دراسات

الإستثمار ومقومات البيئة الإستثمارية

3749 2018-09-29

ضياء المحسن
معلوم لدى المختصين في الشأن الإقتصادي أهمية الإستثمار، خاصة مع الهوة بيننا وبين دول العالم والتي تسببت في ضياع فرصة لتقدم البلد، وأهمية الإستثمار تتأتى من أنه يستطيع نقل التكنولوجيا التي يمتلكها المستثمر الى البلد، بالإضافة الى تطوير الكوادر التي تعمل في المشاريع التي تنفذها الشركات المستثمرة، ما يعني ضرورة منح الفرص الإستثمارية لشركات رصينة لها باع طويل في مجال عملها.
لكن الإستثمار ورأس المال المستثمر من الناحية العملية يعد جبان، فهو لا يعيش في بيئة مضطربة امنيا وسياسيا، بالإضافة الى أنه بحاجة الى قوانين وتشريعات تمكنه من العمل بسهولة، ناهيك عن مقومات تمكنه من أداء المهمة الموكلة إليه؛ من قبيل اليد العاملة والسوق والمعادن والطاقة، بالإضافة الى التنوع البيئي في المنطقة التي يستثمر فيها.
لو ناقشنا هذه المقومات ووجودها في العراق، نكاد نجزم انها معدومة، فالقوانين التي تنظم عملية الإستثمار تسيطر عليها البيروقراطية وكثرة التعليمات التي لا جدوى منها، سوى أنها تعمل على عزوف المستثمر عن الدخول في السوق العراقي، والدليل لاحظناه في مؤتمر الكويت؛ فمع الوفد الحكومي الذي حضر المؤتمر، لكنه لم يستطع إقناع الشركات الكبرى للدخول الى السوق العراقية حتى مع كثرة الفرص الإستثمارية، والسبب ببساطة شديدة تعقيد القوانين والتعليمات النافذة، بالإضافة الى البيروقراطية وأمور اخرى.
ما يتعلق بالناحية الأمنية والسياسية، عند أول قدم يضعها المستثمر على أرض العراق يلاحظ يالإجراءات الأمنية المعقدة، الأمر الذي يوحي له بأن الأمن غير مستتب، ثم هناك الفساد المستشري في المفاصل المهمة والتي تنظم العملية الإستثمارية، لذلك فإن من واجب الحكومة القضاء على الفساد والذي يعد سبب أساسي في عدم إستتباب الأمن، بالإضافة الى ضرورة تعديل القوانين التي تختصر كثير من الوقت الذي يقضيه المستثمر لإنجاز المعاملة الإستثمارية، والتي تتجاوز في بعض الحالات العام ونصف العام.
من العوامل الجاذبة للإستثمار هو اليد العاملة، والعراق يمتلك أيدي عاملة شابة ومثقفة بالإضافة الى ان هؤلاء الشباب الغالب الأعم حاصل على شهادة جامعية أولية على أبعد التقديرات، بما يمنح المستثمر أيدي عاملة لا تحتاج الى فترة طويلة لتدريبها، كما يحصل مع كثير في دول العالم الأخرى، ثم أن المستثمر لا يغفل اهمية السوق العراقي الذي يستحوذ على اكبر قدر من المنتجات وهذا يعود الى عدد سكانه المتنامي.
ولا ننسى هنا أن الطاقة تلعب دورا مهما في الإستثمار، فكلما كانت مصادر الطاقة متوافرة، كلما قلت النفقات التي يحسب لها المستثمر حسابات دقيقة، بالإضافة الى ما موجود في باطن الأرض من معادن يمكن إستثمارها في مشاريع عديدة، الأمر الذي يساعد في تأهيل مصانع ومعامل متوقفة عن العمل بسبب عدم وجود جدوى إقتصادية من إعادتها للعمل، بسبب عدم وجود التكنولوجيا المتطورة فيها، كمعامل الزجاج والسيراميك والبتروكيمياويات، هذا بالإضافة الى معامل الفوسفات والكبريت ومعامل الحديد والصلب.
يمتلك العراق نهرين عظيمين يخترقانه وصولا الى الخليج، بالإضافة الى وجود أراضي زراعية شاسعة غير مستثمرة، وإذا ما اخذنا بنظر الإعتبار وجود أيدي عاملة متعلمة (خريجي كليات الزراعة والمعاهد الزراعية) فهم سيشكلون للمستثمر فرصة إستثنائية للعمل في هذا القطاع المهم؛ حتى مع شحة المياه التي يعاني منها البلد.
ماذا نحتاج لجذب المستثمر للإستثمار في هذه الفرص الكبيرة؟
ما نحتاجه ليس صعب المنال، فقط يحتاج الى وجود نية صادقة لدى من بيده سلطة إتخاذ القرار، وأن يكون همه على مصلحة البلد، بغض النظر عن الجواز الذي يحمله من أي بلد صدر هذا الجواز.
هل نرى ذلك؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك