارف المرتبطة بموضوع الصورة حسب مدركات التعامل معها وانحيازاته".

راجية قنديل: تأليف وتركيب صناعة للواقع يمثل فيه الخيال قدرا معينا وأن هذا التركيب قد يكون مبسطا أو معقدا، إلا أنه في كلتا الحالتين قد يؤدي الي التشويه، ومن ثم الابتعاد عن الحقيقة والاختلاف عن الواقع، ووجد بعض الباحثين أن الصورة هي التفسير المفترض للحقيقة، وأن الخبرات السابقة تلعب دورا كبيرا في عملية تكوين الصورة لمن يكون الصورة ويحملها ويحتفظ بها إلى الحد الذي يجعل منها شاشة ذهنية، تعرض نتيجة تفاعل كل ما يحتفظ به العقل من معارف ومعلومات وخبرات واتجاهات مكتسبة من مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وعلى رأسها وسائل الاعلام وبأنها أيضا تفسير مفترض للحقيقة، وما تعتقد أننا نعرفه عن صاحبها سواء كان دولة أو شخص أو ثقافة ما ولذلك فهي معرفة ذاتية وليست موضوعي.

نشوي الشلقانی: انطباع ذهني لدى فرد أو جماعة نحو فرد آخر أو جماعة أخرى أو نظام آخر أو توجه سياسي أو قومي آخر، ويتكون من خلال تجارب الأفراد الشخصية وتجارب الآخرين والتعرض لوسائل الاتصال الجماهيرية.

خصائص الصورة الذهنية:

تتميز الصورة الذهنية بمجموعة من السمات والخصائص يمكن توضيحها على النحو التالي:

1- ذات طبيعة بشرية: تتصف الصورة بالقدم والشمولية، فهي قديمة قدم الوعي البشري ذاته، كما أنها شاملة، بمعنى أن كل البشر يكونون صورا ذهنية وتتكون باتجاههم الصور أيضا، وهذه العملية عملية توافقية لا ترتبط بأشخاص معينين، أو بزمان معين بل هي وظيفة بشرية عامة، أو جزء من الطابع البشري.

2- تجاوز حدود الزمان والمكان: تتميز الصورة الذهنية بخاصية تجاوز حدود الزمان والمكان بشكل كبير، فالإنسان لا يتقيد بالحدود بل يتخطاها ليكون صورة ذهنية عن بلده، ثم قارته، ثم العالم الذي يعيش فيه، كما أن الإنسان يكون دائما على اتصال بكل ما حدث في الماضي، ومن ثم يدخل هذا الماضي في نطاق الصورة الذهنية، بالإضافة إلى ذلك فإن الإنسان يستطيع أن يكون صورا عن المستقبل، وبالتالي يمكن القول إن الصورة لها جذور في الماضي، وامتداد في المستقبل.

3- الجزئية: وهي تعني أن الصورة تعبر عن جزء من الحقيقة لا عن الحقيقة بأكملها، ويظهر ذلك بوضوح حين يسعى الفرد إلى تكوين صورة ذهنية عن حدث ما، فإنه عادة ما يقوم باختصار أجزاء من هذا الحدث وحذف أجزاء أخرى منه، وإعادة تنظيم وتفسير جوانب ثالثة، وتنطوي هذه الخاصية على عدة مخاطر هي:

- صعوبة أن يعبر الجزء عن الكل بموضوعية وصدق، واحتمال التحيز وأن الإنسان يقفز عادة إلى الاستنتاجات لعدم توافر المعلومات الكافية، مما قد يعرض الصورة إلى التشويه والخطأ.

4- التراكم والتجانس: الإنسان وهو ينمو يطور تصورا منظما للعالم، والأمر المهم في هذا التصور هو أن كل جزء يعمل في نطاق الكل ليخلق بناء له معنى، فنحن نستطيع أن تحدد أوضاعنا في ما يتعلق بالزمان والمكان وفي علاقاتنا بالآخرين، حينما نربط أجزاء التصور المختلفة تلك بالتصور الأصلي الذي كوناه، فمدركاتنا عن أنفسنا وعن الآخرين وعن العالم متصلة، بحيث إن تجربة الحياة كلها تلتئم عند كل فرد، فكل تجربة جديدة تجد مكانها في التصور الذي نكونه عن العالم، وكل رسالة جديدة أيضا تحتل مكانها المخصص لها، بحيث تدعم التجربة السابقة وتؤيد التصور الأساسي الذي كوناه، ويحدث ذلك مع أي تجربة جديدة، حيث يتم استقبالها وتفسيرها بأنها تضيف إلى التصور الحالي معلومات جديدة أو تدعم التصور الحالي أو تحدث مراجعات طفيفة على هذا التصور أو ينتج عنها إعادة بناء كامل للتصور.

5- الذاتية أو الانحياز: يرجع البعض اختلاف الصورة الذهنية عن الحقيقة والواقع إلى أن عملية تكوين الصورة هي عملية ذاتية غير موضوعية، وبها قدر كبير من عدم الحياد، بدليل الميل الطبيعي إلى إضفاء المعالم الطيبة على صورة الذات "Image Self" وإضفاء المعالم السلبية إلى صورة الخصم، فالصورة هي التفسير المفترض للحقيقة وما نعتقد نحن أنه الواقع.

ولهذا فهي تمثل دائما واقعا صادقا لأصحابها بغض النظر عن كونها صحيحة أو خاطئة، بل إن إنتاج الصورة أحيانا ما يقفز فوق شرط توافر المعلومات، والحقائق التي يفترض أن تستخدم في إنتاجها، وهو ما يعني بالتبعية أن الفرد منتج الصورة أحيانا ما يستكمل عملية بناء الصورة تحت ضغط التفضيلات، والانحيازات الأيديولوجية الخاصة به، بغض النظر عن كم المعلومات والشواهد والحقائق المتعلقة بموضوع الصورة وكيفها.

6- التلوين: ويعني أن الرسالة الإعلامية تتعرض من خلال وسائل الاتصال المختلفة إلى منافسة العديد من الرسائل الإعلامية الأخرى، وتتأثر المعاني التي تتضمنها الرسالة بالمعاني التي تحملها الرسائل الأخرى نتيجة لهذه المنافسة، وبالتالي تتغير معالم الصورة المنقولة إلى حد ما، فتضاف إليها بعض المعاني التي لم تكن تحملها، وتفقد أخرى كانت تتضمنها.

وظائف الصورة الذهنية:

تؤدي الصورة الذهنية مجموعة من الوظائف بالنسبة إلى الإنسان كالتالي:

1- الاقتصاد في المجهود: ويعني ذلك توفير الوقت والجهد اللازمين لفهم وتفسير حدث ما، أو شيء يعتبره الإنسان جديدا، فالصورة تساعد الأفراد على تفسير الأحداث الجديدة في ضوء خبراتهم القديمة، وصورهم المعهودة.

2- تقليل عدد المنبهات المحيطة بالفرد: وهذه الوظيفة مترتبة على الوظيفة السابقة، إذ إن الفرد عادة ما يقوم بدمج الأشياء الجديدة في الفئات القديمة وإعطاء المعنى ذاته الذي تأخذه هذه الفئات، وتقليل عدد المنبهات المحيطة بالفرد يؤدي إلى سهولة إدراكه لهذه المنبهات وإلى زيادة قدرته على فهمها واستيعابها.

3- تقليل نطاق المجهول: إن التصور الذهني يضيق من نطاق الجهل بالآخرين - أشخاصا وأشياء - نتيجة لما يقدمه التصور الذهني من معرفة يمكن أن تكون عليها صور الآخرين خلال التعامل معهم، ومن خلال تضييق نطاق الجهل يستطيع الإنسان أن يبلغ أبعادا لم يكن بوسعه بلوغها من خلال حواسه.

4- تبسيط الواقع: فالعقل البشري لا يمكنه الاحتفاظ بكل التفاصيل المتشابكة والمعقدة، ومن ثم لا يجد بديلا إلا القيام بعملية التبسيط والإيجاز، حتى يمكنه تکوین صورة لشيء معين، وعلى هذا يمكن القول بأن عملية تكوين الصورة تقوم على التضحية بالتفاصيل، وعدم الاحتفاظ بالنسب الحقيقية وذلك من أجل خلق الصورة البسيطة التي يسهل فهمها وتذكرها.

5- تحقيق التوافق والتكف: يستخدم الفرد الصورة كوسيلة لتحقيق التوافق بينه وبين البيئة التي يعيش فيها، ويتكيف بها مع ظروف الحياة التي أصبحت بالفعل أكثر تعقيدا من ذي قبل، فالصورة الإيجابية ذات الطابع الثابت، والتي تميل إلى تبسيط الأحداث تزيد من شعور الفرد بالأمن والاستقرار، بل إن الصورة قد تستخدم كآلية للدفاع عن الذات "Sort of Defense Mechanism"، حيث تتيح للفرد أن يبرر أو بمنطق كثيرا من أفعاله واتجاهاتها.

6- توجيه سلوك الفرد: تقوم الصورة الذهنية بدور مهم في تكوين الآراء وتشكيل الاتجاهات وتوجيه السلوك، ويؤكد بولدنج أن الكيفية التي يتصرف بها الإنسان تعتمد على الصورة، وأن أي تغيير يصيبها يستتبع بالضرورة تغيرا في السلوك، ولذلك يرى أن طبيعة هذه الصورة وكيفية تشكيلها والتغيير الذي يطرأ عليها يعتبر من الأمور المهمة التي يجب أن يهتم بها هؤلاء الذين مهمتهم التأثير في الرأي العام أو قياس اتجاهات الجماهير. فالصورة تسهم بشكل مباشر في القرارات التي يتخذها الناس تجاه الأحداث والأشياء، كما تؤثر في اتجاهات الناس وعلاقات بعضهم ببعض.

العوامل المؤثرة في تكوين الصورة الذهنية:

تسهم في تكوين الصورة الذهنية عوامل متعددة، وتأتي في مقدمتها وسائل الإعلام التي تؤدي دورا فعالا ورئيسا في تكوين الصور الذهنية، وهي ما سنتحدث عنها بشيء من التفصيل لما لها من صلة وطيدة بموضوع دراستنا الحالية، إلى جانب التطرق إلى باقي العوامل ولكن بإيجاز، وهي التي منها: الاتصال الشخصي، والجماعات المرجعية، والخبرات السابقة، والإدراك، والمؤثرات البيئية، واللغة.

1- وسائل الإعلام: تكاد تجمع الدراسات الإعلامية على كون وسائل الإعلام أحد العوامل المهمة في تشكيل الصور الذهنية، وذلك من خلال ما تقدمه من معلومات وبيانات عن الأحداث والأشخاص والدول والشعوب، بل قد لا نكون مبالغين إذا قلنا إن وسائل الإعلام تمثل مركز الثقل بين العوامل المؤثرة في تكوين الصور الذهنية.

وتساعد وسائل الإعلام الفرد على تكوين تصور للعالم الذي يحيا فيه، ويعتمد عليها - بالإضافة إلى خبراته - في التعرف على الواقع المحيط به. ويرى "شرام" أن "70% من الصور التي يبنيها الإنسان لعالمه مستمدة من وسائل الإعلام الجماهيرية". ويرجع البعض السبب في ذلك إلى:

- الانتشار الواسع لوسائل الإعلام وامتدادها الأفقي والرأسي، وقدرتها البالغة على الاستقطاب والإبهار، حيث أسهمت تكنولوجيا الاتصال الحديثة في مد واتساع نطاق التغطية، وذلك من خلال قدرتها على نقل الأحداث بصورة سريعة وفورية.

- استيلاء وسائل الإعلام على أوقات الأفراد ومنافستها الشديدة للمؤسسات الأجتماعية الأخرى في مجال التأثير الجماهيري.

- إيقاع العصر الحالي الذي يتسم بالسرعة من ناحية، وبعزلة الأفراد بعضهم عن بعض من ناحية أخرى، مما يجعل من وسائل الإعلام مصدرا للشعور بالمشاركة وعدم العزلة.

وتتم عملية توجه الصور - وبخاصة في دول العالم الثالث - من خلال قيام وسائل الإعلام بوظيفة حارس البوابة "Gate Keeper" وترتيب الأولويات "Agenda Setting" وذلك عن طريق اختيارها موضوع الصورة ثم أي الأجزاء يتم إبرازها، وأي الأجزاء يتم التغاضي عنها، أو عن طريق المبالغة في بعض الأجزاء وإغفال الأجزاء الأخرى.

2- الاتصال الشخصي أو المباشر: للاتصال الشخصي دور كبير في تصور الواقع المحيط فحياتنا اليومية تزخر بالعديد من الأحداث والأخبار التي يمكن ملاحظتها بشكل مباشر، وفي ضوء ذلك يسهل إدراك الواقع وتصوره نتيجة للخبرة المباشرة، والاحتكاك المباشر وكنتيجة لملاحظتنا للأحداث التي نمر بها بطريقة مباشرة وهناك بعض المعوقات التي تؤثر في الاتصال المباشر، وتمنعه من القيام بدوره في التأثير على الصور الذهنية وتكوينها، فقد يسهم اختلاف الثقافات واللغات بين المتصلين، وسوء تفسير الرسالة الذهنية المتكونة لديه، ومدى توافقها مع الإطار الثقافي في حالة الصور الإيجابية، أو تنافرها في حالة الخصائص غير المتوافقة مع ثقافته وبالتالي تصبح صورة سلبية.

7- اللغة: اللغة عنصر فعال في تشكيل الصور الذهنية، فهي نظام من المسميات لجوانب الحقيقة، ويتأثر أسلوب تعاملنا مع هذه الحقيقة باللغة التي نستخدمها، والتي تخلق اصطلاحات ثقافية للمعنى ونحن نستخدم هذه المصطلحات لتفسير العالم المحيط.

استراتيجية بناء المعنى - الصورة الذهنية:

وهي تعني إمكانية تعديل سلوك الأفراد من خلال إعطائهم معاني جديدة أو صورا ذهنية في لغة ما، بما تستطيع أن تخلق لديهم صورا أكثر وضوحا، ومن ثم يحدث تعديل أفضل وأقوى في السلوك.

وتقوم استراتيجية بناء المعنى على الأسس التالية:

- رسالة إعلامية مقنعة.

- تؤدي إلى معان جديدة أو تغيرات في المعاني.

- المعاني تعطي توجيها للعمل.

وهذه الاستراتيجية ترتكز على:

1- النظرية المعرفية في تفسير السلوك، حيث تقوم على أهمية توافر رسالة إعلامية تتسم بقدرتها على التأثير في الفرد والتأثير على طريقة تفكيره.

2- هذه الرسالة تحقق وصول الفرد إلى معاني جديدة للسلوك المرغوب فيها.

3- هذه المعاني تكون ذات قوة مؤثرة على الفرد تقوم بتوجيهه نحو العمل والسلوك النهائي المرغوب القيام به.

مثال: عند تقديم رسالة إعلامية (فيلم سينمائي) عن حياة الصحفيين وطبيعة عملهم، وبتقديم صورة جذابة ومبهرة عن حياتهم المثيرة والشيقة بالإضافة إلى الشهرة والسلطة وتعدد العلاقات الاجتماعية والنسائية - كما أظهرتها بعض الأفلام - وذلك مع تقديم واستخدام اللغة المناسبة والشكل المبهر لهذه الصورة، فإن ذلك يخلق لدى المتلقي صورة أو معنى جديدا نحو هذه الشخصيات، ويخلق في نفس المتلقي أمنية أن يحيا مثل هذه الشخصيات.

وبالطبع قد يحدث هذا بشكل غير مقصود من العاملين أو القائمين على صناعة الأفلام إلا أن ذلك يوضح كيفية تأثير هذه الأعمال السينمائية على الجمهور ومما سبق يمكن أن يتضح لنا كيفية قناعة المتلقي بالصورة المطروحة عليه.

والإقناع هو: "أي رسالة تهدف إلى تشكيل وتدعيم أو تغيير استجابات الآخرين نحو مضمون الرسالة، وتنطوي هذه الاستجابات على المعتقدات والسلوكيات والإدراكات والمشاعر المختلفة للأفراد.

والقناعة بما يقدم في الوسائل الإعلامية يعد خطوة أولى نحو تبني ما يتم تقديمه أو الاعتقاد فيه، وبما أن السينما كإحدى وسائل الإعلام التي لها دور في التنشئة الاجتماعية لأفراد المجتمع، فإنها تسهم في ترسيخ صور لفئات اجتماعية مختلفة (الصحفيين على سبيل المثال) في أذهان الجمهور.

وهناك نوعان من الاستمالات بغرض الإقناع:

1- استمالات عاطفية " Emotional Appeals".

2- استمالات منطقية "logical Appeals".

ولا توجد قواعد أو أسس ثابتة يتم على أساسها التفضيل بين هذين النوعين، حيث إن الأبحاث أشارت إلى تمیز استخدام الاستمالات المنطقية في حالات معينة العلاقة.

بين الصورة الإعلامية والصورة الذهنية:

الصور الإعلامية تهتم برصد صورة قضية أو حدث أو جماعة أو مؤسسة من خلال ما يقدم في وسيلة من وسائل الإعلام (إذاعة صحافة، تليفزيون). أما الصورة الذهنية فينحصر اهتمامها في رصد صورة الأشياء لدى الجمهور، أي أن الصورة الإعلامية هي الأساس لبناء الصورة الذهنية لدى الجمهور."(1)

___________

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك