التقارير

بعد قرارها المفاجيء ... المحكمة الاتحادية تغلق أبواب البرلمان وتعيد تعريف المرحلة بالكامل


اهتزت الساحة السياسية في بغداد خلال الساعات الماضية بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا القاضي باعتبار عمر الدورة النيابية الخامسة منتهياً، وتحويل الحكومة إلى "حكومة تصريف أعمال" حصراً، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر تأثيراً منذ إعلان نتائج انتخابات 11 تشرين الثاني. القرار جاء ليحسم الجدل الذي تصاعد في الأيام الماضية بشأن المدد الدستورية، خصوصاً بعد التصريح الشهير لرئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان، الذي أكد فيه أن الموعد الدستوري الصحيح لانتهاء الدورة هو 24 تشرين الثاني 2025، لا 11 تشرين الثاني، وهو ما فتح نقاشاً عميقاً حول شرعية الجلسات البرلمانية المتبقية حتى مطلع 2026.

الخبير القانوني حسين الطائي أوضح في حديثه لـ"بغداد اليوم" أن قرار المحكمة الاتحادية "بات وملزم التنفيذ"، مشيراً إلى أن جميع أعضاء مجلس النواب أصبحوا "مواطنين عاديين بلا حصانة" اعتباراً من لحظة صدور القرار. ويضيف الطائي أن "الدستور حدد عمر الدورة النيابية بأربع سنوات تقويمية، وكان المتوقع أن تنتهي في الثامن من كانون الثاني المقبل، إلا أن الاتحادية اعتبرت أن المدة الدستورية انتهت بموجب تفسيرها الجديد، ما يعني انتهاء صلاحيات البرلمان ووقف أعماله فوراً". ويشير إلى أن الحكومة أصبحت "بحكم تصريف الأعمال"، ولا يحق لها اتخاذ قرارات جوهرية أو إبرام التزامات طويلة الأمد، بل تقتصر مهامها على الضروريات اليومية لحين تشكيل حكومة جديدة.

كان تصريح رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان قبل أيام قد فتح الباب أمام سؤال جوهري يتعلق بمدى دستورية الموعد الذي تم تحديده لإجراء الانتخابات. زيدان قال صراحة إن "تحديد موعد 11 تشرين الثاني مخالف للدستور"، وإن التاريخ الدستوري الصحيح يجب أن يكون في 24 تشرين الثاني. هذا التصريح، الذي جاء قبل أقل من 24 ساعة على بدء الاقتراع العام، أعاد النقاش إلى جذوره القانونية، ودفع رئاسة الجمهورية لاحقاً إلى تقديم طلب تفسير رسمي للمحكمة الاتحادية. قرار المحكمة اليوم جاء بمثابة الرد القانوني الذي بنى على تلك الرؤية، وأنهى الجدل بإعلان انتهاء عمر البرلمان دون انتظار كانون الثاني.

من جانبه، وصف المحلل السياسي عدنان التميمي القرار بأنه "مفاجئ وصادم للأوساط السياسية"، خاصة وأن التوقع العام كان استمرار الدورة حتى مطلع العام المقبل. ويشير التميمي إلى أن القرار "قطع الطريق أمام أي جلسة استثنائية كان يجري التلويح بها لتمرير قوانين مؤجلة"، مؤكداً أن البرلمان أصبح بحكم "المعطل نهائياً". ويضيف التميمي أن الساعات المقبلة ستشهد "سيلاً من البيانات والمواقف"، خصوصاً من التحالفات الكبيرة، التي ستجد نفسها أمام واقع سياسي جديد قد يسرع ــ وربما يعقّد ــ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.

ومع تحوّل الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال، باتت القوى السياسية مطالبة بالتحرك وفق الآليات الدستورية لتشكيل حكومة جديدة. محللون يرون أن هذا القرار سيضغط على القوى الشيعية، خصوصاً داخل الإطار التنسيقي، للإسراع بحسم مرشح رئاسة الوزراء، وسط انقسام واضح بين من يدعم ولاية ثانية لمحمد شياع السوداني ومن يفضّل الذهاب إلى اسم جديد.

وبحسب مراقبين، قرار المحكمة الاتحادية اليوم لم يكن تفسيراً فقط، بل إعادة رسم كاملة للمرحلة الانتقالية بين انتخابات تشرين الثاني وتشكيل الحكومة المقبلة. سقوط الحصانة، تعطل البرلمان، تحول الحكومة إلى تصريف أعمال… كلها عناصر تجعل العراق أمام مرحلة تفاوضية مكثفة خلال الأيام المقبلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك