دراسات

الإرهاب.. وليد أوروبا وربيب إسرائيل..بقلم: الباحثة مديحة الربيعي

3600 19:57:00 2013-05-02

 

يرتبط مصطلح الارهاب في وقتنا الحاضر باسم الإسلام والمسلمين عربا" كانوا ام أجانب ظلما", وذلك ليس بمحض الصدفة وإنما هو تخطيط وسعي حثيث من قبل أطراف ودول لها أهداف من وراء ذلك, مع أن الارهاب لم يكن يوما" له صلة بالعرب ولا بالإسلام مطلقا", أنما هو مصطلح أوربي المنشأ , إذ ظهر لأول مرة منذ بدء الثورة الفرنسية عندما بدأت المحاكم آنذاك بتنفيذ أحكام الإعدام بأبناء الطبقة الارستقراطية  من النبلاء والمرفهين الى أن قتل الملك لويس السادس عشر ورجته الملكة ماري أنطوانيت في 21يناير 1793, وكافة الحاشية وارتبط المصطلح تحديدا" باسم المدعي العام فوكييه تينفل الذي كان يصر أوامره الى المنفذين لتطبيق عقوبة الإعدام, وقد أرخت روايات عديدة لظهور المصطلح في ذلك الوقت منها رواية الزهرة القرمزية للمؤلفة البارونة اوركزي التي تكررت عبارات عديدة في روايتها تشير لمصطلح الارهاب منها ( ترويع , رعب, عنف, إرهابيين, غوغاء) إشارة الى المنفذين  والجماهير التي كانت تراقب عمل المقصلة المستمر آنذاك,   ثم بعد ذلك أصبح الاسم مرتبطا" بحركات التمرد في دول العالم المختلفة, الى أن وصل الأمر الى إحداث الحادي عشر من سبتمبر التي حاكتها وخططت لها أياد خفية لتوحي للجميع أن الإسلام مصدر الارهاب مع العلم أن تنظيم القاعدة هو تشكيل مدعوم من قبل الولايات المتحدة تحديدا"  والدليل على ذلك هو عدم قتال القاعدة في إسرائيل وإنما يقتصر جهادهم على العرب فقط! ,والأغرب من ذلك أن تاريخ الدول الأوربية ملئ بأحداث الاحتلال واغتصاب أراضي الشعوب ونهب الخيرات واستلاب الحقوق, بل إن البعض منها أصلا" لم يتشكل إلا عن طريق الإبادة الجماعية وأمريكا خير دليل على ذلك بعد إبادة الهنود الحمر والاستيلاء على أرضهم, وما يحصل في فلسطين ليس ببعيد عن المشهد من تشريد شعب والاستيلاء على أرضه واستمرار آلة القتل الصهيوني بحصد أرواح آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني  فلماذا لا نسمع عن دعاواى وتهم الارهاب تلصق بهذه الدول ؟ ولماذا يلتصق هذا المصطلح بالعرب والمسلمين تحديدا" مع أن اغلب حقوقهم مستلبة ,نعم فقد تبدلت الأدوار  حتى أصبح الجلاد ضحية والضحية جلاد!

هذا هو بالضبط ما سعت إليه الأطراف المستفيدة من تشويه صورة العرب والمسلمين وعلى رأسهم إسرائيل وأمريكا فقد بات قضية جهاد الفصائل الفلسطينية أمرا" يؤرق الاحتلال و بغض مضاجعه ومن هنا بدأت فكرة  اتهام المسلمين بالإرهاب من اجل خلط الأوراق وتشويه الحقائق, واتهام فصائل المقاومة بالإرهاب, مع أن أنهم أصحاب حق سلبت أرضهم, وشردوا من ديارهم واستبيحت حرماتهم, فموضوع الحادي عشر من سبتمبر ذريعة فتحت الآفاق أمام من يستهدف الإسلام بدعوى أن قتل الأبرياء من وجهة نظر المسلمين هو جهاد.

 ومن هنا لابد من توضيح الفرق بين مفهوم الجهاد ومفهوم الارهاب, الجهاد هو السعي لاسترجاع الحقوق المسلوبة ونوع من الدفاع عن النفس وإقرار الحق وردع الباطل وهو مبدأ إصلاح اقره الخالق جل وعلا في بداية نشوء الرسالة الإسلامية لان طغاة ذلك العصر استضعفوا المسلمين وجاروا عليهم بل ورحلوهم عن ديارهم, وكحال العديد من الرسل والأنبياء شكل الرسول الأكرم (عليه وعلى اله أفضل الصلاة والسلام) جيشا" في ذلك الوقت لنصرة دين الله وحماية تعاليم السماء واسترجاع وبطبيعة الحال كأي دولة متكاملة العناصر تشكل جيش الدولة الإسلامية لنشر الرسالة الإسلامية وإحقاق الحق, فلم يكن في أي يوم من الأيام الدين الإسلامي قائما" على الظلم أو القتل كيف يكون ذلك وقد خاطب الخالق رسوله الكريم بقوله ( وما أرستاك إلا رحمة للعالمين)الأنبياء آية 107,   بل أن أساس الدين الإسلامي هو قائم على نبذ القتل ,والرق, والظلم ,والجور, ونشر المساواة والعدل بين الناس ,فهو نظام سماوي متكامل قائم على مبدأ الصفح والعفو حتى للمسيء ويتضح ذلك من قوله تعالى( وليعفوا ويصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم)  البقرة آية 109.

 فكيف يتهم الإسلام بتهمة بعيدة كل البعد عن  قيمه السامية؟.. إن موضوع خلط الأوراق والحقائق له أهداف تسعى للنيل من المسلمين وإذكاء الفتن والكره ضد الإسلام والمسلمين من خلال زرع جماعات محسوبة بالخطأ على الدين الإسلامي الحنيف تمويلها أوربي وتدريبها ورعايتها يهودية من اجل الطعن بالرسالة المحمدية بل أن اغلب المسلمين هم الضحايا القتل والتشريد وما يحدث في بورما من أبشع جرائم القتل والعنف  بحق الأقلية المسلمة لم تلقى حتى استهجانا" مع العلم أنها يجب أن تصنف ضمن أفظع جرائم الارهاب في العصر الحديث فلماذا التطبيل والتهليل  لحوادث تنسب ظلما" للمسلمين من جماعات تدعي الإسلام ؟ ولماذا السكوت عما يرتكب  عمدا "بحق المسلمين؟ ولماذا السكوت عن ممارسات الاحتلال الصهيوني في فلسطين وما يتبعونه من إرهاب مدعوم من قبل الدول التي تسعى لسرقة أموال الشعوب وامتهان كرامة الإنسان وإعادة الناس الى زمن الرق والعبودية , فسياسة الكيل بمكيالين وتشويه الحقائق هدفها نبذ الفكر  الإسلامي الذي هو في حقيقته ختاما" للأديان التي أنارت دروب البشرية وحررت العقول والنفوس وكل ذلك لن يمنع الناس من إدراك الحقيقة المتمثلة  في نشأة الارهاب في أوربا وتربيته في حجر إسرائيل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك